ونعود لحالة ولدكم الحبيب؛ فهي من تساؤلكم تجمع بين حالة "الطفل العنيد والمتمرد".
ولتوضيح ذلك، وللرد على استفساراتكم؛ ردا شافيا، كافيا، سنجعله بعونه سبحانه في نقاط منهجية؛ على هيئة أسئلة بسيطة، وإجابات عنها أبسط.
وهو ملخص لرسالتين بعنوان "ولدي .. عنيدا! " و"ولدي .. متمردا! "، وهما من الرسائل التي يصدرها مركز ولدي الذي أرؤسه تحت سلسلة "منهجية الاستثمار في الأبناء".
أولا: ما هي أبرز أسباب العناد والتمرد عند الأطفال؟
إن أصعب الأعباء التي يواجهها الوالدان؛ هي سلوكيات الأبناء الغريبة.
ومن أخطر الأعباء التي يتحملها الوالدان؛ هي سوء التعامل مع هذه السلوكيات.
فقد تنزل من قدر الوالدين، ويستشعر الأبناء هذه الندية، فتقوى في نفوسهم ملكة العناد والتمرد، فينسحب الوالدان وتنكمش سلطتهما، فيبادر الأبناء بمحاولة كسب المعركة وملء هذا الفراغ التربوي، ويتجاوزون حدود مسئولية الوالدين، ويمتدون إلى منطقة سلطة الوالدين، وتنشأ روح التمرد.
وهذه من أخطر الأخطاء التربوية في علاقة الوالدين بالأبناء؛ وهي "ظاهرة الندية والتمرد التربوية".
والتي من أبرز ظواهرها؛ هو ضعف قدر الوالدين.
ومن أبرز نتائجها؛ هو تمرد الأبناء.
وتأملي هذه المتوالية أو المعادلة التربوية:
سلوك غريب (من الابن) + خطأ والدي تربوي -> ضعف قدر الوالدين -> ظاهرة الندية التربوية -> التمرد.
وتعالي نتناول الموضوع على أقسام:
القسم الأول: أسباب ظاهرة الندية التربوية؟ وهما نوعان من الأسباب:
الأول: أسباب والدية:
أي أسباب تعود إلى خلل في علاقة الوالدين بعضهما البعض وروافدها التالي:
1 - صراع الديكة الوالدي:
حيث ينشأ الأبناء وكأنهم في حظيرة للدواجن؛ يتصارع فيها الوالدان، ويتناحران كالديكة أمام الأبناء.
2 - الأسرة الخماسينية:
وهي الحالة المرضية الاجتماعية؛ التي ينشأ الأبناء فيها في أجواء مغبرة عاصفة متربة بالخلافات الأسرية، كرياح الخماسين المؤذية.
3 - الازدواجية التربوية:
وتنشأ من تضارب قرارات الوالدين والكبار عموما أمام الصغار؛ فالأم تعطي قرارا، والأب يعطي قرارا. والابن لا يعرف أي قرار سينفذ فهذه التضاربات قد تجعل للابن قوة وعدم الطاعة لكليهما.
الثاني: أسباب والدية أبنائية:
أي أسباب تعود إلى خلل في علاقة الوالدين بالأبناء وطريقة تعاملهما معهم، وروافدها:
1 - السلطوية أو الدكتاتورية:
عندما يفرض الوالدان القضايا والآراء على الأطفال بتعسف؛ دون محاولة سماع أرائهم.
2 - التنابز بالألقاب:
أي يضع الوالدان تعريفا أو صفة سيئة للطفل؛ فيعرف بها، ويتعايشها وتصبح جزءا من شخصيته.
3 - النشأة داخل الصوبة الزراعية:
وهو الأسلوب التربوي الوالدي الذي يربي الأطفال على الحماية الزائدة.
4 - الإسراف في التدليل:
فلا يجرؤ الوالدان على قول: لا للطفل ولمطالبه.
5 - البيزنطيات:
ونقصد بها اللقاءات كثيرة الجدال؛ فيكون حوارك مع أبنائك؛ بأسلوب المهاترات بين الأخذ والرد. وتكثر من ترديد: أنا قلت لك كذا!. ولماذا لم تفعل كذا؟. ولماذا تقول كذا؟.
فهذه جميعها مهاترات لا تؤدي إلى نتيجة سليمة بتعاملك مع ابنك.
6 - حوار الطرشان:
حيث يكون الحوار بنبرة الصوت المرتفعة، أو الصراخ بلا ضوابط.
فإن الصراخ بوجه الابن ومواجهته بكل شدة سيعطيه هذا الأسلوب قوة وستصبح ندا له كلما استعملت معه هذه الطريقة وهذا الأسلوب الخاطئ.
7 - القرقعة بدون طحن:
فتكثر من التهديد مع عدم إمضاء العزيمة، ومعنى هذا لا تهدد بأمر لن تنفذه.
8 - صواريخ الغضب:
فيكون الموجه لرد أفعالك؛ هو الغضب والانفعال، والتصرف بموجبه لا بموجب العدالة.
وتكثر من ترديد: سأضربك!. سأحرمك!. سأقتلك؟ وتنساق وراء انفعالاتك النفسية في لحظات الغضب لا بموجب التفكير السليم.
9 - الاستعقاق التربوي:
بأن تستهدف ابنا محددا بالنقد والتجريح، أو أن تستأثر أحدهم بكرمك وعطفك دون الآخرين.
10 - تساقط الزلات:
فتحاسب الأبناء على كل الأخطاء سواء كانت كبيرة أم تافهة، فقولك دائما: لا تفعل كذا. قد يربك نضج شخصيته.
القسم الثاني: أسباب طبيعية تعود إلى سمات مرحلة الطفل العمرية:
وسنركز هنا على أبرز سمات المرحلة السنية لولدكم الحبيب (مرحلة الطفولة المتوسطة) وكيف نجيد فن التعامل معها.
¥