وماذا عسى شعري تُبينُ حروفهُ
فلو كانَ سحبانٌ إذاً كانَ أبكماَ
ولو مسَّ قساً بعضُ ما كان مسَّني
إذاً كان فأفاءً تنحَّىَ وأحجماَ
فمن مبلغٌ رمساً توارى به الهُدى
حنينَ الذي صلىَّ - بعيداً – وسلَّما
كأني بذاك الرمسِ يختالُ فرحةً
لأنْ كان يحوي منهُ جسماً وأعظُما
وهل بقعةٌ إلا وترجو احتواءهُ
لتُكسَى به وجهاً وشيًّا مُنَمنَما
فوارحمتي للعلمِ ينهدُّ ركنُهُ
لقد حُقَّ أن يبكي ويشجَى ويأتِما
فمن لعويص العلم من بعد ما انطوى
زمانُ (ابنِ عدُّودَ) الذي كانَ مغنَما
كأني بآيات الكتابِ وسنَّةٍ
وفقهٍ وتحريرٍ وتبصير ذي عَمى
وإفتاءِ مفجُوعٍ بنازلةٍ به
فما اسطاعَ لمَّا داهمتهُ تكلُّما
وأيَّامِِ عُربٍ سالفينَ وشعرِهم
وعلمٍ بأسرار المجرةِ والسَّما
تقولُ لمن لاموا على كثرةِ البُكا
وقد نالهنَّ سهمُ موتٍ تسمِّما
أقلوا ملاماً إنَّ من خطفَ الرَّدى
سناهُ فَوُوريْ التربَ بدراً مُتَمّما
(هو المجتبى يغدو على الناس كلهم)
أميناً أريباً مستشاراً مُدَيَّما
تسامتْ به الأمجادُ حتى تخِِذنَهُ
إلى ذروةِ العلياء والعزِّ سُلَّما
فكيفَ اصطبارُ العلم من بعد موته
وهيهاتَ أن يسلوا محبٌ تتيَّما
ولولا التعزِّي بالمصاب الذي به
يعَزُّ على ذي الحلم أن يتحلَّما
وأنَّ الثَّرى ما ضمَّ طُهراً كأحمدٍ
فكل الورى ذاقوا به اليتمَ الْأَما
(فما فقد الماضونَ مثل محمدٍ)
عليهِ الذي أنشاهُ صلّى وسلما
ولولاَ بلوغُ الدِّينِ ما بلغَ الضيا
بعز عزيزٍ أو بذل بني العَمى
ولولاَ دواوينٌ حوتْ جلَّ علمهِ
وساروا به في النَّاس دُراً منظَّما
ولولاَ الإمامُ (ابنُ الدّدوِّ) وفتيةٌ
بهم ينجلي ليلُ الهوى إن تجهَّما
لكنتُ على فقدي (محمدَ سالمٍ)
أشرِّعُ نوحاً يمطِرُ السُّحبَ عَندَما
فيا فالقَ الإصباح يا خيرَ مُنزلٍ
إليك توسلنا بكَ اقبَلهُ وارحَما
وأنزلهُ من جناتِ عدنٍ منازلاً
تفوقُ الذي يرجوهُ رَوْحاً وأنعُما
وأسكنهُ فردوساً علاَ مع مُنعَمٍ
عليهم , وجنِّبهُ غراماً ومأثما
وصلِّ على المختار من آل هاشمٍ
ومن نالتِ الدنيا به خيرَ منتَمى
صلاةً تفوتُ العدَّ تشملُ آلهُ
وأصحابهُ والتابعينَ وسلِّما
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[21 - 05 - 2009, 10:10 م]ـ
للرفع فانظروا
ـ[الباز]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 09:50 م]ـ
رحم الله الفقيد و أسكنه فسيح جناته و جميع أموات المسلمين
قصيدة رائعة مبنى و معنى فيها من الوفاء و الصدق
ما يرفعها لمصاف الروائع ..
ألف شكر أخي الحبيب الشاعر محمود الشنقيطي ..
و دام قلمك و حبرك سيالا بمثل هذات الجمال ..
لم يتلعثم لساني في ترديدها و التمتع بانسيابتها و شاعريتها
إلا في آخر بيت فقط في إطلاقك الميم بالنصب كلمة (سلّما):
وأصحابهُ والتابعينَ وسلِّما
لو كان إطلاقا بالجر (سلّمِ) لجاز ذلك بلا عيب
تقبل مروري
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[25 - 05 - 2009, 02:31 ص]ـ
لم يتلعثم لساني في ترديدها و التمتع بانسيابتها و شاعريتها
إلا في آخر بيت فقط في إطلاقك الميم بالنصب كلمة (سلّما):
وأصحابهُ والتابعينَ وسلِّما
لو كان إطلاقا بالجر (سلّمِ) لجاز ذلك بلا عيب
نعم فعل أمر
ـ[علي جابر الفيفي]ــــــــ[11 - 08 - 2009, 12:46 م]ـ
هذه ليست قصيدة , هذه ديوان.