[من تفصيل الكتاب وبيان القرآن ج1]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[29 Dec 2007, 03:39 م]ـ
بيان قوله ? قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ?
وإن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن لفظ النور حيث وقع في الكتاب المنزل فإن له أكثر من دلالة إذ يقع على:
1. نور خارق معجز تشرق به الأرض يوم القيامة كما في قوله ? وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب ? الزمر 69
2. نور في يوم القيامة يهتدي به المكرمون إلى حيث يأمنون كما في قوله:
• ? يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا ? التحريم 8
• ? والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ? الحديد 19
• ? يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ? الحديد 12
• ? يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم ? الحديد 13
3. نور كالموصوف في سورة النور وعد به الله في القرآن سيرى في الدنيا كما في قوله ? أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ? الأنعام 122 وبينته في بيان القرآن.
4. ويقع على تبين ما في الكتاب المنزل والاهتداء به أي في مقابلة الظلمات وهي كل سلوك ومنهج اختاره الإنسان لنفسه مخالفا لهدي الكتاب المنزل كما في قوله:
• ? ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور ? إبراهيم 5
• ? الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ? البقرة 257
• ? فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ? الطلاق 10 ـ 11
5. وأما قوله:
• ? قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ? الأنعام 91
• ? إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ? المائدة 44
• ? وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ? المائدة 46
فيعني أن كلا من التوراة والإنجيل قد تضمن موعودات نبأ الله بها موسى وعيسى لن تقع إلا متأخرة كثيرا، وكذلك النور يقع على البعيد فتراه رغم ظلمات الغيب، ومما نبأ الله به موسى قوله ? وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ? المائدة 20، ووقعت نبوة موسى هذه بعده فجعل الله فيهم أنبياء بعده وجعل فيهم ملوكا كطالوت وداوود وسليمان وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين ومنه أن علم داوود وسليمان منطق الطير وآتاهما من كل شيء، ومما نبأ الله به عيسى قوله ? ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ? الصف 6
6. وإن المثاني في قوله:
• ? وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ? الشورى 52
• ? يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ? المائدة 15
• ? فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ? التغابن 8
• ? يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا ? النساء 174
• ? فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ? الأعراف 157
لتعني أن القرآن نور أنزل من عند الله وكلف الناس بالاهتداء به، إذ يقع على موعودات بعيدة يوم نزل القرآن على النبي الأمي ? وكذلك النور يقع على البعيد فيتراءى لك قبل أن تصل إليه، وسيعلم الناس رأي العين في الدنيا يوم تقع موعودات القرآن فتصبح شهادة بعد أن كانت غيبا يوم نزل القرآن أن القرآن قول ثقيل ألقي على خاتم النبيين ? وأنه قرآن عجب يهدي إلى الرشد وإلى التي هي أقوم إذ سيهتدي به يوم تقع موعوداته أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى، وسيزداد به الذين في قلوبهم مرض رجسا إلى رجسهم وضلالا إلى ضلالهم.
بيان قوله ? ولقد آتيناك سبعا من المثاني ?
¥