تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في الشطر الثاني نرى الشاعر قد نكّر لفظة الشعر بينما عرّف لفظة النثر، ربما كان الأمر لا يثير في أنفسنا انتباها إذا كان الشاعر مضطرا إليه ليجاري وزنا أو قافية، إلا أن الأمر ليس كذلك، فكان يمكن للشاعر أن ينكّر لفظة النثر ويبقى الوزن منضبطا، إلا أن الشاعر عَدَلَ اختيارا عن الجادة ليسلك ضربا آخر في التعبير، ربما كان يقصده، وربما ألجأته إليه النفسُ الشاعرة كرها لتعبر عن مكنون غاب عن وعيه وأدركتْه، ففي كلا الأمرين خبيئة تستوجب نبشها.

ربما كان الأمر يرجع إلى دندنة موسيقية أعتاد عليها الشاعر في قصيدته؛ فلقد رأيناه في عُظْم القصيد يجعل آخر الوتد المجموع من تفعيلة الضرب ــ لام التعريف، فتأتي الوقفة على آخر الوتد المجموع إذا كان لاما مريحة للسان من عناء تفعيلة الحشو الأخيرة التي جاءت سريعة في وتد وسبب، وذلك لتوسط مخرج اللام بين الحروف الشفوية والحلقية؛ فيكون اللسان قريبا من كل مخارج الحروف فينطق بالسببين في عذوبة ومائية.

وعلى رغم كون اللام في لفظة النثر غير منطوقة إلا إننا نعتقد أن الشاعر وهو يدندن ينطق بلام التعريف مظهرة قبل أن يعرف الكلمة التي ستتحلى بها هذه اللام، وذاك لأن كون اللام مظهرة في النطق أم غير مظهرة لا يؤثر في الوزن، لأنها إذا كانت غير مظهرة فسينوب عن حرف اللام تضعيف الحرف الأول، فيصبح الأمر بالنسبة إلى الدندنة والوزن سيان.

وربما كان الأمر يرجع أيضا إلى معنى حاك في صدره وعجزت الكلمات أن تحمله شعرا فحملته لام التعريف في ثبات وقوة فلم يؤدها، فالنكرة في سياق النفي غالبا ما تفيد العموم والشمول، فنكَر الشاعر أو النفس الشاعرة لفظة الشعر لتفيد نفي الخيرية عن جميع أنواع الشعر عند هؤلاء القوم، وفي الوقت نفسه عرّف النثر ليفيد أن نفي الخيرية عن نوع مخصوص من النثر، فـ (ال) هنا عهديّة يُفهم مردودها من السياق.

وللذيل صلة:)!

أخي الحبيب جلمودا

ألف شكر لما جدت به من جميل حرفك و نقدك

برغم ضيق وقتك و كثرة مشاغلك فهو لعمري اهتمام

حظيت به قصيدتي المتواضعة من ناقد حصيف جعلني

أحلق في الأعالي فرحا و طربا ..

لا يجزئني عن جميلك إلا الدعاء لك بأن يحفظك الله

ويكرم مثواك في الدارين و يزيدك علما نافعا و قوة

ونشاطا و بركة في جهدك و وقتك ..

و لتبق بالجوار يا صديقي سواء مع هذه أو مع غيرها.

تحليلك علم نافع أفدت منه و نهلت فبارك الله فيك و لك

و الحقيقة -ولعلها دون تحليلك ناقصة-

أن أقصى ما فكرت فيه أثناء كتابة البيت أن كلمة النثر لم

ترد مطلقا في القصيدة ولذلك اخترت تعريفها -مع

أن تنكيرها أفصح لغة و سياقا كما تفضلت- مكتفيا بالفصيح الذي أظنه يقدم خدمة قد يلمسها القارئ و هي أن النثر لا يقل أهمية عن الشعر

ويستشعر من خلالها أنهما على قدم المساواة في خيرهما و فائدتهما

على عكس الشعر الذي مثل المحور العام للقصيدة وأتى ذكره قبل ذلك البيت

في أبيات متتالية مما لا جعلني أظن أن تنكيره مقابل تعريف النثر لا يضره ..

و هو مجرد اختيار و رأي يحتمل الصواب و الخطأ

ألف شكر

ـ[الباز]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 01:49 ص]ـ

اخي الكريم جميل هو ذاك التعبير واني اذا ما الليل ارخى سدوله لكالزورق المخروق في لجة البحر ولكن ابتسم فان البحر لايستغني عن زوارقه التي تغوص في اعماقه بحثا عن الحياة

حياك الله وارجو لك التوفيق

الأخت الأديبة أشواق جابر محمد

ألف شكر لما حبوت به صفحتي من جميل ردك و كرمك

سعدت بكلماتك العفوية الصادقة

وافر تقديري و احترامي

ـ[الباز]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 02:00 ص]ـ

الأخ الكريم

و الشاعر النبيل الباز

سنقول ما يرضي ضمائرنا و يفي بحق الصحبة لا قولة مادح بل قولة ناصح

و أنت حرّ في ما تختاره لنفسك.

أخي الفاضل في قولكم:

تعاطي قريض الشعر جمرٌ ألوكه

كما لاك طيرٌ رزق أفراخه الغُبْرِ

سيدي حينما ينظر ناظر لصورة جدارية فإن هذه الصورة المحسوسة ستخلق صور ذهنية في عقل المتلقي و حين يرضى عنها العقل سيبعث رضاه على تعابير الوجه و في منطق اللسان لنقول: يالله ما أجملها

و العكس بالعكس بخصوص الصورة الذهنية التي تخلق في شعور المتلقي صورة مادية

من هنا أقول:

ان الصورة تقول بإن الشاعر تناول جمر الشعر ثم لاكه بفهم

كما لاك طير طعام أفراخه و حقيقة دهشتي أن الشاعر حين يلوك الجمر (جمر الشعر في صعوبته و صادق شعوره) فحتماً ستموت جذوته بفمه و يتحول إلي فحم (و سيقدم الشاعر لجمهوره شعرا باردا)

ألف شكر لك أخي الكريم عبده فايز على حسن نيتك

لكن اختيارك (غير الموفق) للألفاظ غالبا ما يقلب السحر على الساحر.

فأنا لا أرى في مقولتك حول الشعر البارد الذي يقدم للجمهور

أي رائحة أخوة و نصيحة بل أستشعر فيها رائحة الغضب و التحدي

هذا من جهة الأخوة و النصح

أما من جهة الشعر فلعلك لم تطالع ردود كل الإخوة لتجد الإجابة

على ما تفضلت به عندهم ..

ففي حين أن الصورة لم تعجبك وقلت عن شعر صاحبها ما قلت

إلا أنها أعجبت و أطربت كثيرا غيرك ..

و لك أن تعيد قراءة البيت و تخيل الصورة من جديد لعلك ترجع عن رأيك

الذي أراه متعسفا

مع التحية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير