تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[^^وجهان للدهر في يوم^^]

ـ[أبو سيد حسين]ــــــــ[10 - 08 - 2009, 11:18 ص]ـ

[^^وجهان للدهر في يوم^^]

قمت للدهر فاحصاً ألوانه= فأراه مخادعٌ بستانه

لونت بالظلام في كل حين = لا تقل لي مخضرةٌ أفنانه

خلف كل الورود شوكٌ صريحٌ = في القطاف تبين كل سنانه

يخدع الحسن ناظريه إذا لم= يُتَخَيْر من كل زهرٍ حسانه

إنما الدهر مثل حرباء تأتي= كل آنٍ ألوانها فتانة

كان في عصبة بوجهٍ ضحوكٍ= ثغره قد بدت به أسنانه

لم يُرّجوا من ضاحك في حياة= أن يُصيغَ ابتسامة شيطانة

وهو يرمي عليهم بالبلايا= والرزايا تحيطهم قضبانه

ثم يأتي من بعد حزنٍ كثيفٍ= بابتهاج يلوح في حيطانه

ساخراًَ منكَ يا بن أدم فأعلم= أنّ في الدهر رقة ومتانة

**** =****

منذ أحوال قد مضت عند قوم= قد رمى الدهر عندهم أحزانه

لعب البؤس والشقاء عليهم= وأقاموا مأتما حيرانة

لو تراهم لقلت قد مد فيهم= دهرهم طول ما بقوا سلطانه

يا ترى لم يجد سواهم بديلاً = أم هم قد غدو له ميدانه؟

سالباً منهم عزيزاً عليهم= لا توفي الخزائن أثمانه

كان فيهم أمانه للإله= والإله استرد تلك الأمانة

****=****

وإذا بالسنين تمضي رويداً= كي تنّسي الأنام فعل المهانة

عاد ذا الدهر بينهم ويغني= يطلق الثغر بينهم ألحانه

هازئً من فعاله فيهم فالـ= يوم ألقى عليهم تحنانه

وهو من قبل قد أهال عليهم= دونما أن يعاب من أشجانه

مثل يوم الأحزان بالسبق هاقد= صار يوم الأفراح من عنوانه

عجباً أيها الخؤن علاما= ترسل اليوم كل هذي الخيانة

أيها القدر المخيف تمهل = واحترمنا بدون أي استهانة

خفف الوطء لا تثقل علينا= وارحم النفس إنها إنسانه

ليس عدلاً جزائك الفظ هذا = غلظة فيه للورى هتانة

أيها الدهر لِمْ تريد البرايا= لعبة في يديك دون الحصانة؟

أبو سيد حسين

السبت

10 شعبان 1430هـ

2009 - 08 - 01

ـ[علي جابر الفيفي]ــــــــ[11 - 08 - 2009, 01:46 ص]ـ

فكرة النص وموضوعه جميل , ولو كنت تكثر من القراءة في كتب الشعر لاستطعت أن تصل بفكرتك دون مشقة ... المستقبل أمامك ... و- ربما - يؤخذ عليك:

قمت للدهر فاحصاً ألوانه فأراه مخادعٌ بستانه

إنما الدهر مثل حرباء تأتيكل آنٍ ألوانها فتانة

أنّ في الدهر رقة ومتانة

والإله استرد تلك الأمانة

لست عالماً بالعروض ولكن يبدو أن هنا كسور خطيرة!

ما معنى لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر

هل الحديث لا تسبوا الوقت فإن الله هو الوقت يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وإذا كان صحيحا, فكيف تفسره؟ فقد أشكل علي هذا الموضوع.

الحمد لله

الحديث ليس بهذا اللفظ " لا تسبوا الوقت فإن الله هو الوقت "، وإنما هو بلفظ " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " (وقد يكون اللفظ المذكور جاء بسبب طريقة ترجمة السؤال)، وقد رواه مسلم عن أبي هريرة (5827)، وفي لفظ آخر: " لا يسب أحدكم الدهر فإن الله هو الدهر "، وفي لفظ آخر: " لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر "، وفي لفظ: " قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يقول يا خيبة الدهر فلا يقولن يا خيبة الدهر فأنا الدهر أقلب الليل والنهار فإذا شئت قبضتهما ".

و أما معنى الحديث فقد قال النووي:

قالوا: هو مجاز وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون " يا خيبة الدهر " ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " أي: لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها، وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى.

ومعنى " فإن الله هو الدهر " أي: فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات والله أعلم.

" شرح مسلم " (15/ 3).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير