تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سر على الدرب وانهل من ربيع العربية القديمة لنعيد من جديد مجدا اندثر

ـ[الباز]ــــــــ[29 - 05 - 2009, 09:00 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الباز الشاعر الأديب:

لست ناقدة ولكن القصيدة أعجبتني جداً فحركت قلمي بما ترى فاعذرني إن أخطأت أو أقصرت

تَقَضَّى ربيعُ العمر في لوعة القهر****وجفَّتْ مآقي الدَّمع مِنْ شدّةِ الأمرِ

أراه تشبيهاً واضحاً معبراً فكم نقول: ضاعت زهرة شبابه في الحزن والقهر

وكم نقول:

جف ماء عينيه من البكاء!! تجاوزاً وإلا فكيف يكون شعراً؟!

طبعاً لن تجف دموعه ولكن لم يعد لعينيه دمع يجاري قوة حزنه

وإنّي إذا ما الليلُ (أرخى سدولَه) ****لَكَالزَّوْرَقِ المخروق في لُجّةِ البحر

ربما قصد أنه كالزورق المخروق في لجة البحر فهو يخاف الغرق ويكون قلقاً، فهل يخاف الشاعر من قدوم الليل لأنه يأتي إليه بالهم والقلق المشابه لقلق الزورق المخروق من الغرق فالموت؟؟ للشاعر الحق في تصوير أحاسيسه ومدى عمقها

أنادي بلا صوتٍ شراعا مرقَّعا****وأحسُو بلا سكرٍ دنانا مِّنَ الخمر

قد لا أجد رابطاً بين الشطرين ولكن ربما هو تصوير ليأسه فهو كالمنادي دون صوت شراعاً مرقعاً هزيلاً ينقذه من لجة البحر بينما الزورق مخروق وفي طريقه نحو الغرق وربما كان احتساؤه الدنان يأساً رغم أن الصورة لم ترق لي فلماذا يحتسي الخمر إن لم يكن للسكر ونسيان الهم؟؟

وأهذي كما يهذي مصابٌ بنافضٍ****خلا أنّني لم أعرفِ النومَ منْ دهر

أراها صورة موفقة فهو يهذي رغم أنه لم يحظ بسنة النوم التي حظي بها المصاب بالحمى وهذا يدل على شدة المعاناة

وقد شَطَّ شطُّ البحر حتّى تحطّمتْ****مجاديفُ آمالي على صخرة الصبر

صورة رائعة أيها الباز لقد جعلت من الصبر صخرة حطمت كل آمالك وكما يقولون تحطمت آماله على صخرة الواقع، فالصبر عادة يكون سبباً في الوصول إلى مانأمل الوصول إليه ولكنك هنا جعلت الصبر يدمر الآمال ... غاية اليأس والحزن

وأطيافُ حلمي فرَّق اليأسُ شملها****كما بدّدتْ ريحٌ غماماً بلا قَطْر

أصبحت الأحلام مجرد أطياف متناثرة،

حتى الغمام جعلته بلا قطر؟؟ يأس مفجع

زجاج المرايا قابعٌ بين أضلعي*****يغذِّي عروقي منْ ينابيعَ كالجمر

ربما المرايا في القصيدة هي من الألفاظ القليلة المضيئة في القصيدة فالمرايا تعطينا إيحاءً بالتلألؤ والضياء والنور فصفحة الماء تعكس لون السماء الأزرق كالمرايا بصفائها ونعومة سطحها، ولكنك وظفتها هنا للجرح و الحرق والمعنى الأكبر أجده في أنها تزيد حرقة الجمر فتعكس حرارة الجمر والنار المتقدة في الأضلع فتزيده احتراقا وتوهجاً ولوعة

وقوسُ الرزايا اسْتمرأتْ رميَ مهجتي****بنبلٍ لها تترى وقدْ راقها نحري

حقاً تذكرت بيت المتنبي ولكن الجملة الأخيرة، "وقد راق لها نحري" أجدها أضعفت المعنى قليلاً فالجملة الأولى إنشائية قوية تحولت في الجملة الثانية إلى جملة خبرية لم يكن لها داعياً فما دامت القوس استمرأت رمي مهجتك فلسنا بحاجة لمعرفة السبب (ذكر السبب أضعف قوة المعنى) وحتى السبب لم يكن قوياً

تعاطي قريض الشعر جمرٌ ألوكه****كما لاك طيرٌ رزق أفراخه الغُبْرِ

رائع أخي الباز حلقت وأجدت اقتناص طريدتك

رغم أنه تعبير غريب ولكنه جديد فلا وجه شبه بين الرزق الذي تلوكه الطير لأفراخها وبين قريض الشعر إلا إذا كنت تعتبر قصائدك كأبنائك تلوك لها الألفاظ والبحور لتقدمه لها ولكن لماذا؟؟ لماذا تريد إفهامنا صعوبة كتابتك الشعر وأنت شاعر؟؟

الشعر متنفس الشاعر ليعبر عن كل مايعتريه من مشاعر فالقصيد مهما كان قاسياً يخرج من فم الشاعر وحده ليريحه دون هذه المعاناة فهو وشعره صنوان في الألم واللوعة

مَقاليدُه دانت وباتت بقبضتي****فبايَعْتُهُ بالعدل في النَّهيِ والأمر

وأطعَمْتُهُ قلبي وأَسْقَيْتُهُ دمي*****وأرسلتُه شمساً أضاءت مع الفجر

ما أروع ماتقول!! كأنك تموج وتطير مع أبياتك بين قلبك ودمك وبين الفجر والشمس والضياء .. أرى نفحة الأمل تشع في ثنايا كلماتك هنا فشعرك هنا خرج من قلبك ليضيء مع الشمس ليبزغ الفجر .. جميلة هذه الصورة

فما آب إلاّ باكيا بُحَّ صوتُه **** بآهٍ على ما فات من قيمة الشعر

كأنِّي بحِبْري بعدما كان مخلصا****يُرَجِّي فراقي شاكيا شدّةَ العسر

فطمأنتُه أنّي سأهريقُ غُبرَهُ *****عسى أنْ يَرى رَوْحاً على البُعد والهجر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير