تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إليك أبا سهيل تفضل بالدخول (هسيس الليل)]

ـ[أنا هسيس الليل]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 08:50 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

منعت من الرد ومن المشاركة ولا أدري ما السبب؟

بداية أعتذر على ما أثرته من بلبلة أو كما تفضلتم وأطلقتم عليها مخالفة ومخالفة عقدية من خلال مقطع قصيدتي التي أيضا أعتذر بشدة عن نشرها ولو أنها قد نشرت من ذي قبل ببعض الصحف والمجلات التابعة لبعض الجماعات الأدبية المصرية.

لتدعني أكمل باقات اعتذاري عن ردي الخاص جدا الذي لربما يكون سببا في حذف عضويتي أصلا لكنه أمر لابد منه وخاصة بعد فرض سلطتك الأدبية المجهولة النسب بحذف نصي هذا لمجرد كونك مشرفا وبعد خوفك على القاريء من ترويج شعري وكأنه نجس تحول بينهم وبينه.

تيقن جيدا أن صاحبة النص لا تقل عنك غيرة على المعتقدات والمعتنقات الدينية والأدبية معا.

قد أشرت إلى حتمية التأويل للنص الشعري الحديث خاصة والشعر عامة فالشعر الكلاسيكي القديم معدوم الرمز فهو شعر الوضوح والصفاء ويفتش النقاد فيه عن بعض اللمحات الرمزية فيعثر أحدهم أخيرا على قصيدة (لحميد بن ثور) حين منعه أحد الحكام عن التشبيب بالنساء وحار الشاعر ماذا يفعل فلم يجد إلا أن يشبب بشجرة كناية بها عن المرأة وظل يدير المعنى حول هذه الشجرة ما طاب له القول فأبدع قصيدة رمزية لن تتكرر (علا النبت حتى طال أفنانها العلا وفي الماء أصل ثابت وعروق) وهذا قبل ظهور الرمزية في القرن التاسع عشر وأيضا رثائية (أبي بكر العلا) في رثاء (الهر) لو صح تأويل الهر بالخليفة الشاعر عبد الله بن المعتز وهذه جوانب لا تخلو من حتمية التأويل.

وحتمية التأويل في النص الشعري الكلاسيكي أو القديم ضيقة النطاق فتراها تارة على مستوى اللفظة أو على مستوي الصدر أو عجزه لا على مستوى النص الشعري ككل وذلك بطرق الشاعر أبواب الاستعارات والكنايات الضاربة في الغموض التي تفرض على المتلقي أن يلهث وراء اصطياد المعنى المراد ولقد علت أصوات تشتكي الغموض الذي اعترى القصيدة العربية حتى قبل الرياح التأثرية بالحداثة الغربية وأصحابها أمثال بودلير ورامبو وإليوت وغيرهم وتقريبا في القرن الثامن فرأينا بعض الغموض في شعر أبي تمام وقد سئل (لم لا تقول ما يفهم؟ فأجاب وأنت لم لا تفهم ما يقال) وغيره عند أبي نواس وغيرهما من الشعراء التي تحتاج بعض أشعارهم أو مقاطع متفرقة منها إلى إعمال الذهن فيها بالتأويل و إخراجها عن الظاهر فمثلا هذا البيت لعروة بن أذينة:

بيضاء باكرها النعيم فصاغها بلباقة، فأدقها وأجلها.

نجد أن اختيار البياض له دلالة تأويلية عند العربي و معناه أنها لم تواجه الشمس فتصبغ أديم وجهها فهي لا تخرج إلى العمل بل لقد كفاها ذلك كله الخدم والحشم.لك أن تتخيل هذا ما تم تأويلة من خلال مفردة واحدة واضحة جلية المعنى لكن تأويلها يختلف طبعا لتأويل المتلقي واتساع مداركه وخياله وأفقه الثقافي ومثلا حين يقول الأعشى:

غراء فرعاء مصقول عوراضها تمشي الهويني كما يمشي الوجى الوجل لعل البدانة أيضا المشار إليها في النص هي ظاهرة من ظواهر الترف والبطالة التي تعيش فيها المرأة والبدانة تستدعي ثقل الحركة، وأيضا المرأة المكسال نؤوم الضحى دلالة على رفاهتها.

كل هذا التأويل لألفاظ واضحة جلية لكنها تحتاج بلا ريب إلى إعمال ذهن وتدقيق لا مرور الكرام نمر عليها.

وحركة الشعر الحديث أرادت أن ترتفع بالشعر إلى مستوى يتحقق فيه الدور الفلسفي أو المعرفي أي أن يستوعب الشعر ما يطرح من المسائل الفلسفية وقضايا اللاهوت وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا فضلا عن السياسة والأسطورة والتاريخ، والفسلفة هنا ليست تلك المنطقيات والبراهين والقياسات وإنما هي الموقف والرؤيا فهي رأي في العالم وموقف منه وهي تجسيد للبعد والحدس والعمق في الشعر وهي انصهار الأفكار في نفس الشاعر، هذه بعض عوامل صقل النص أدت مع غيرها من العوامل إلى مس الشعر ببعض الغموض أو الإبهام ولك أن ترجع إلى كتاب (الإبهام في شعر الحداثة) لعبد الرحمن القعود لو أردت حصر هذه العوامل. والغموض ينبغي أ لا يقصده الشاعر لمجرد الغموض فيقوض أركان الفن الشعري لكن لتقل إن (أفخر الشعر ما غمض فلم يعط غرضه إلا بعد مماطلة منه)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير