تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في صحيحه و معنى قوله: (فقمن) أي حري أن يستجاب لكم. و لم يذكر في الحديثين الحمد و الصلاة على النبي عليه الصلاة و السلام في هذا المقام، و هكذا في الدعاء بين السجدتين، كما يدعو بين السجدتين: رب اغفر لي. و جاء عنه عليه الصلاة و السلام أنه دعا بقوله: (اللهم اغفر لي و ارحمني و اهدني و اجبرني و ارزقني و عافني) و لم يذكر في الرواية أنه حمد اللّه و صلى على النبي في هذا الدعاء. فيظهر من هذا أن استحباب الحمد و الثناء و الصلاة على النبي عليه الصلاة و السلام في أول الدعاء هذا هو الأصل في الدعاء الذي يدعو به الإنسان، لكن الدعوات المشروعة التي لم ينقل فيها الحمد و الثناء امامها، الأظهر أنه يؤتى بها على ما نقلت، و أن لا تبدأ بالحمد و الثناء و الصلاة على النبي عليه الصلاة و السلام، لأن ذلك لم يرد في النص، و لو بدأ الإنسان بحمد اللّه و الصلاة على النبي عليه الصلاة و السلام فيها لم نعلم في هذا باسًا عملاً بالأصل، لكن لا أعلم أن أحدًا نقله عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و لا عن الصحابة في دعاء القنوت، فالأفضل عندي و الأقرب للأدلة أنه يبدأ فيه بالدعاء (االلهم اهدنا فيمن هديت) كما نقل، و قد ادركنا مشائخنا رحمهم اللّه هكذا يبدأون في القنوت بهذا الدعاء (اللهم اهدنا فيمن هديت) في رمضان، و لم أعلم غلى يومي هذا عن أحد من أهل العلم أو من الصحابة و هم أفضل الخلق بعد النبياء، لا أعلم أن أحدًا بدا القنوت في الوتر أو النوازل بالحمد و الصلاة و السلام على النبي عليه الصلاة و السلام، و من علم شيئًا يدل على ذلك شرع له المصير إليه، لأن من علم حجة على من لم يعلم. و اللّه ولي التوفيق.

س 31: هل يشترط أن يكون الدعاء منقولاً؟ و ما حكم الزيادة على المأثور؟

الجواب:

لا بأس أن يدعو الإنسان بما يتيسر من الدعوات و إن لم تنقل إذا كانت الدعوات في نفسها صحيحة، فلا بأس بالدعاء بها و إن لم تنقل فليس من شرط الدعاء أن يكون منقولاً أو مأثورًا و لهذا قال عليه الصلاة و السلام لما علم ابن مسعود دعاء التشهد قال: (ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو) و في اللفظ الآخر: (ثم ليتخير من المسألة ما شاء) و لم يحدد. و في الحديث الصحيح يقول صلى اللّه عليه و سلم: (ما من عبد يدعو اللّه بدعوة ليس فيها إثم و لا قطيعة رحم إلا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث: إما تعجل له دعوته في الدنيا و إما أن تدخر له في الآخرة و إما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك). قالوا يا رسول اللّه: غذًا نكثر. قال: (اللّه أكثر). و لم يخص دعاءً دون دعاء فدل ذلك على أن الأمر واسع و أن الإنسان يختار من الدعوات ما يراه مناسبًا بحسب حاجته و الحاجات تختلف.

و الاعتناء بالدعاء المأثور أفضل، لكن الحاجات الأخرى التي تعرض له يدعو فيها بما يناسبها.

س 32: ما حكم السجع في الدعاء؟ و التوسع في وصف الجنة أو النار من أجل ترقيق القلوب؟

الجواب:

لا أعلم في هذا شيئًا إذا كان ليس فيه تكلف أما السجع المتكلف فلا ينبغي، و لهذا ذم النبي عليه الصلاة و السلام من سجع و قال: (هذا سجع كسجع الكهان) في حديث حمل بن النابغة الهذلي، لكن إذا كان سجعًا غير متكلف فقد وقع في كلام النبي عليه الصلاة و السلام و كلام الأخيار، فالسجع غير المتكلف لا حرج فيه، إذا كان في نصر الحق أو في أمر مباح. و تكرار الدعوات فيما يتعلق بالجنة أو النار و تحريك القلوب. كل ذلك مطلوب شرعًا.

س 33: سئل سماحته عن الدعاء المأثور إذا ورد بصيغة المفرد فهل يدعو به الإمام كما هو أو يأتي به بصيغة الجمع؟

الجواب:

يدعو بصيغة الجمع، فيقول: (اللهم اهدنا فيمن هديت ... إلخ) لأنه يدعو لنفسه و للمأمومين.

س 34: بعض الناس إذا صلى مع الإمام الوتر و سلم الإمام قام و أتى بركعة ليكون وتره آخر الليل فما حكم هذا العمل؟ و هل يعتبر انصرف مع الإمام؟

الجواب:

لا نعلم في هذا بأسًا نص عليه العلماء، و لا حرج فيه حتى يكون وتره في آخر الليل.

و يصدق عليه أنه قام مع الإمام حتى انصرف الإمام و زاد ركعة لمصلحة شرعية حتى يكون وتره آخر الليل فلا بأس بهذا، و لا يخرج به عن كونه ما قام مع الإمام بل هو قام مع الإمام حتى انصرف لكنه لم ينصرف معه بل تأخر قليلاً.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير