تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[" ولا تحاجهم بالقرآن فإنه ذو وجوه "]

ـ[محمد جابري]ــــــــ[25 Dec 2010, 02:20 ص]ـ

[" ولا تحاجهم بالقرآن فإنه ذو وجوه "]

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: ["إِنَّهُ سَيَأْتِي نَاسٌ يُجَادِلُونَكُمْ بِشُبُهَاتِ الْقُرْآنِ فَخُذُوهُمْ بِالسُّنَنِ فَإِنَّ أَصْحَابَ السُّنَنِ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ"] [1] قال وأخرج الدارمي واللالكائي في السنة عن عمر بن الخطاب قال: [سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله].

وأخرج اللالكائي في السنة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: [سيأتي قوم يجادلونكم فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله].

وأخرج ابن سعد في الطبقات من طريق عكرمة عن ابن عباس أن عليا بن أبي طالب أرسله إلى الخوارج فقال: [اذهب إليهم فخاصمهم ولا تحاجهم بالقرآن فإنه ذو وجوه، ولكن خاصمهم بالسنة]

وأخرج من وجه آخر أن ابن عباس قال: [يا أمير المؤمنين فأنا أعلم بكتاب الله منهم في بيوتنا نزل، قال صدقت! ولكن القرآن حمال ذو وجوه؛ نقول ويقولون، ولكن حاجهم بالسنن فإنهم لن يجدوا عنها محيصا. فخرج إليهم فحاجهم بالسنن فلم يبق بأيديهم حجة].

وأخرج سعيد بن منصور عن عمران بن حصين: [أنهم كانوا يتذاكرون الحديث فقال رجل: دعونا من هذا وجيئونا بكتاب الله! فقال عمر: إنك أحمق! أتجد في كتاب الله الصلاة مفسرة؟! أتجد في كتاب الله الصيام مفسرا؟! إن القرآن أحكم ذلك والسنة تفسره] " [2]

وفي حديث عليّ رضي الله عنه: [لا تُنَاظِروهم بالقرآن فإِن القرآن حَمَّال ذو وُجُوه"] أَي يُحْمَل عليه كُلُّ تأْويل فيحْتَمِله، وذو وجوه أَي ذو مَعَانٍ مختلفة. [3] + [4]

إن ما جاءنا من هذه المصادر ينبغي أن ننظر إليه ليس بعين التقديس، ولا بعين التقدير الذي نجل به الصحب الكرام عموما, والخلفاء الراشدين خصوصا، إنما ينبغي أن ننظر إليه بعين الناقد البصير وبالعلم المحرر عن كل الشبهات والأفكار المعلبة، فقد حثنا القرآن الكريم بأن لا نخر على آياته صما وعميانا، فكيف بغيره من الأقوال؟.

القرآن حمال ذو وجوه

روى الدراقطني قال: نا محمد بن مخلد بن حفص إملاء من كتابه نا القاسم بن الفضل بن بزيع سنة تسع وخمسين ومائتين نا زكريا بن عطية نا سعيد بن خالد حدثني محمد بن عثمان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [أعطيت جوامع الكلم واختصر لي الحديث اختصارا] وبإسناده قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: [القرآن ذلول ذو وجوه فاحملوه على أحسن وجوهه] [5]

4672 ابن عباس [القرآن ذو وجوه فاحملوه على أحسن وجوهه] [6]

وعن أبي قلابة قال: قال أبو الدرداء [لا تفقه كل الفقه حتى ترى القرآن وجوها] [7]

دراسة حديثية:

فلرب متسرع يقول: " بأنها أحاديث واهية، لا يعتد بها ولا يستند إليها " مستندا في ذلك إلى رد المحدثين لرواية زكرياء بن عطية لقول أبي حاتم فيه منكر الحديث كذا في الميزان، وقال أبو الطيب محمد آبادي: " ذكره السيوطي في الجامع الصغير، عن عمر بن الخطاب وقال شارحه العزيزي في شرحه السراج المنير: إسناده حسن والله أعلم".

فلئن ضعفه المحدثون لكون راويه زكرياء بن عطية قال عنه أبو حاتم:" منكر الحديث " فلقد قال عنه العقيلي: " مجهول النقل عن سعد بن محمد بن المسور ولا يتابع عليه " [8]، وقال عنه ابن حجر: " روى عنه الحلال وأبو أمية الطرسوسي " [9]، فإن هذا الجرح لا يضر الحديث لكونه جاء من جهة أخرى عن كبار الصحب مثل عمر وعلي وابن عباس وغيرهم، ومعلوم لدى المحدثين أن رواية الصحب إن لم يكن سبيلها الاجتهاد فهي في حكم المرفوع [10].أو كما قال الجزائري: " لأن رواية الصحابة إما أن تكون عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن صحابي والكل مقبول " [11].

ولربما كان هذا سبيل العزيزي في تحسين الحديث، إلا أني هنا أضيف بأن الحديث صحيح لغيره، وهذا ما سنذهب إليه بعد عرض معاني الحديث.

معاني الحديث:

قال الزركشي: " وفى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " [القرآن ذلول ذو وجوه محتملة فاحملوه على أحسن وجوهه" وقوله ذلول يحتمل وجهيه]:

أحدهما: أنه مطيع لحامليه ينطق بألسنتهم؛

الثاني: أنه موضح لمعانيه حتى لا تقصر عنه أفهام المجتهدين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير