في دعوته لمن حوله، مع قليل من الكلام الودود الرقيق، وتدبر في وصف السيدة خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم يوم جاءه الوحي أول مرة: (أبشر، فوالله لا يخزيك أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتحمل الكَلَّ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق) رواه البخاري ومسلم .. فلو كنت ناجحا سعيدا في حياتك، لكنت خير مثال للإسلام الذي جعلك هكذا بأخلاقك التي نظمت لك كل شئون حياتك صغيرها وكبيرها فأسعدتك وأنجحتك، ولأحبوك وتمنوا أن يكونوا مثلك .. فأنت حسن المظهر، طيب الرائحة، بسَام ضحاك، جذاب الحديث، مثقف، تحسن وتجيد دراستك وعلمك وعملك، واعٍ بما حولك، كثير الخبرات، لديك القدرة على كسب الحلال، صادق أمين محب ودود صبور شكور، وفِيّ بوعودك ومواعيدك، تحفظ لسانك عن كل قول سيء، وتخدمهم وتعينهم وتشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وتحل مشكلاتهم إن وجدت، وتعطف على صغيرهم وتعرف حق كبيرهم، وتتواضع لهم، وترشدهم لكل ما هو خير وتعينهم على ترك كل ما هو شر؛ وبالجملة، فأنت سعيد في نفسك مسعد لهم مؤثر فيهم قد كسرت القاعدة الخاطئة "زامر الحي لا يطرب" كما كسرها من قبل الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين أثَّروا أول ما أثَّروا في أقاربهم وأصدقائهم وعدلوا المثل إلى: "زامر حيِّنا هو الذي يطربنا"!
2 - استغلال أوقات الطعام:
حيث التآلف والتحاب والأحاديث المتنوعة الشيقة المثمرة عن تفاصيل الظروف والأحوال والمشكلات العامة والخاصة وحلولها الإسلامية، والتي من خلالها يتعلمون تدريجيا أن الإسلام ما جاء ليربك حياتهم وإنما لييسرها ويسعدها .. كما يمكن أن يتعلموا أثناءه الذوق والكرم والإيثار والتعاون على تحضيره ورفعه وغسل الأطباق ونحو ذلك من الأخلاقيات الحسنة التي تسعد المتعاملين بها.
لقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم يستغل وقت الطعام لزرع بعض الصفات ولتعليم بعض الأخلاق، فقال ذات مرة لبعض صحابته وهم يأكلون وهو يأكل معهم: (إن الله جعلني عبدا كريما ولم يجعلني جبارا عنيدا)، ثم قال: (كلوا من حواليها ودعوا ذروتها يبارك فيها) أخرجه أبو داود.
3 - استغلال البرامج الإعلامية الجيدة:
حيث نتعلم جميعا منها آداب الإسلام في الحوار والاستماع لاختيار الأنسب والأصلح والأسعد والأكثر ثوابا، كذلك من خلالها يتم عرض آراء الإسلام وأخلاقياته وقوانينه فيما يعرض بأسلوب مناسب، في الفن والرياضة والسياسة والصحة والعلم والعمل والاقتصاد والتجارة والمال والثقافة والعلاقات الدولية وما شابه ذلك .. ثم من خلالها أيضا يتم نوع من أنواع الترويح الجماعي .. فقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم هو وزوجته عائشة يشاهدان الأحباش وعروضهم النزالية في المسجد وهي تسند خدها إلى خده صلي الله عليه وسلم، فيكون هذا فرصة لزيادة الحب بينهم، ونحو ذلك من المنافع.
4 - استغلال المناسبات:
السَارَة "كالأعياد، وشهر رمضان، والمواسم الإسلامية، وحفلات الخطبة والزواج وأيام الميلاد، والنجاح الدراسي، والترقي الوظيفي، وغيره"، والحزينة "كعيادة المريض، وغيرها .. " استغلالها في التهنئة وتبادل الهدايا والزيارات أو في المواساة .. ففي هذا تواصل للقلوب وتمهيد لها لقبول الإسلام وتعلم أخلاقه والتدريب عليها عمليا في كل مواقف الحياة كما كان يفعل الرسول صلي الله عليه وسلم.
5 - استغلال العطلات الرسمية والمصايف السنوية المجمعة:
وذلك لمزيد من التعارف والتفاهم والتآخي وتوصيل بعض الأخلاقيات الإسلامية المناسبة لهذه الأوقات، كالاهتمام بالرياضة والسباحة والترويح الحلال الذي ينشط النفوس لمزيد من العمل والإنتاج ملتزما بالضوابط الشرعية أثناء ذلك كالزي وغض البصر وتجنب المحرمات ونحو ذلك .. فلقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم -كما تروي السيرة النبوية- سفرات قصيرة أو طويلة يصطحب فيها بعض زوجاته ومرافقيه، فيتعلمون خلالها فوائد السفر وآدابه وآداب المعاملات والعلاقات الاجتماعية ونحوها.
6 - استغلال أوقات الصلوات إن أمكن:
أو حتى صلاة واحدة يوميا .. في الدعاء الجماعي مثلا بعدها، أو في كلمة توجيهية خفيفة كما كان يفعل الرسول صلي الله عليه وسلم أحيانا، أو في تذكرة بآية قرآنية أو بحديث نبوي في معنىً من معاني الإسلام ربما لا يزيد عن بضع دقائق منعا للملل أو لتعطيل الأعمال.
¥