[إلى غزة الأحرار ــ فكرا وأرضا ــ]
ـ[د. صلاح]ــــــــ[10 - 06 - 2009, 07:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مرايا ...
د. صلاح محمود عاشور
Doctor_salah73***********
(( أ فمن يمشي مكبا على وجهه أهدى .... ))
لو أن قُطر الأرض استطال .. ونامت الغيوم عند سفوح الجبال .. ولو أن بحار الأرض صارت جمرة ً، وصار القرد رمزا للجمال ... حتى لو تحقق كل هذا المحال فلن اصدق أن اسرائيل تريد السلام .. وأننا نملك إن نسترد عزنا وأرضنا بغير الإسلام ... فحتى لو غدا القتل لونا من الوان الحضارة .. وصارت نفايات التاريخ الممسوخة المفضوحة فخرا لعباد النار والحجارة .. فلن اصدق أن حضارة امريكا ستهدي الناس الى بر الامان .. وأن وتد الحياة يمكنه أن يستقيم خارج خيمة الإسلام.
فمن الف عام او يزيد .. مذ تركنا درة الفاروق، وتعلمنا لهجة التنديد .. ونحن نصرخ في رماد اليأس .. اين انت يا ابن الخطاب؟ اين انت يا ابن الوليد؟ وما من مجيب، فمن أذله الله، كيف يعزه العبيد!؟ .. فإلى اين تسير امة التوحيد!؟ .. وكيف تتنفس البلاد نسائم الحرية، إذا استعبدت العقول أفكار غبية!؟ ... فأيهما الأولى بالتحرير .. أرضنا ام فكرنا؟
عندما تتيه الخطوات بين أسراب الظلام .. وعندما تذبل الحروف على الشفاه، فتفقد كل معنى للكلام .. وعندما ينهش الذل طيب المكرمات، ويهتك الظلم ستر السلام .. عندها ستنحر دموع الرجال ذليلة على مائدة اللئام .. وعندما تصاب العقول بسوء التغذية .. ويصبح الإجرام جرثومة معدية .. و يبتلى الأخيار بالقتل والتهجير .. ويتبجح الأشرار بحضارة مخزية .. عندها لا بد أن تميز العقول بين دين يقدس حرمة الدماء .. وبين حضارة تحمي الطغاة، وتذبح الأبرياء ((أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أم من يمشي سويا على صراط مستقيم)).
نعم، قد يستوي في فكرنا الأعمى نعيق الغراب وهديل الحمام .. وقد يسكت الفصيح ويصبح الأبكم عندنا سيد الكلام .. وقد توارى المروءات ــ زمنا ــ وتزدرى، وتمتدح أخلاق اللئام .. وقد يتيه سندباد أفكارنا، ويمسك دفة الفكر عندنا أتفه الأنام .. فيصوَر الظلام ألوانا .. وتصبح التفاهات ميزانا .. وترفع لأهل الرذيلة الأعلام .. حتى إذا انتفض الصبر .. وانتحر الكلام .. ونطقت أرحام الأمهات التي ثكلت، ومدامع الأطفال التي نزفت .. واستيقظت من نومها الأحلام .. عندئذ ((سيعلم الذن ظلموا أي منقلب ينقلبون)) وتتحرر العقول من عبودية الفكر القبيح، وتستنير بأنوار الفكر الصحيح .. ويقود عدل الإسلام دفة الحياة نحو شاطئ الحرية والسلام ((فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين)).
يا سيدي .. يا رسول الله معذرة إني كتبت هنا ما ليس يكتتب ُ
أني نززت جراحا كنت اكتمها حتى تجمع فيّ الشعر والغضبُ
بالأمس أندلسٌ منا قد اغتُصبت وألف أندلس ٍ من بعد تُغتصب ُ
والقدس قد باعها الاهلون في عجل وفي غدٍ ستلاقي مثلها حلب ُ
فإن يكن جببنا المرئي شيمتنا فكيف قامتنا العوجاء تنتصب ُ
بغير (أحمد) لا عز و لا شرف والليل تيه فلا نجم و لا شهب ُ
فأحمد النور و الأقمار اجمعها فكيف من احمد المختار نقتربُ
ونحن في كل عام ندعي كذبا أنّا أسُودٌ وقبل الزحف ننسحبُ