تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حينما رحل جاكسون .. مايكل ..]

ـ[شثاث]ــــــــ[12 - 07 - 2009, 10:08 ص]ـ

*

*

*

*

*

لا أدري ماذا أكتب و عيناي الغارقتان بالدموع تحول بيني وبين الكتابة .. احترت هل أنشغل بالكتابة عن مسح الدموع فتختلط علي الأحرف فيظهر كلاماً غير مفهوم كقصائد أحد اصدقائي الشعراء حينما يجتهد في كتابة قصائده أم أنشغل بمسح الدموع عن الكتابة فيضيع يومي هباءً منثوراً دون استغلاله في تفريغ عواطفي المكبوتة حتى تخفت حدة الحزن قليلاً بعد البوح ..

لا زلت أبكي منذ ليلة البارحة؛ فعند زيارتي لصديقي مسفر الليبرالي وبمجرد دخولي غرفته ليلة البارحة، و زيارتي له بالمناسبة لا ترتبط بقيود معينة بل إنني أدخل بيتهم دون استئذان، فقد سمعته ذات مرة يتحدث عن الحرية وأن كل شخص حرٌ فيما يفعل فأخذت مفتاحه واقتطعت لي مفتاحاً على باب غرفته المستقلة والتي تطل بباب خارجي على الشارع وصرت أدخل عليه وأباغته بزيارتي في أي وقتٍ أريد .. في البداية كان يغضب مني ومن طريقتي ولكن بعد أن أقنعته أن حريتي الشخصية تحتم عليه أن يحترم رغبتي في اقتحام غرفته في أي وقتٍ أريد جعلته يستغرق قليلاً في التفكير بعدها تذكر أنه ليبرالي وأن عليه أن يحترم حريتي الشخصية و أن يتحمل دخولي عليه في أي وقت من دون تحديد موعد ولا تقييد لحريتي .. المهم أنني دخلت عليه ليلة البارحة فوجدته يجهش بالبكاء و ينطح الجدار برأسه كثورٍ أسباني يهجم على خرقةٍ حمراء؛ يفعلها بشكل متكرر على التوالي .. سلمت بصوت مرتفع فتفاجأ بوجودي إلا أنه اتجه إلي مباشرةً و هو يصيح: مصيبة، مصيبة يا صديقي .. قلت له ما بالك يا رجل ماذا حل بك ما مصيبتك فحالك لا يسر .. قال لي بصوت يخالطه البكاء و بالكاد ميزت عبارته: مايكل جاكسون ماااااات!!

نظرت إليه و من ثم نظرت إلى السقف وإلى الجدار وأنا أحاول أن أميز الاسم؛ فالاسم يبدو لي غريباً ولم أسمع به من قبل .. سارعت بتهدئته و أنا أردد لا حول ولا قوة إلا بالله لا بأس يا صديقي كلنا سنموت و ربما كان قريبك هذا من الأشخاص الطيبين و ليس له منك إلا الدعاء والترحم عليه .. فصاح بي ونعتني بالغبي وأخبرني أنه ليس قريبه و إنما مغنٍ أمريكي شهير!! ثم التفتَ إلى طاولةٍ قريبة وبحث في أدراجها واستخرج اسطوانة كان يحتفظ بها هناك و اتجه إلى زاوية تمتلئ بالأجهزة الالكترونية و من ثم شغّل الاسطوانة وهو يبكي .. بعدها نظر إلي وقال هذا هو الفنان الكبير ملهمي الأول مايكل جاكسون .. استمع إليه يا صديقي وسيعجبك ..

استمعت إليه و أنا أنظر إلي صديقي مسفر الليبرالي و النحيب يشتد به فقلت في نفسي ربما وجد في الأغنية كلمات مؤثرة وربما يعتقد مسفر أنني لا أفقه شيئاً في الكلمات؛ فاقتربت بجانبه وبكيت بكاءً أشد من بكاءه وظللنا نحن الاثنين نبكي معاً طوال الليل .. وبعد أن أنتصف الليل طرق باب الغرفة و كان الطارق صديقاً ليبرالياً من أصدقاء مسفر الذين لا أعرفهم ولم أرهم من قبل وبمجرد أن دخل وسلم علي وأنا أمسح الدموع بعد أن سلم قبلاً على مسفر عاد ليسأل مسفر عن الأغنية التي نستمع إليها وقال: ما بالك يا مسفر تستمع إلى الفنان ومن ثم ذكر اسمه لكنه لم يكن مايكل جاكسون أظنه قال (ليك تمبر أو تمبر ليك أو ليل تمبر) لا أدري لا أدري لقد كان اسماً شبيهاً بهذا .. .. التفتُّ إلى صديق مسفر وسألته: هل تعني أن هذا الذي نستمع إليه ليس مايكل جاكسون؟!! حدق صوبي و قال أي جاكسون هذا الذي تقول .. بالطبع هذا ليس جاكسون ولا يمت للجكسنة بأي صلة .. نظرتُ إلى الأحمق مسفر و قد غضبت حتى كدت أن أكسر الأسطوانة على رأسه وسألته كيف تبكي أيها الأحمق وأنت لا تعرف حتى صوت مايكل جاكسون .. تلعثم قليلاً وقال أن الألم سبب له ربكة فاختلطت عليه أصوات المغنين وأنه كان يعتقد أن الأغنية التي كنا نبكي عليها هي بصوت مايكل جاكسون .. غضبت منه وشتمته وأخبرته أنه لا يفقه شيئاً و أن مايكل جاكسون لا يتشرف ببكاء أمثاله عليه ..

أدرت ظهري و تظاهرت بالقوة مع أنني في داخلي كنت أود البكاء بشدة من أجل مايكل وفي سبيل مايكل، فقد أساء هذا وأشكاله في تأدية واجبهم البكائي واللطمي على أكمل وجه و غرتهم المظاهر عن مايكل وحقيقته .. توجهت بعد خروجي من منزله إلى أقرب تسجيلات فنية لأشتري أي ألبوم خاص بالفنان الراحل مايكل جاكسون وطلبت ألبومه الأخير فأعطاني البائع ألبوما عليه صورة الفنان العبقري الراحل مايكل جاكسون وهو يبتسم ويضع قدمه اليسرى على كرسي ويحتضن عوداً شبيهاً بعود أحد أصدقائي بين يديه .. ربما كان اسمه شعبيات مايكل جاكسون أو شيئاً من هذا القبيل لكنها كانت بالإنجليزي وأنا لا أجيدها و قد أخبرني صديقي مسفر الليبرالي أن مايكل فنان أمريكي ويتحدث الإنجليزية بطلاقة ..

أخبرت أصدقائي في الحارة قبل قليل وأنا أبكي أمامهم بكل فخر من أجل السبب المشرف أنني أستمع إليه منذ 20 سنه مضت وأنني لم أكن أنام الليل إلا على أغانيه ...

أنا الآن أبكي واستمع إلى تقاسيم مايكل جاكسون على العود .. ولن أتوقف عن البكاء حتى أعرف من الذي كان خلف قتله .. سحقاً لكل شيء .. سحقاً للأشياء .. سحقاً للمجتمع .. سحقاًً للفن العربي ... سحقاً للسياسة و للعرب و لاهتماماتنا .. سحقاً لكل شيء في سبيل جاكسون مايكل ..

شاركوني النحيب أيها الأصدقاء و سبوا المجتمع والطموا وشقوا جيوبكم والعنوا معي من يعترض طريقنا .. تعالوا هنا و سنشكل عصبةً تطحن كل من يقف في طريقها من أجل مايكل وسنسن لنا مذهباً رومانسياً جديداً اسمه (الجكسنة) ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير