تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ملاحظة لغوية نفسية قد تعزز موقف من يُقسِّم إلى حقيقة ومجاز.

ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 Mar 2008, 10:47 م]ـ

وقد طرحته في ملتقى الألوكة، وأنقله للفائدة والمناقشة.

المشاهدات اليومية لنا و كذا المستفادة من علم اللغة النفسي تؤكد على قضية جوهرية يمكن أن تضيف دليلاً قوياً لصحة التقسيم إلى حقيقة ومجاز. هذه القضية هي طريقة تعلم الأطفال للكلمات والعبارات اللغوية و إدراكهم لدلالاتها في المراحل الأولى من التعلم. مثلاً، عندما تقول لطفل، ولأول مرة: أنت أسد! فإنه يستغرب من ذلك وبرد متعجباً: أنا أسد؟! بل ربما أبى وقال: لا أنا عبد الله، أحمد، خالد ... الخ. ماذا يمكن أن تدلنا عليه هذه الظاهرة؟ إنها تدل على أن الطفل بالفطرة يدرك أن هناك معنى حقيقي (أو قل أساسياً ظاهرياً) للألفاظ لا ينبغي - من وجهة نظره - أن تحيد عنه. ولذلك يحتاج لوقت حتى ينمو وتنضج ملكته اللغوية لكي يكتشف أن الاقتصار على هذا المستوى الدلالي لا يكفي، بل هناك معان أخر تمت إليها بصلات ولكنها غير مباشرة. لهذا نجد الطفل يفتقر إلى مهارة الانتباه لما يسمى القرائن الصارفة للفظ عن معناه الأول أو الأصلي أو الظاهر .. سمه ما شئت، ولا يفطن لهذه المسألة إلا بعد معالجة اللغة ردحاً من الزمن والاحتكاك والتفاعل الاجتماعي مع من حوله. مرة أخرى: ماذا تحمل في طياتها هذه المشاهدات؟ وأقول: أولاً لا ينبغي أن يهمل التأمل فيها على الأقل فهذه الظاهرة جديرة بالدراسة والملاحظة. ثانياً: إنها تدل على أن الإنسان مفطور بشكل حيوي (بيولوجي) و نفساني على الإقرار بأصالة جانب واحد من المعاني المتعددة للفظ من الألفاظ وعدم أصالة المعاني الأخرى وإن كانت من معانيه.

=============================================

وكذلك هناك دلالات أخرى لتراكيب لغوية لا يفهم الطفل (وأحياناً الكبير) معناها من ظاهرها، وهي الأمثال والحكم والرموز والألقاب التي يخلعها المجتمع على بعض الناس أو الأشياء، فإذا قيل مثلاً: "لكلّ جنبٍ مصرَعُ" (مجمع الأمثال، ص158)، يريدون به: لكل حي موت.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير