تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل جنس الإنسان أفضل من جنس الملائكة والجن.]

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[25 Dec 2010, 11:26 م]ـ

كنت أقرأ في كتاب الله تعالى؛ فاستوقفتني هذه الآية وهي قوله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا "

فقلت في نفسي تعبير القرآن الكريم بقوله "على كثير " قد يفهم منه أن هناك من لم يفضل عليهم بنوا آدم؛ فما المخرج من هذا؟

ـ[محمد جابري]ــــــــ[26 Dec 2010, 12:48 ص]ـ

الأستاذ إبراهيم الحسني؛

تساؤل معقول ومقبول؛ ذلك بأن الله كرم بني آدم وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا.

1 - لاحظ معي صيغة التفضيل لكن على كثير من خلق الله، فليس على الكل؛

2 - أن الله تعالى بين لنا في آية الموالاة للنبي صلى الله عليه وسلم درجات أخر من التفضيل {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4]، لاحظ هنا تقديم جبريل عليه السلام على صالح المؤمنين، وتقديم هذه الشريحة على الملائكة؛ وهو ما أكده قوله تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139]؛ لاحظ هنا صيغة التفضيل الأعلون وهي خاصة بالمؤمنين.

ومن خلق الله الجن والملائكة والأنعام وغيرها من عوالم البر والبحر، ومخلوقات أخر في السماء أشار إليها الجليل جل جلاله وأطلعنا بأنه بمشيئته قادر على الجمع بيننا وبينهم؛ والصيغة التفضيلية هنا مطلقة.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Dec 2010, 01:38 م]ـ

أشكر الأخ: الجابري وفقه الله تعالى.

ولا زلت أنتظر إفادة بقية الأخوة ممن لديه علم بالموضوع أو أدلة تنير الطريق فيه.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Dec 2010, 07:57 م]ـ

أظن والله أعلم ان الخطاب هنا في هذه الآية خطاب عام يشمل الإنسان كإنسان سواء كان كافراً أو مؤمناً. وبما أنه خطاب عام لا يخص فئة عن فئة فإن ذلك يقتضي تفضيل الإنسان على غيره من المخلوقات الأرضية. ولا علاقة في هذه الآية على الأقل للمخلوقات التي في السماء مثل الملائكة. أما لماذا قال سبحانه (على كثير ممن خلقنا). فلئنّ هناك جن مسلم على الأرض فإذا ارتقى الجان بعبوديته وطاعته الى الله فإنه يُفضل على الإنسان العاصي. أما الملائكة فلا علاقة لها في الآية مطلقاً لأنها تسكن في السماء وهي مخلوقات علوية. وهناك خلاف بين العلماء أيهما أفضل الأنبياء أم الملائكة. والمقطوع المؤكد منه أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام أفضل من الملائكة وأفضل من جميع الخلق. والله أعلم.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Dec 2010, 08:14 م]ـ

السؤال أخي الكريم: هو لماذا أخرجت الملائكة من هذه الآية؛ بأي قرينة يمكن إخلاج الملائكة من قوله تعالى: "ممن خلقنا" أليسوا داخلين فيها كغيرهم من المخلوقات؟

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Dec 2010, 08:23 م]ـ

القرينة التي تخرج منها الملائكة هي ذكر البر والبحر من الأرض وعدم التطرق لذكر السماء التي فيها الملائكة.

ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا "

الآية تتكلم عن تكريم بني آدم في البر والبحر أي في الارض وتفضيل بني آدم على كثير من المخلوقات الأرضية. فما علاقة الملائكة في ذلك وهي ليست مخلوقات أرضية؟؟؟. هذا ما عنيته في المشاركة السابقة أخي الفاضل بارك الله بك. فهل عندك قول تتحفنا فيه؟؟؟

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Dec 2010, 08:26 م]ـ

توضيح المسألة أن الحمل في البر والبحر معطوف على التكريم والعطف يقتضي المغايرة أي أن التكريم شيء والحمل في البر والبحر صورة من صوره وجزء من أجزائه والرزق من الطيبات صورة أخرى وشيء آخر، والتفضيل شيء زائد على كل ذلك كما هو صريح في اللفظ القرآني.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Dec 2010, 09:09 م]ـ

توضيح المسألة أن الحمل في البر والبحر معطوف على التكريم والعطف يقتضي المغايرة أي أن التكريم شيء والحمل في البر والبحر صورة من صوره وجزء من أجزائه والرزق من الطيبات صورة أخرى وشيء آخر، والتفضيل شيء زائد على كل ذلك كما هو صريح في اللفظ القرآني.

أخي الفاضل

لقد قلت لك رأيي في المسألة وهو أن الملائكة ليست ضمن هذه الآية ولا علاقة لها بها. والتفضيل بين الملائكة والبشر مسألة خلافية رغم ميل الأكثر الى تفضيل الملائكة على البشر. وأسوق لك أدلة تدعم هذا القول وبالله التوفيق:

يقول ابن عاشور: فأما منة التكريم فهي مزية خص بها الله بني آدم من بين سائر المخلوقات الأرضية.

قال الزحيلي: ارتأى بعض المفسرين أن هذه الآية تقضي بفضل الملائكة على الإنسان من حيث هم المستثنون، والواقع لا يفهم من الآية شيء من هذا، بل التفضيل بين الإنس والجن لم تتعرض له الآية، ويحتمل أن الملائكة أفضل، ويحتمل التساوي، وفضلت الملائكة بأدلة أخرى من الشرع، والظاهر تفضيل الملائكة، فإن قوله تعالى: عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا (70) هو ما سوى الملائكة.

وقال القرطبي: قالت فرقة: هذه الآية تقتضي تفضيل الملائكة على الإنس والجن من حيث إنهم المستثنون في قوله تعالى: {ولا الملائكة المقربون} [النساء: 172] وهذا غير لازم من الآية بل التفضيل فيها بين الإنس والجن فإن هذه الآية إنما عدد الله فيها على بني آدم ما خصهم به من سائر الحيوان والجن هو الكثير المفضول والملائكة هم الخارجون عن الكثير المفضول ولم تتعرض الآية لذكرهم بل يحتمل أن الملائكة أفضل ويحتمل العكس ويحتمل التساوي وعلى الجملة فالكلام لا ينتهي في هذه المسألة إلى القطع وقد تحاشى قوم من الكلام في هذا كما تحاشوا من الكلام في تفضيل بعض الأنبياء على بعض إذ في الخبر:

[لا تخايروا بين الأنبياء ولا تفضلوني على يونس بن متى]. والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير