[إشكال قرأته في منتدى]
ـ[سليم]ــــــــ[23 Nov 2004, 01:21 ص]ـ
قرأت هذا الأشكال في أحد المنتديات الحوارية بين مسيحي ومسلم
حيث يزعم ذلك النصراني أن القرآن لم يحفظ،بل إن اختلاف القراءات هو أكبر من مجرد اختلاف في تهجية كلمات بل هو اختلاف في وجود كلمات من مصاحف وغيابها في أخرى،
وأعطى أمثلة منها:
في قراءة حفص:
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد
وفي قراءة ورش حذفت كلمة بكاملها
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله الغني الحميد
لذا أرجو من المشايخ أن يجيبونا على هذا الاشكال وجزاكم الله خيرا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Nov 2004, 07:07 ص]ـ
أخي الكريم سليم
لا زلت أعجب منا ـ نحن المسلمين ـ فنحن دائمًا في خطِّ الدفاع لا الهجوم، مع أن بين يدينا أكمل الكتب وأتمَّها، والمحفوظ بحفظ الله له، بخلاف الكتب السابقة التي دخلها التحريف والتبديل والنقص.
ولقد دخلت في حوار يُديره نصراني، فرأيت كيف يدير الحوار، وكيف يلقي الشبه في كتابنا، وإذا استشهدت له بشي مشابه لما جاء به في كتبهم انبرى بالقول: إننا ناقش القضية من خلال القرآن، ومالناش دعوى بالكتاب المقدس.
عجيب أمر هؤلاء، مع أنهم لا يملكون من الأدلة دليلاً واحدًا على صدق ما بأيدهم، ولا على اتصال سنده، ويرون ما فيه من الاختلاف والتخليط = ترى عندهم من القدرة على جرِّ بعض المسلمين إلى الحوار عن القرآن وما يلقونه عليهم من الشبهات حوله فحسب.
وموضوع اختلاف القراءات كان مرتعًا خصبًا للمستشرقين والتوراتيين والملحدين للنيل من القرآن، لكن أنَّى لهم ذلك.
كناطح صخرة يومًا ليوهنا **** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وإنني أدعو مثل هذا ـ إن كان على اطلاع على أناجيل النصارىـ أن يتخذ مثل أسلوبهم هذا، ويسألهم عن الاختلافات الجوهرية التي في كتبهم، بل يكفي أن يسأل عن إسناد كتبهم هذه، ليرى ما سيجد من الجواب.
ولتعلم ان هؤلاء يراوغون، ويستخدمون أسلوب التأويل والمجاز للتخلص من الإحراج في تفسير كثير من عبارات كتابهم في العهدين الجديد والقديم، ولقد سمعت من هذه التخريجات ما يضحك له الطفل الرضيع فضلاً على من له عقل يفكر به.
وأقول: إن مناقشة جزئية من هذه الجزئيات المتعلقة بالقرآن لا تصلح على انفرادها، فالمسألة ترجع إلى نقاش الثقة بصحة نقل القرآن، وكيفية أدائه وتحمله، والنظر في اختلاف القراءات، وكونها لا تتناقض، بل هي متنوعة، تتعدد فيها المعاني ولا تتناقض، بخلاف ما في أسفارهم من المتناقضات.
والموضوع رحب واسع، وهو يحتاج إلى أمور عدَّة
أولاً: تأصيل أصول في معرفة كيفية نقاش هؤلاء، وذلك أول ما يحتاجه من يريد أن يدخل معهم في النقاش.
ثانيًا: معرفة الحق الذي عند المسلم، بحيث لا يلتبس عليه بسبب شبهة من الشُّبه.
ثالثًا: معرفة الباطل الذي عند الخصم، لكي يوجِّه إليه المسلم المطاعن فيما عنده من الباطل.
رابعًا: معرفة طرائق الجدل العقلية التي يستطيع بها أن يُفحم الخصم.
وأقول: إنني من خلال مطالعتي وسماعي لبعض هذه الشبه والجدل الذي يقيمه النصارى لا أجد فيها سوى التشويش والتشويه، ولم أر جدلاً علميًّا صرفًا، يريد به صاحبه أن يصل إلى الحق إلا قليلاً، لذا لا أرى أن يضيع المرء وقته في نقاش هؤلاء إلا من أراد أن ينبري لهم انبراءً تامًّا، ويجعل ذلك سبيله، فيكون كافيًا لغيره من المسلمين.
أما أن يخوض جماعة من المسلمين ممن لا علم عندهم، بل ولا تعقُّل في بعض الأحيان فذلك مما يُفرح الخصم، ويرتاح له، فابتعد إن لم تكن قادرًا على نقاشهم، واعلم أنك لست ملزمًا يمثل هذا، فالسلامة لا يعدلها شيء، والله الموفق.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 Nov 2004, 08:29 ص]ـ
أخي الطيار
لقد قرأت رسالة لإبن حزم في رده على مطاعن النصارى في آيات فلا مانع من إجابة الأخ السائل على ما سأل
((في قراءة حفص:
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد
وفي قراءة ورش حذفت كلمة بكاملها
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله الغني الحميد))
وأنا لا علم لي بالقراءات---إلا أن حذف ((هو)) في قراءة ورش لم يخل بالمعنى مطلقا
وظل النص محفوظا
¥