تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اشتقت إليك يا قلمي!!]

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 06 - 2009, 10:48 م]ـ

[اشتقت إليك يا قلمي!!]

http://www.alukah.net/articles/1/6234.aspx

وأتمنى الإفادة بالنقد البناء.

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 09:12 م]ـ

لم لا تضعها هنا؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 06 - 2009, 01:07 ص]ـ


اشتقتُ إليك يا قلمي!!
فلطالما كنتَ مؤنسي في وحدتي، وسَلْوتي عند وحشتي، فما لك اليوم صرتَ إلى جفاء صديقك الحميم، وهِجران خليلك القديم؟
أما تَحِنُّ إلى طرب الاهتزاز على الصحائف؟
أما تشتاق إلى تسويد الأوراق بنور الكلمات؟
أما تهفو إلى بث الأشجان وإخراج مكنون الفؤاد؟

ما لِحِبْرك يا قلمي صار جامدًا، وآخِرُ عهدي بك سَيّالا لا تُعوِزك العباراتُ، ولا تتوقف لاختيار الكلمات؟
ألا تذكر يا قلمي تلك الليلة التي كتبتُ فيها خواطري بين أدمعي حتى بلَّلت أسطري؟
أنسيتَ سعادتنا معًا بكتابة مذكرات تلك الليالي الدافئة، حيث الانفراد في البيت واتخاذ الكتاب رفيقًا؟
أجفوتَ ما سوَّدناه معًا من صفحاتٍ فيها تحريراتٌ بالغات وبحوث نيرات هي خلاصة اللب وثمرة الفؤاد؟

ما لِجِسمك يا قلمي صار شاحبًا، وقد كان من قبل ينطف نضارةً وحُسنًا؟
ولما لِجِلْدك يا قلمي صار جافًّا خشنًا، وهو الذي كان ناعمًا في يدي يكاد يكتب الكلمات وحده!
وما لي أراك تُقدّم رجلا وتؤخر أخرى حال الكتابة، وعهدي بك قديمًا تكتب وتكتب، ولا يكاد يوقفُك شيءٌ، حتى لتكاد تسبق ذهني إلى الكلمات سَبْقًا؟
لا أريد أن أتَمَلَّقك يا قلمي، فليس ذاك من خلقي ولا خلقك!
ولكني أذكرك بما قيل في القرطاس والقلم من المديح الذي سارت به الركبانُ، وما كُتِب في فضائلهما في القديم والحديث.

ألا تذكر قول أبي تمام الطائي يمدح صاحب قلم:

لك القلمُ الأعلى الذي بشباته يصابُ من الأمر الكلى والمفاصلُ
لعابُ الأفاعي القاتلات لعابُه وأَرْيُ الجنى اشتارتْه أيدٍ عواسلُ
له ريقة طل ولكن وقعها بآثاره في الشرق والغرب وابلُ
فصيحٌ إذا استنطقتَه وهو راكب وأعجمُ إن خاطبتَه وهو راجلُ
إذا ما امتطى الخمسَ اللطاف وأفرغت عليه شعاب الفكر وهي حوافلُ
أطاعته أطرافُ القنا وتفوضت لنجواه تفويض الخيام الجحافلُ
إذا استغزر الذهن الجلي وأقبلت أعاليه في القرطاس وهي أسافلُ
وقد رَفَدته الخنصران وسدَّدت ثلاثَ نواحيه الثلاثُ الأناملُ
رأيتَ جليلا شأنه وهو مرهفٌ ضنى وسمينًا خطبُه وهو ناحلُ

أفضقتَ ذرعًا بهذه الدنيا؟ أم هانت عليك هذه الفضائل؟
ولا أريد أن أقول: أم أصابك الغرورُ، فلم تَجِد لما عندك موضعًا يحتملُه، فآثرت دفنَ بنات الأفكار على إنكاحهن من غير الأكفاء؟
لا إخالُك شختَ أو أصابك الوهنُ، فما تلك من صفاتك ولا من صفات بناتك؟
ولا إخالُك مَلِلتَ من التكرار، فالعلم بحر لا ساحل له، فوق أنه يزكو على الإنفاق.

تذكَّرْ ماضيَك يا قلمي، فلعله يشوقُك ويسوقُك إلى معاودة المسير:
فكم من ضال قد هَدَتْه كلماتُك!
وكم من أعمى قد بصّرته عباراتُك!
وكم من باحث قد أرشدته سطورُك!
وكم من مُستَمْلِحٍ أطربته جملُك وفقراتُك!

سطورُك سوداء .. لكنها في القلوب بيضاء، جسمك ضئيل .. لكنه يهزم حامل السيف الصقيل.
جِرْمك صغير .. لكن علمك كبير!
تنطق بغير لسان، ويُبصَر بك وما لك عينان، وتنقل أخبار العالم وليس لك رجلان.
لا يُبرم أمرٌ ولا يُحل إلا بك، ولا يُوثق شيء ولا يفسخ إلا في ظلك، تعين الأبكم على الإفصاح عن مكنون فؤاده، وتساعد العالم على إبقاء لسان الصدق له أبد الآبدين.

كم كانت كلماتُك إحياءً لأناس وموتًا لآخرين؟
كم كانت سطورُك فتحًا للبلدان وإقامة للقرى؟
ليس لك فم .. إلا أنك أحد اللسانين!
وليس لك لسان .. إلا أنك أحد الفصاحتين!
ولا تملك كرسيًّا .. إلا أنك أحد الرياستين!
ليس لك حد يقتُل .. إلا أن خطك أحدُّ من السيف!
وليس لك جند يَحمِل .. إلا أن حبرك يفوق من الجنود الألف!

أجبني يا قلمي! .. فقد طالت مناداتي لك ومناجاتي، فلا تدعني صريعَ اليأس خليلَ الهموم، فلم يبقَ لي من صاحب ألجأُ إليه إلا أنت، فأنت أولُ صاحب وآخرُ صديق!

وأخيرًا أجاب القلم، فقال:
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير