تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهو في الغالب يكون مقترناً مع سرد الوقائع التاريخية، لأنه وإن كان لعلم النسب شُبْهَةُ استقلال، إلا أن بينه وبين علم التاريخ عمومٌ وخصوصٌ من وجه كغيره من العلوم الإنسانية والاجتماعية التي تأثر في بعضها وتتأثر ببعضها، ويجب ملاحظة أن كل علم يكون مستقلاً في حد ذاته، أما بالإضافة إلى العلوم الأخرى فإن بعض العلوم تفقد الاستقلالية وتكون من العلوم الآلية أو المساعدة في تحصيل العلم المطلوب، كعلم النحو العربي، هو علم مستقل، ولكن بإضافته إلى العلوم الشرعية فإنه يعد من العلوم الآلية.< o:p>

ففائدة علم النسب في مجال علم النسب المحض Genealogy:

أما ثمراته هنا فكثيرة لا سيما متى نظرنا إليه من غير وجهته الآلية، وقد بيَّن بعضَها كثيرٌ من الباحثين فيه، المُجَدِّدِيْنَ لِحُلتِه؛ والتي تنضوي كلها تحت إحساس الإنسان بالحيوية في تفاعله وتعامله مع مجتمعه، وشعوره بالمسؤولية والجِدِّيَّة في التعايش، وتُشْبع نفسه بالمحبة للمجتمع والألفة مما ينتج عن ذلك التماسك بين مُكوناتٍ المجتمع، والتكامل والتكافل بين أفراده، وتحصل لدى الفرد العصبية الواجبة لأجل النُّعرة والتَّناصر، فحيث تكون العصبية مرهوبة ومخشيَّة، والمنبت فيها زكيٌّ محميُّ تكون فائدة النسب أوضح، وثمرتها أقوى، فمعرفة النسب وتعدد الآباء وذكر مآثرهم وخلالهم الحميدة وهو الحسب كلاهما عصمة للنفس من ركوب الآثام وتلقُّفها، لأن لكل إنسان جانبان اثنان، جانب مادي وهو النَسَبُ وهو سلسلة أسماء آباءه وأمهاته، وجانب رُوحي وهو الحَسَبُ، وهو سلسلة مآثر آباءه وأمهاته، فالحسب يسير مع النسب حذو القُذَّة بالقُذَّة، هذا يَحدُوُه والآخر يُذْكِيه، فمعنى كل واحد منهما راجع إلى الآخر، وليست الحضارات هي التي تَذْهبُ بالحسبِ وتقوِّض أركان النسب كما زعم ابن خلدون، وإنما الأمر الذي ذكرنا وهو مُعَاقرة الفِعَال الخسيسة، وإهمال النسب ونسيانه مع ما يحمله في فَقَرَاتِه من خلال حميدة لأمر من الأمور الكثيرة. ومن لم تدون سلسلة نسبه كما هو الغالب في البشرية، فإن أخلاقه الحميدة وأفعاله الجميلة واستقامته على الدين القويم كل ذلك يشير إلى شرف نسبه وكريم حسبه رغم الجهل بسلسلة الآباء. < o:p>

أما ثمراته كعلم من العلوم الآلية فهي:< o:p>

1. صيانةُ الأنساب من الكذب والوضع. < o:p>

2. حفظُ الأنساب مِن الضياع والاختلاط. < o:p>

3. والاحترازُ به من الغلط في نَسَبِ شَخصٍ.< o:p>

4. مُنَازَلَةُ الكذَّابِين والأدعياء والوضَّاعين، وتفنيد موضوعاتهم، وهدم مشاريعهم، ومقارعتهم بالحجج والبراهين والدلائل، وتبيين حالهم للناس.< o:p>

5. دَرْءُ غواية الشعراء الذين يطعنون في أنساب الناس.< o:p>

وفائدة علم النسب في مجال علم التاريخ History:

التاريخُ هو الزمان كما عرفه المؤرخون، وسلسلة النسب هي تغيير يطرأ على الزمان في عدة أوقات منتظمة ومتتابعة ومنضبطة، وشأن التاريخ ملاحظة ذلك التغيير الذي يطرأ عليه أثناء مسيرته ويؤثر بالتالي في حياة البشرية، ويشكل النسبُ عنصراً مهماً في قَصِّ التاريخ، وتوضيح الوقائع التاريخية، حيث يمثل النسبُ والزمانُ معاً العمود الفقري لسرد المادة التاريخية، أو بعبارة المؤرخين: يُشَكِلُ البشرُ والزمانُ نهر التاريخ. وطبقات سلسلة النسب أو أجيالها بمثابة دوحات غنية في مراحل طريق التاريخ وخط سير الزمان، كتلك التي تستلهم الشاعر وتُهَيِّجُ شاعريته في مراحل حياته وتكوِّن له مادته الفكرية وتصقل قريحته، فمنزلٌ يُطْرِبه، وآخر يُبَكِّيه، وثالث يُغضبه .. ، والمؤرخون شبَّهوا التاريخ في سيره الطويل بالنهر؛ ذلك لأن النهر يَتَّسِعُ مجراه ويضيق، ويستقيم ويتعرَّج، ويستوي وينحدر، ويهدأ ويثور .. وهكذا التاريخ في أحداثه ووقائعه عبر خط سيره يتخذ أنماطاً سيكولوجية شتى، وكذلك الأجيال التي تشكل سلسلة النسب لكل جيل سيكولوجيته الفردية.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير