[نشر العبير من كلام البشير النذير]
ـ[سعد ابراهيم السيد]ــــــــ[17 - 05 - 08, 02:04 ص]ـ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا "
رواه البخارى فى كتاب الوضوء [باب التسمية على كل حال، وعند الوقاع]
ورواه مسلم فى كتاب النكاح [باب ما يستحب أن يقوله عند الجماع]
لغة الحديث
أراد أن يأتى: أى أراد أن يجامع، و يواقع.
أهله: كلمة الأهل تأتى ويراد بها معانٍ متعددة منها:
المعنى الأول: الأقارب و العشيرة قال تعالى:
{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً} (النساء35) أى فابعثوا رجلاً عدلاً من أهل و أقارب الزوجين.
المعنى الثانى: الزوجة قال تعالى:
{فَلَمَّا قَضَى مُوسَىالْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} (القصص29) أى سار بزوجته.
المعنى الثالث: أهل بمعنى أصحاب يقال أهل الشئ أى أصحابه قال تعالى:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} (النساء58) أى إن الله تعالى يأمركم بأداء مختلف الأمانات, التي اؤتمنتم عليها إلى أصحابها.
المعنى الرابع: تأتى بمعنى جدير و مستحق يقال: فلان أهل لكذا أى جدير به، و مستحق له قال تعالى:
{وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} (المدثر56) و المعنى وما يتعظون بالقرآن إلا أن يشاء الله لهم الهدى. هو سبحانه أهلٌ لأن يُتقى ويطاع, وأهلٌ لأن يغفر لمن آمن به وأطاعه. ومعنى أهل فى الحديث الزوجة و الحليلة.
بسم الله: أى أعمل العمل، و أبدأه باسم الله وتعلقت الباء في " بسم الله " بمحذوف تقديره بسم الله أقرأ أو أتل.
و الله اسم علم على ذات الله تعالى يُعرَفُ به والإله هو المعبود الذي يألهه القلب ويحبه وينيب إليه ويخافه ويرجوه. فهو تعالى المألوه المعبود، الذي يألهه الخلائق كلهم، طائعين مختارين، وكارهين. وهذه كقوله تعالى: {وهو اللّه في السماوات وفي الأرض} (الأنعام3) أي: ألوهيته ومحبته فيهما. وأما هو فهو فوق عرشه، بائن من خلقه، متوحد بجلاله، متمجد بكماله.
اللهم جنبنا الشيطان: أجنب تباعد، و أجنب فلانٌ الشئَ أى نحَّاه , وأبعده، وجانب فلانٌ الصوابَ أى ابتعد عنه، و الجنيب البعيد وفى القرآن الكريم قوله تعالى: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} (القصص11)
والمعنى اللهم أبعد الشيطان عنَّا.
وجنب الشيطان ما رزقتنا: أى أبعد الشيطان عن ما ترزقنا به من ذكر و أنثى.
إن يقدر بينهما: المراد إن كان الله قدَّر لأن التقدير أزلىٌّ.
ولد: الولد كل ما وُلِدَ سواء كان ذكراً أو أنثى.قال تعالى:
{وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النساء: 12]
لم يضره شيطانٌ أبداً: قيل فى معنى الضرر المنفى فى الحديث ما يلى:
¥