تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال الحاكم فيما رواه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله ? {كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون} هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

21 - منزلته من النبي صلى الله عليه وسلم في عمر الإسلام منذ أن بزغ فجره بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أن كانت التهيئة للقاء الحبيب لربه سبحانه وتعالى ... فهاهو الحبيب الذي لا يمكن أن ينسى معروف أحد؛لم ينس معروف أبي بكر وحاشاه أن ينسى فمن يرقى إلى درجته صلى الله عليه وسلم في ميادين الوفاء والمعروف إلى من أسداه كما هو شأنه في جميع الصفات الحميدة؛ يضرب فيها أروع مثل وأوفى مكيال؛ هاهو يذكر ذلك لصاحبه مكانته في آخر لحظة له في هذه الحياة وهذا دليل على أنه صلى الله عليه وسلم لقي الله تعالى وهو راض عن صاحبه الصديق ... وقد سد كل خوخة توصل إلى بيته عليه الصلاة والسلام، غير خوخة الصديق رضي الله عنه مما يدل على علو منزلته ومرتبته وفي هذا وأمثاله إشارة إلى استحقاقه لتولي الخلافة من بعد النبي صلى الله عليه وسلم ...

قال الإمام البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت يعلى بن حكيم عن عكرمة عن بن عباس قال خرج رسول الله ? في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بخرقة فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر)

22 - فقهه وسرعة فهمه وبديهته قال الإمام البخاري: حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عبيد يعني بن حنين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ? جلس على المنبر فقال إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له وقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله ? عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول فديناك بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله ? هو المخير وكان أبو بكر هو أعلمنا به وقال رسول الله ? إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر إلا خلة الإسلام لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر)

23 - موافقة رأيه لرأي النبي صلى الله عليه وسلم كما هو في وقائع كثيرة منها في صلح الحديبية؛ عند ما كان عمر يراجع النبي صلى الله عليه وسلم ويراجع أبا بكر بعده وكل واحد وحده فيأتي رأي أبي بكر مطابقا لرأي النبي صلى الله عليه وسلم.

24 - ثباته ودلائل ذلك كثيرة منها ثباته على الحق حتى توفاه الله تعالى: ومما يشير إلى ذلك قول الصديق رضي الله عنه لعروة (أمصص ببظر اللات أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال من ذا؟ قالوا أبو بكر. قال أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك) دلالته بينة فقد كان إيمانه رضي الله عنه قويا ارتقى إلى درجة اليقين ولهذا استبعد التخلي عن نصرة الله ورسوله صلى الله عليه في أي حال من الأحوال؛ مهما تكن الظروف بل الأمر بالنسبة له من المستحيلات التي لا يتطرق إليه شك البتة ... وقد وفى فلم يتخلى عن ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعد أن لحق في الرفيق الأعلى إلى أن لقي الله تعالى وهو قائم بما وعد به وكانت الفتوحات الإسلامية تخوض غمار المعارك مع أكبر دولتين في ذك الوقت بعد أن خمد الفتن الداخلية في حربه للردة رضي الله عنه وأرضاه ... فمن مثل الصديق –بعد الأنبياء -! وأي عقلية تلك التي تسعى لانتقاصه! وأي ظلام يستطيع حجب الشمس في رابعة النهار؟! اللهم ثبت على الحق من هم قائمون فيه، ورد ضال المسلمين إليه ردا جميلا ...

25 - إشادة النبي صلى الله عليه وسلم بإيمان الصديق والفاروق؛ ومما يدل على ذلك النص الآتي:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير