[قصيدة رثاء أتمنى منكم نقدها]
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 07:15 ص]ـ
هذه القصيدة لأحد الاخوان .. كتبها يرثي صديقه الدكتور خالد .. أخبرته بأن لي أصدقاء عباقرة في منتدى الفصيح وسوف يساعدونك في نقد القصيدة
يا ايها الناعي إليك كفاني=رُحْماكَ مهلاً قد صَعقْتَ كَياني
من ذا نعيتَ؟ و هل عرفتَ مقامَهُ؟ =عَظُمتْ رَزِيّتُهُ على الاخوانِ
"دكتورَنا" ها قد رحلتَ مُشَرَّفاً=و مضَيْتَ مِن سُقمِ الحياةِ تُعاني
و خَطًرْتَ مُرتَدياً باطْمارِ الفَنىَ=و نَفضْتَ كفّكَ خارجَ الاكفانِ
ما ذا جَمعتَ من الحياةِ؟ أخُلدَها؟ =لا الخُلدُ في زَيفِ الحياةِ الفاني
في مَوكبِ الصَمْتِ المَهيبِ وعظتَنا=وتَلوْتَ مَلحَمةً على الآذانِ
و قفوا على الجَدَثِ الطَهورِ وودّعوا=جسداً "بِبرْكا" قد ثَوىَ بامانِ
نَقْصٌ يُهالُ التُرْب فوقَ كريمةٍ=و تُعَفّرُ الوجَناتِ في الاحزانِ
لكنهم بَخِلوا بِغالٍ و ارْتأوا=صَوناً لِطُهْرِكَ في ثرىَ القِيعانِ
تَفْنىَ الشُخوصُ و انتَ حيٌّ في المَدىً=نجماً يقودُ الى رِضىَ الرحمنِ
رَفعوكَ فوقَ مناكبٍ و تَمازَجَتْ=حَسراتُهم بالحُبِّ و الاحزانِ
حَملوكَ مَعزوزاً و في احْشائِهم=بِرُّ الابِ الفاني على الولدانِ
نِعمَ الابُ الحاني رأيتُكَ واصِلاً=شًمْلاً تُقَرِّبُ قاصِياً في داني
من "خالدٍ" كٌتِبَ الخلودُ لِثُلّةٍ=طَمَحتْ تَرومُ المجْدَ في المِيزانِ
في دفْترِ البانينَ إسْمُكَ شاخِصٌ=بالتِبْرِ مَنْحوتٌ على الازمانِ
فالموتُ حَقٌّ لا مَناصَ لِهاربٍ=من فَكِّهِ يَهْوي بِلا اعلانِ
و العُمرُ مَكتوبٌ و ربُّكَ عادِلٌ=ومآثِرُ الابرارِ عُمرٌ ثاني
انْتَ الذي عَلَّمتَنا مَعنىَ الفِدى=و نَقَشْتَ احْرُفَهُ على الوِجْدانِ
كمْ طَبَّبَتْ يُمناكَ آفاتٍ و كمْ=انْقَذْتَ في الاسقامِ مِن انسانِ
ماذا اقولُ عن الحديثِ؟ فَبَلسَمٌ=انْ قُلتَ نُصْحاً في بَديعِ بَيانِ
ولقد ذَكَرْتُكَ في الزيارةِ جالساً=مُتظاهِراً بالبِشْرِ للخِلانِ
و تُراكَ مُبْتَسِماً و انتَ بِعِلَّةٍ=ثَقُلَتْ بِغُمَّتِها على " سَمحانِ"
جبلٌ تَقزَّمَتِ الخُطوبُ بِظِلِّهِ=صبراً يُكتِّمُ حُرْقَةَ السَرطانِ
يا فارسَ الفُرسانِ فَقْدُكَ تارِكاً=صَهَواتِ مَجْدٍ في لَظىَ الميدانِ
يا مَنْ رَحَلْتَ و في الحَشاشَةِ ساكِنٌ=كيفَ الوِصالُ تُراهُ بِالامْكانِ
كْتُمُتُ حُزْني والدُموعُ تَخونُني=ذِكْرُ الفَقيدِ و حُبُّهُ اعْياني
ما في يَدِ المَعدومِ الا ّ دَعْوَةٌ=للشيخِ سُكْنىَ في فَسيحِ جِنانِ
ـ[الغريب]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 03:56 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
عظم الله أجركم و أجر صديقك في ميتكم و رحمه الله و موتى المسلمين رحمة واسعة ..
أحسست حين قرأتها بذاك الحزن الذي يبدو على شخصٍ احتسب أمره إلى الله .. فبعض الحزن يخالطه العويل و تعمه الضجة و الصراخ .. إلا أن شاعرنا ترك ذاك الانطباع الذي يشير إلى هدوئه و رباطة جأشه و تسليمه .. فأسأل الله له الصبر و للميت الرحمة و المغفرة ..
أجمل الأبيات هذين:
و العُمرُ مَكتوبٌ و ربُّكَ عادِلٌ ... ومآثِرُ الابرارِ عُمرٌ ثاني
جبلٌ تَقزَّمَتِ الخُطوبُ بِظِلِّهِ ... صبراً يُكتِّمُ حُرْقَةَ السَرطانِ
صبرا يكتّم .. صيغة المبالغة هذه وضحت شدة الألم المتجدد لذاك المرض الخبيث عافانا الله منه .. رائعة
هناك تكرار لنفس اللفظة في البيتين الثامن و الحادي عشر
نَقْصٌ يُهالُ التُرْب فوقَ كريمةٍ ... و تُعَفّرُ الوجَناتِ في الاحزانِ
رَفعوكَ فوقَ مناكبٍ و تَمازَجَتْ ... حَسراتُهم بالحُبِّ و الاحزانِ
كما تعلمت من الأساتذة الأفاضل أنه لا يجب تكرارها بشكل متقارب هكذا و لكن لا بأس لو كانت بعدها بسبعة أبيات ..
ما رأيك لو كانت
رَفعوكَ فوقَ مناكبٍ فتَمازَجَتْ ... حَسراتُهم بالحُبِّ والإيمان
بورك بك و بصديقك الشاعر ..
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 09:09 م]ـ
الرثاء أصدق الشعر