تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يَرْنُو إِذَا مَا قِيلَ مَوْطِنُهُمْ دَنَا = وَالدَّمْعُ مِن عَيْنَيْهِ كَالغَيْثِ الهَطُولْ

سُقْيًا لِهَاتِيكَ المِنَازِلِ كَمْ حَوَتْ = أَرْجَاؤُهَا ذِكْرَى لِحُبٍّ لَا يَزُولْ

إِنِّي لَأُبْصِرُ طَيْفَ مَنْ أَهْوَى هُنَا = بَيْنَ المَرَابِعِ وَالرَّوَابِي وَالسُّهُولْ

يَمْشِي يُهَادِي خَطْوَهُ فِي رِقَّةٍ = مَرْحَى بِطَيْفِكَ أَيُّهَا الظَّبْي الخَجُولْ

هَلْ جِئْتَ مِثْلِي زَائِرًا وَمُسَلِّمًا = تَهْدِيكَ أَشْوَاقُ الصَّبَابَةِ لِلوُصُولْ

آهٍ لِشَمْلٍ قَدْ تَفَرَّقَ بَعْدَمَا = غَنَّتْ بَلَابِلُهُ وَأَزْهَرَتْ الحُقُولْ

أَنَا لَسْتُ أَنْسَى مَنْ كَلِفْتُ بِحُبِّهِ = وَشَرِبْتُ كَأْسَ وِصَالِهِ حَتَّى الذُّهُولْ

بَدْرٌ تَنَقَّبَ حُسْنُهُ عَنْهُ وَشَى = يَرْمِي سِهَامَ لِحَاظِهِ يَسْبِي العُقُولْ

مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ صِرْتُ فِي أَسْرِ الهَوَى = القَلْبُ مَكْبُولٌ وَجِسْمِي فِي نُحُولْ

نَادَيْتُهُ رِفْقًا بِخَاطِبِ وُدِّكُمْ = فَأَجَابَ صَمْتُ حَيَائِهِ: مَاذَا أَقُولْ؟

قُلْتُ: ابْتَسِمْ يَكْفِينِي مِنْكَ تَبَسُّمٌ = لِتَزُولَ أَحْزَانِي وَأَنْعَمَ بِالقَبُولْ

فَمَضَى مَعِي فِي الدَّرْبِ نَرْوِي قِصَّةً = الحُبُّ مَبْدَؤُهَا وَخَاتِمَةُ الفُصُولْ

يَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ يَعُودُ زَمَانُنَا = بِالوَصْلِ مِنْ بَعْدِ التَّفَرُّقِ وَالذُّبُولْ

آمَالُ صَبٍّ قَدْ تُصِيبُ سِهَامُهَا = وَلَرُبَّ هَمٍّ بَعْدَهُ فَرَجٌ يَطُولْ

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الحبيب أبا سهيل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتك بكل خير

وبعد:

أحببت أن أدلي بدلوي ذي الشطن القصير بين أرشية بعيدة الماء، فأرجو أن يتسع لي صدرك ...

1 - البيت الخامس ..... (مرحى بطيفك)؟ هل يتعدى الفعل مرحى بحرف الباء أم بحرف اللام فإن كان قصدك الترحيب فيكفيك (أهلا بطيفك)، لأن مرحى لاتعدو أكثر من أنها كلمة للتشجيع إذا أحسن احد الفعل.

2 - البيت التاسع .... (بدر تنقب، حسنه عنه وشى) هنا كسر لأن الهاء لاتكون صلة (أي لا نستطيع إشباعها) إلا إذا كانت متحركة هي وما قبلها وما بعدها مثل (له ما في السماوات) فالهاء واللام قبلها والميم بعدها متحركات جميعهن. فإذا سكنت أحداها فقدت الهاء الصلة ولم نستطع إشباعها إلا إذا كانت قافية أو نهاية شطر ولزم إشباعها،إلا إذا كان يحق للشاعر ما لا يحق لغيره في هذا الموضع أيضا.

3 - البيت الثاني عشر .... (قلت ابتسم يكفيني منك تبسم) هنا أيضا كسر لأنك حذفت الياء لفظاً ليستقيم معك الوزن وهذا لايجوز إلا إذا التقت ساكنا.

4 - البيت الرابع عشر .... (الذبول) جاءت نشازا في البيت، ولم يُوطأ لها بشيء، وكأنها أقحمت بسبب القافية ..

5 - كان بيت الإستهلال رائعا، والمبالغة (قرع الطبول) كانت محمودة هنا فهي لفتت إلى عظم ما سيأتي بعدها وكأنه إنذار كما يُفعل في الحرب.

وأخالف أستاذي جلمود في ما ذهب إليه، فالقلب من الناحية الطبية محمع الإنعكاسات النفسية للمرء، ويتجلى في خفقانه وسرعة نبضه، ألا تعلم أنه إذا اقترب اللقاء بالمحبوب أو بأي شيء من أثاره (تسلم رسالة مثلا) يبدأ القلب بوجيف يحس قرعه في الأذنين. ثم إن الشاعر لما انطلق باتجاه أطلال منزل الحبيبة (وهذا لايعني أن بقية منازل جيرانها غدت أطلالا، فكان ذلك مجازا أن المنزل خاو من الحياة) وكلما قالت له أحاسيسه أنه اقترب رنا ببصره فعاجله الدمع مدرارا فمسحه بيديه وعاود الرنو فعاوده الدمع ولم يسمح له بأن يرنو ببصره فرنا بحواسه باشتمام الريح وسماع أصوات المكان المميزة له وتحسس حرارة الجو ............

أما قولهم لك (حب لن يزول) في المستقبل أي أن الصفة في الأصل ليست ثابته، بينما (حب لا يزول) هي صفة لازمة له أي أنه هكذا (لايزول)

6 - إِنِّي لَأُبْصِرُ طَيْفَ مَنْ أَهْوَى هُنَا = بَيْنَ المَرَابِعِ وَالرَّوَابِي وَالسُّهُولْ

أرى هنا أن الإبصار لطيف الحبيب حالة طبيعية لما وصل إليه الشاعر من هيام، وأغلبنا سمع بالرد الذي رده ذلك الصحابي الجليل عندما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن حقيقة إيمانه، فأجابه: إني لأرى عرش ربي بارزا، وأرى أهل الجنة في الجنة يتنعمون وأهل النار في النار يصطرخون. كيف حدث له ذلك من فرط الحب والإيمان بما يحب، وإلا فما بال الذين يجذبون من فرط حبهم للمحبوب فيرونه أمامهم ويكلمونه، وإن شدة الهيام الذي ألمّ بشاعرنا هو الذي حداه للذهاب إلى أطلال منزل الحبيبة ليصل إلى الحالة من الحب فيرى طيف الحبيبة ماثلا أمامه. (أرجو أن لا أكون وصلت إلى مرحلة الهذيان) هههه

وهناك الكثير مما قاله الأساتذة الأفاضل تركت الحديث عنه لأنهم أجادو وأبدعوا ............

7 - والخاتمة رائعة ومناسبة تماما وُفقتَ فيها.

أرجو أن لا أكون جانبت الصواب ... وكل كلام يحتمل المراجعة، فراجعني وقوم زللي بارك الله فيك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير