أما علم النسب الآلي فحكمه فرض على الكفاية. ولا يطالب كل أحدٍ بإتقانه والدراية به، إلا مَن انفرد به أو توحَّد به في زمانه فإنه يتعين فرضاً عليه، ومتى تعدد أهل الدراية به كان بينهم على الكفاية.< o:p>
قال ملك بهوبال في أبجد العلوم: والعلوم التي هي فروض كفاية على المشهور: كل علم لا يُستغنى عنه في قوام أمر الدنيا وقانون الشرع؛ كفهم الكتاب والسنة وحفظهما من التحريفات، ومعرفة الاعتقاد بإقامة البرهان عليه وإزالة الشبهة، ومعرفة الأوقات، والفرائض والأحكام الفرعية، وحفظ الأبدان، والأخلاق، والسياسة، وكل ما يتوصل به إلى شيء من هذه كعلم اللغة والتصريف والنحو والمعاني والبيان. وكالمنطق، وتسيير الكواكب، ومعرفة الأنساب، والحساب، إلى غير ذلك من العلوم التي هي وسائل إلى هذه المقاصد. وتفاوت درجاتها في التأكيد بحسب الحاجة إليها.< o:p>
الحكم الثالث: التحريم. وهو يَحْرُمُ ويكونُ مِن كبائرِ الذنوبِ متى كان قَصْدُ الإنسانِ مِن تَعلُمِه أن يتتبع به المثالبَ والعيوب، أو لِمُجَرَّدِ التَّعالي واحتقار الناس وغَمْطِهم، لأنَّه كِبْرٌ؛ وهو من أعظم الذنوبِ، وهذه الأخلاق الرذيلة التي تكون في بعض أشباه النسابين تُعَدُ جريمة دينية واجتماعية، وتكون أغلظ متى قصد به الإضرار بالأقارب؛ فهو عند الله قطيعة للرَّحم المعظَّمَة. < o:p>
10/10 مسائل علم النسب< o:p>
أما مسائله أي قضاياه التي تطلب نسب محمولاتها إلى موضوعاتها فهي:< o:p>
1. حفظ الأنساب الصحيحة روايةً ودرايةً. < o:p>
وحفظها بالرواية يكون: < o:p>
أ - بِضَبْطِهَا لفظاً ومعنى. < o:p>
ب - بِتَدْوِيْنِها بأصلح الأسلوبين، إما البسط وإما التشجير، أيهما كان له أتقن فإنه يتعين عليه التدوين به. < o:p>
ت - بِالأخذِ عن الثقاتِ، والتَّحَمُلِ مِن الأثباتِ.< o:p>
أما حفظها دِرَايةً فيكون: < o:p>
أ - بِالتَثَبُّتِ في رِوايتها. < o:p>
ب - بِالبحثِ في أحوالِ رُواتِها، إتقاناً، وضبطاً، وعدالةً، وسلامة من الغفلة .. وغير ذلك من الصفات المطلوبة، أما الإسلام فلا يُشترط، لأننا نصدق دعاوي أهل جميع الديانات في حكاية أنسابهم ولا نكذبهم، وإنما لا نقبل من كان خبيثاً في دينه من أهل الديانات، أي خبيث النفس؛ سفيهاً؛ فحَّاشاً؛ عيَّاباً؛ لا يَرْقَبُ في أحدٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً.< o:p>
ت - بِتطبيقِ مصطلحاتِ أهل الصَّنْعَة. < o:p>
ث - بِتَحْمِيل الأنساب مَن كان أهلاً لحملها مِن طلاب العلم، وعدم بذل العلم للأوغادِ؛ أو إجازة أصحاب المآرب والمشبوهين، أو تكثير سواد الأدعياء وأشباه النسابين.< o:p>
2. رد دعاوى الكذابين؛ والقصاص؛ والوضَّاعين؛ والمغرضين، وغواية الشعراء.< o:p>
3. ضبط الأنساب بتبيين المتشابه في النِّسْبَة، والمؤتلِف والمخْتَلِف، المتفِق والمفترِق .. < o:p>
4. الأنساب للبشر كالأسانيد للخبر، فكما أن الإسناد يتبين به الخبر الموصول والمقطوع والمعضل والمعلق والصحيح والضعيف والموضوع، فإن علم النسب يكون مثله في تبيين ذلك في الدعاوى النسبية على وجه العموم، وَيَنْقُدُ النسابةُ كل ما يصله ولا يتقبل شيئاً إلا بعد نَقْدِهِ وإلا كان قَصَّاص.< o:p>
5. ربط الأفراد، والمجموعات، والقبائل، والشعوب بصلة النسب، وهو ما يسمى بالتَّعْمِيد للفرد أو المجموعات.< o:p>
6. خدمة العلوم الإنسانية؛ كالتاريخ، وعلم الاجتماع، بتقديم المادة اللازمة الأساسية لحصول الغاية المرجوة من كل علم، فعلم النسب علم مستقل؛ له أصوله وقوانينه وضوابطه، إلا أنه لا يمنع من أن يكون خادماً لعلوم أخرى، لأن بين جميع العلوم روابط؛ فكلها مبنية على بعضها البعض، فهي من جهة تكون رئيسة ومن جهة أخرى تكون مرؤوسة.< o:p>
في المرفقات نسخة وورد 2003
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[19 - 08 - 10, 10:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا العمل العظيم، ورفع قدركم، وجعل الجنة مثواكم ...
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[19 - 08 - 10, 02:58 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي عيسى ورفع قدرك في هذا الشهر الفضيل أنت وكل مؤمن ومؤمنة
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[20 - 08 - 10, 09:22 ص]ـ
هذا ملف به نمط خط الرسالة وقد نفعني به الشيخ محمد عمر الكاف وفقه الله، وهو جميل ومن أحسن ما رأيت في كتابة الرسائل العلمية
ـ[أبوخالد]ــــــــ[20 - 08 - 10, 12:06 م]ـ
الخط جميل جدا.
جزاك الله خيرا.
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[24 - 09 - 10, 06:08 م]ـ
تفعيل وتنشيط للمشاركة
ـ[أبو عائشة اليماني]ــــــــ[25 - 09 - 10, 11:49 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي حسين وعندي استفسار لو تكرمت وهو
ما الفرق بين العلم والفن ومتى نسمي هذا علما وهذا فنا وأيهما أعم
¥