إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} لا تشمل كل قريش في كلام المحققين من أهل العلم، وإنما هي في خصوص بني هاشم كما نصَّ عليه أهل العلم كما أفاده الشافعي في كتابه الأم.< o:p>
أما أولاد البنات، وأولاد الأخوات، وأولاد العمات، فكل أولئك قرابة أيضاً لا يُمارِي أحدٌ في ذلك، ولكنهم قرابة دون التي في إطلاق عُرْفِ الناس، وهي قرابة نَسَبٍ نِسْبِيٍّ أيضاً.< o:p>
وبعض الفقهاء جعل للنسب قِسماً آخر دعاه بالعَصَبَةِ، وفي الحقيقة أن العصبة ليسوا من أقسامه ولا من طبقاته، وإنما من صفات أهله؛ أو هي حَمِيَّة طبيعية تلازم كل طبقة من طبقاته؛ وتتفاوت شدتها في كل طبقة بحسب قربها وبعدها من الفرد المَحْمِي، فالمقصود بهم الذين يتعصَّبون للمرء لأجل القرابة التي بينه وبينهم، وهذه العصبية على طبقات ومراتب كتلك التي شَكَّلها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أمامه وهو على الصفا، فحال المرء مع العصبية التي له مع طبقات النسب تجعله بمثابة مركز دوائر تحيط به؛ دائرة على إثر دائرة .. < o:p>
أمَّا في اصطلاح النُّحَاةِ فقد عُرِّفَ النَّسَبُ بأنه: إلحاق الفروع بالأصول بياء مشددة في آخره. نحو: قُرَشِيٌّ، عَنَزِيٌّ، قِبْطِيٌّ. وهو تعريف غير جامع. والأفضل أن يقال فيه: هو عزو شيءٍ إلى والدٍ، أو بلدٍ، أو مهنة، أو وصف، بياء مشددة في آخره، مع كسر آخره. وقلنا في التعريف: شيءٍ، حتى يشمل ذلك كل حيوان؛ ونبات؛ وجماد. وقلنا: والدٍ؛ ليشمل الذكر والأنثى، نحو: عَلَوِيٌّ في النسبة للذَّكر، فَاطِمِيٌّ في النسبة للأنثى. والبلد: نحو رجل مِصْرِيٌّ، للحي؛ وثوبٌ حَضْرَمِيٌّ، للجماد؛ وزعفرانٌ خُرَسَانِيٌّ، للنبات. والمهنة نحو: رجل اسْكَافِيٌّ. والوصف كقولنا: هذا حِمارٌ وَحْشِيٌّ، نسبةً إلى الوَحْشِ.< o:p>
2/10 موضوع علم النسب< o:p>
أشخاص الآدميين من حيث انتماءهم إلى أصل يُعْزَوْن إليه، فينتسبون إليه إما وِلادَةً، أو وَلاَءً، أو حِلْفاً.< o:p>
فموضوع هذا العلم البحث في هذه النِسْبَة من حيث الرواية أو الدراية، أو الرواية والدراية معاً. وفي الأسماء مفردةً أو مضافة لاسم أو سلسلة أسماء برابطة قرابة؛ فيَبْحَثُ في ضبط هذه الأسماء مفردةً أو متصلةً تَحسُّبَاً لأيِّ عَارِضٍ، ضَبْطٌ في نُطْقِهَا، وضبطٌ في عَزْوِها لأصلها، ويبحث في حال تلك السلاسل، أي في تشَعُّبِها، وفي القُرْبِ والبُعْدِ درجةً وكيفيةً؛ وفي الطَّرِيف والقَعْدُدِ، وفي الاتصال والانقطاع، كما يبحث في حال مصادر تحصيل الأنساب، وغير ذلك من المسائل التي قد تناولها العلماء ونَهَّجُوا لتبيينها المناهج التي أملتها عليهم طبيعة مباحثاتهم لعلم النسب والاستفادة منه. فللمؤرِخِين مناهجهم، وللمُحَدِّثِين مناهجهم، وللباحثين الاجتماعيين مناهجهم، ولِلُغَويين مناهجهم .. ومتى كان العالم بالأنساب على دراية بعلم آليته كلما كان أوفق لتفهم موضوعاته والاستفادة منه والإفادة لغيره.< o:p>
وقلنا: إن موضوعه أنساب الآدميين على وجه العموم، ويمكن أن يشمل نسب كل مُحْدَثٍ نَامِي، واستعمل في الغالب في تدوين ودراسة أنساب الإنسان. < o:p>
وإنما قلنا على وجه العموم، فلأجل أن الغالب أن يتناول العالم بالنسب بالدراسة النسب الشرعي الناتج عن نكاح أو استيلاد وإن اختلفت الأديان، وفي النادر من يدرس أنساب اللقطاء وأولاد السفاح واللعان، وهؤلاء يُدعون عند النسابين الغربيين بالأولاد الغير شرعيين، وكان منهم بعض ملوكهم وعظماءهم. والمراد بالمحدث؛ كل ما كان سوى الله تعالى، فكلمة محدث تشمل كل ما هو مخلوق. والمراد بكلمة النامي؛ كل ما كان النمو من طبعه؛ وهو الحيوان والنبات.< o:p>
3/10 ثمرة علم النسب< o:p>
لعلم الأنساب فوائد وثمرات كثيرة، وتختلف هذه الثمرات والغايات مع اختلاف العلم الذي يُقَارِنه ويتأثَّر به من العلوم التي تستفيد من بياناته وتعتمد على نظرياته وفلسفته. < o:p>
¥