تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المتوجهون إلى اللّه وحده بالعبادة وبالعبودية , إقراراً بالربوبية. . صفة هذه ثابتة في نفوسهم تترجمها الشعائر , كما يترجمها التوجه إلى الله وحده بكل عمل وبكل قول وبكل طاعة وبكل اتباع. فهي إقرار بالألوهية والربوبية للّه في صورة عملية واقعية.

(الحامدون). .

الذين تنطوي قلوبهم على الاعتراف للمنعم بالنعمة ; وتلهج ألسنتهم بحمد اللّه في السراء والضراء. في السراء للشكر على ظاهر النعمة , وفي الضراء للشعور بما في الابتلاء من الرحمة. وليس الحمد هو الحمد في السراء وحدها , ولكنه الحمد في الضراء حين يدرك القلب المؤمن أن اللّه الرحيم العادل ما كان ليبتلي المؤمن إلا لخير يعلمه , مهما خفي على العباد إدراكه.

(السائحون). .

وتختلف الروايات فيهم. فمنها ما يقول: إنهم المهاجرون. ومنها ما يقول: إنهم المجاهدون. ومنها ما يقول:

إنهم المتنقلون في طلب العلم. ومنهم من يقول:

إنهم الصائمون. .

ونحن نميل إلى اعتبارهم المتفكرين في خلق اللّه وسننه , ممن قيل في أمثالهم في موضع آخر:

(إن في خلق السماوات والأرض. واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب , الذين يذكرون اللّه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم , ويتفكرون في خلق السماوات والأرض: ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك!. . .). .

فهذه الصفة أليق هنا بالجو بعد التوبة والعبادة والحمد. فمع التوبة والعبادة والحمد يكون التدبر في ملكوت اللّه على هذا النحو الذي ينتهي بالإنابة إلى اللّه , وإدراك حكمته في خلقه , وإدراك الحق الذي يقوم عليه الخلق. لا للاكتفاء بهذا الإدراك وإنفاق العمر في مجرد التأمل والاعتبار. ولكن لبناء الحياة وعمرانها بعد ذلك على أساس هذا الإدراك. .

(الراكعون الساجدون). .

الذين يقيمون الصلاة ويقومون بالصلاة كأنها صفة ثابتة من صفاتهم ; وكأن الركوع والسجود طابع مميز بين الناس لهم.

(الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر). .

وحين يقوم المجتمع المسلم الذي تحكمه شريعة اللّه , فيدين للّه وحده ولا يدين لسواه , يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في داخل هذا المجتمع ; ويتناول ما يقع فيه من أخطاء وانحرافات عن منهج اللّه وشرعه. .

(والحافظون لحدود اللّه). .

وهو القيام على حدود اللّه لتنفيذها في النفس وفي الناس. ومقاومة من يضيعها أو يعتدي عليها. . ولكن هذه كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , لا يقام عليها إلا في مجتمع مسلم. ولا مجتمع مسلم إلا المجتمع الذي تحكمه شريعة اللّه وحدها في أمره كله ; وإلا الذي يفرد اللّه سبحانه بالألوهية والربوبية والحاكمية والتشريع ; ويرفض حكم الطاغوت المتمثل في كل شرع لم يأذن به اللّه. .

****************

وقد قمت بشرحها مفصلا من كتب التفسير المشهورة قديما وحديثا

ومن كتب الفقه والأصول المشهورة

ومن كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم رحمه الله

ومن كتب أخرى تعرضت لتفسير هذه الآية والاحتجاج بها

***********

سائلا المولى سبحانه وتعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره

قال تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) سورة الصف

6 جمادى الأولى 1426 هـ

ـ[حمد]ــــــــ[16 Oct 2008, 10:55 ص]ـ

جزاك الله خيراً

(السائحون). .

هناك تفسير للسياحة في إحدى الكتب المتقدمة، لكن لم يُنقل -مع الأسف- في كثير من الكتب المتأخرة:

هذا هو:

تفسير ابن أبي حاتم ج6/ص1890

(10031) حدثنا ابي ثنا محمد بن عبد الاعلى ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت اسحاق بن سويد يقول ثنا ابو فاختة مولى جعدة بن هبيرة: أن عثمان بن مظعون أراد أن ينظر أيستطيع السياحة

قال: وكانوا يعدون السياحة قيام الليل وصيام النهار قال اسحاق فصادفت يحيي بن عمر بن خراساني فاذا هو يحدث القوم هذا الحديث لم يدع منه حرفاً

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير