[رسالة إلى صديق (بقلمي)]
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[05 - 07 - 2009, 12:13 ص]ـ
رسالة إلى صديق
خرج من الأسر
الحمد لله الذي جعل من بعد هذا الضيق مخرجاً، والهم فرجاً، والحزن فرحاً، وجعل من بعد هذا العسر يسراً، سبحانه وتعالى من رب كريم، والصلاة والسلام على النبي الكريم
وبعد
أخي الحبيب والصديق الحميم
سلام الله عليك ورحمته وبركاته، تحية من عند الله مباركة طيبة.
حقاً .. بقدر ما رأيتني فرحاً مسروراً؛ بأن فرج الله كربك وفك أسرك وكسر قيدك وجبر كسرك، أصبحت حزيناً مهموماً، أقاسي ألم الفراق وقسوة البعاد، وأنين الذكريات.
وبقدر ما تذوقت حلاوة الصداقة والخلة، تجرعت مرارة الحرمان والفرقة، وتلك هي منغصات الدنيا ومكدرات العيش. فيا لها من حياة تسوق إلينا الموت! وياله من تلاق يعقبه الفراق.
والنفس تطمع في اللقاء والعبن تدمع للفراق والقلب دوماً في اشتياق.
أخي في الله يا نور الجبين
صدق الرسول الكريم إذ يقول:" الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف .. "
فالحمد لله أن تعارفنا وما تناكرنا وتآلفنا وما اختلفنا.
أخي الكريم
إحسانك إليّ وتفضلك عليّ خلق فيك ما أحلاه!! ومعروف منك لن أنساه كيف أنسى جميلاً أسديته إليّ؟! أو خيراً تفضّلت به عليّ؟! ..
أيكون ذلك والمرء أسير الإحسان إليه؟! .. فوالله للموت أهون عليّ من أن أجحد معروفاً قدم إليّ أو أنكر فضلاً لأحد عليّ. وما وجدت شيئاً لديّ يكافئ جزيل عطائك ولا كريم خصالك بين يدي.
وإن عجزت عن إكرامك لفقر الحال، فلن تعجز عن شكرك جارحة اللسان
فقد دعوت الله لك بخير وجزاك الله عني كل خير.
صديقي العزيز
ما أجمل أياماً معاً عشناها وأوقاتاً سوياً قضيناها .. كل ذلك ذهب وولى .. وقضى وانقضى وبقيت الذكرى أجتر حنينها وأعاني أنينها.
أخي وصديقي
إني ناصحك فاسمع لنصيحتي، ولست أهلاً لها؛ ولكن
اعمل بقولي وإن قصرت في عملي=
ينفع قولي ولايضررك تقصيري
كما كنت بمالك جواداً كريماً، فكن بدينك بخيلاً شحيحاً، فالجود بالمال تنال به الشكر، والجود بالدين يودي بك إلى الكفر.
دينك دينك لحمك دمك.
تذكر نعم الله عليك بشكرها، ولا تنس نعمة الحرية بتذكر حال من سلبت منه، واحفظها برق العبودية لله رب البرية.
أخذت كثيراً وجاء دور العطاء فلا يكن العطاء أقل من الأخذ، فأكرم والديك واحفظ حقهما، وأحسن إليهما وأدي شكرهما، فلن تجد في الدنيا أحداً أشد حباً لك منهما، فهما أصدق الناس لك تودداً وأكرم الناس عليك تفضلاً
ثم الأقرب فالأقرب .. ولا تنسانا من صالح دعائك
وحمداً لله فقد أحسن بك إذ أخرجك من السجن، وقل إن تحرر من السجن بعضي فقد بقي بعضي.
وإلى أن نلتقي لك منى السلام.
أخوك
ـ[الباز]ــــــــ[05 - 07 - 2009, 12:21 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الأديب الفاضل محمود أحمد سعيد
نص جميل وجديد في فكرته، رائع في مضمونه،
استمتعت بالقراءة هنا.
أسقطت سهوا كاف عجز البيت: ينفعك قولي ولايضررك تقصيري:)
شكرا لك
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[05 - 07 - 2009, 12:45 ص]ـ
شكر الله لك مرورك وتعليقك الكريمين. وما سقط مني سهواً صحيح.