[مقترحاتكم في كيفية طرح التفسير من خلال خطبة الجمعة]
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[24 Dec 2010, 08:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني في الله إن ما يشهد به واقع الحال لينطق ببعد عوام المسلمين عن فهم كلام ربهم و تقتصر تلاوتهم لكتاب الله على تحصيل أجر تلاوة الحروف و البركة - إن صح التعبير -، ولا يخفى على أمثالكم ما تمثله خطبة الجمعة من فرصة لاجتماع المسلمين و سماعهم لخطبة الجمعة.
لكن واقع خطب الجمعة - إلا من رحم الله - بحاجة إلى إعادة نظر لتفعيل دورها في توعية الأمة و تعميق صلتها بدينها.
ومن المقترحات في ذلك: تقريب التفسير بين يدي المسلمين من خلال خطبة الجمعة، لكن قد يعترض ذلك عقبات في الآلية و المنهجية، فهل من مقترحات في ذلك - خصوصا من الإخوة أصحاب التجربة -؟؟
الحاصل نريد أن نصل لطريقة إرشادية يتم توزيعها على الخطباء ممن يرغب في ذلك لكن تعترضه بعض الصعوبات في صياغة تيكم الخطبة
هل من مقترحات في ذلك أثابكم الله؟
ـ[محمد جابري]ــــــــ[24 Dec 2010, 10:43 م]ـ
الأستاذ عبدالرحمن شاهين؛
لا أرى بتاتا إقحام التفسير في خطبة الجمعة، والتي من المفترض أن تخصص لما شاع من أمور، حتى يكون الخطيب ابن بيئته يعالج أمراضه ويتتبع عللها، أما أن تصبح الخطبة درسا تعليميا، فالعامة لا شأن لهم بالتفسير، ولا باختلاف القراءات ولا يأسباب النزول، ولا ...
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Dec 2010, 07:55 ص]ـ
أنا أخالفُ الأخ محمد جابري جملة وتفصيلاً وأقول عن تجربة إنه لا شيء أنفعُ في الجمعة من القرآن وتفسيره , ولكن الأمر يحتاج إلى مهارة وحسن في الجمع والصياغة والعرض , وليس معنى التفسير في الجمع الاستطراد في الأعاريب والاستشهاد للغريب بأقاويل شعراء الجاهلية وسرد الأحكام المستخلصة وغيرها مما تمتلئ به بطون التفاسير , لكن القصد أن تُنتزَع الهدايات التي تنفع المسلم في الممارسة العملية وتُساق له في قالب خطبة يخرج بعدها مستعدا لتمثل وامتثال ما سمعته أذناه.
وعلى سبيل المثال فقد حضني الشيخ عبد الله بن غديان رح1 على هذا الأمر (استخلاص الهدايات القرآنية للموضوع الواحد المناسب للعرض في الخطبة بعد حصر جميع آياته) وجربته من سنوات ووجدت فيه من الفتوح علي وعلى الناس أمرا لم يكن يدور بخيال أو يخطر ببال , واقتنعتُ شخصيا في خطبة الجمعة بأن يختار الخطيب موضوعاً قرآنياً يستطيع حبكه وصياغته بلا خلل ولا تقصير , يمكن لمساحة خطبة الجمعة الزمنية أن تستوفيهُ بحيثُ لا يبقى لدى السامع نقصٌ في استيعاب خلاصة نظرية القرآن حولهُ مع الاستعانة بصحيح السنة في إكمال جوانب الموضوع , ومن أمثلة الموضوعات:
"الاعتذار في القرآن الكريم"
حيث ذكرتُ في هذه الخطبة أهمية نظر الإنسان إلى تكوينه من الضعف الملازم لهُ ملازمة لحمه لعظمه كما قال الله (((وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا))) , وبينت أن من أدل أمارات الضعف في الإنسان فعلهُ الفعلَ وقولهُ الكلمةَ عن قناعة تامة ثُم عوْدُه عنها وطلبهُ الإبراء مما يترتب عليها وهو الخلق المعروف بالاعتذار.
وبينت أنه من خلق الأنبياء ولو لم يكن المتخلق به مخطئاً كما في قصة هارون يوم قال لبني إسرائيل في مغيب موسى عليهما السلام (((
وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي))) فأبوا أن يطيعوه وتمادوا في الغي والضلالة , فغضب موسى على أخيه عليهما السلامُ وقال (((يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي))) فبادر هارون إلى الاعتذار بقوله (((يابْنَ أُمِّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي))) , وأنه بالغ في نفي عدم المبلاة بأمر موسى لهُ , بل أفرغ وسعه في القيام به حتى خشي الهلاك والموت فقال (((ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ))).
وبينتُ أن كرم خلق هارون قوبل بكرم خلق موسى عليه السلام في قبول الاعتذار بل والزيادة على ذلك بالإشراك فيما يدعو به لنفسه يوم قال (((قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ))) ثم أشرتُ إلى أن الحال الكاملة الحسنة في الاعتذار ومقابلته بالقبول والزيادة على ذلك بالإحسان المتمثل في الدعاء للمعاتَب المَلُوم هو غايةُ ما ينبغي أن يطمح إليه المؤمنُ ويتخلق به , لأنه مشمولٌ مع النبي صل1 بقوله تعالى (((أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ))).
ثم ثنيتُ بقصة موسى مع صاحب الحوت , وأمر الله للمتقاسمين المواريث بالاعتذار لمن حضرها من أولي القربى واليتامى والمساكين , واعتذار النبي صل1 للصعب بن جثامة رض1 عن قبول هديته بسبب الإحرام وما فيه من تطييب الخاطر ودفع ظنون السوء , واعتذار والدة أنس رض1 من هديتها لرسول الله صل1 يوم قالت له (((إن هذا لك منا لقليل))) وأن المنبغي للكريم الجواد أم يتمثل حال أم أيمن رضي الله عنها.
وبينتُ قُبح الكذب في الاعتذار وأن القرآن جعلهُ خصيصةً تميز بها المنافقون عمن سواهم وذلك في قوله تعالى (((يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ))) وقول عمر بن عبد العزيز رض1 عن هذه الجريرة (((إن