تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا له أسبابه، فإذا كانت رجاء قبول الدعاء، لأن اللّه عز و علا قد وعد بالإجابة و قد يجاب هذا و لا يجاب هذا، فالذي ينتقل إلى المساجد إذا كان قصده خيرًا لعله يدخل في هؤلاء المستجاب لهم، يرجو ان اللّه يجيبهم و يكون معهم فلا حرج في ذلك، إذا كان بنية صالحة، و قصد صالح رجاء أن ينفعه اللّه بذلك، و يقبل دعاءهم و هو معهم.

س 27: ما حكم السفر إلى مكة و المدينة لقصد حضور الختمة؟

الجواب:

السفر إلى مكة أو المدينة قربة و طاعة، للعمرة أو للصلاة في المسجد الحرام أو للصلاة في المسجد النبوي في رمضان و في غيره بإجماع المسلمين و لا حرج في هذا، لأن حضور الختمة ضمن الصلاة في الحرمين وقد يكون معه عمرة فهو خير يجر إلى خير.

س 28: ما حكم دعاء القنوت في الوتر و في الفجر؟

الجواب:

دعاء القنوت في الوتر سنة و إذا تركه بعض الأحيان فلا بأس. أما القنوت دائمًا في صلاة الفجر فليس بمشروع بل هو محدث. فقد ثبت في مسند أحمد و سنن الترمذي و النسائي و ابن ماجة رحمهم اللّه عن سعد بن طارق بن أشيم الأشجعي أن سعدًا قال: (يا أبت إنك صليت خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و خلف ابي بكر و عمر و عثمان و علي رضي اللّه عن الجميع، أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: أي بني محدث). فبين طارق أن هذا محدث و ثبت من حديث أنس و من حديث غير أنس كابي هريرة و جماعة: (أنه كان يقنت في النوازل في الصبح و غيرها) فإذا وقع ابتلاء من عدو نزل بالمسلمين أو سرية قتلت من سرايا المسلمين أو ما أشبه ذلك شرع القنوت من الأئمة في المساجد في الركعة الأخيرة من الفجر بعد الركوع بقدر النازلة، أيامًا أو شهرًا، أو نحو ذلك ثم يمسكون لا يستمرون. هذا هو السنة، عند الحاجة و النازلة يدعو و يقنت الأئمة من غير استمرار دائمًا في الفجر أو غيرها فهذا خلاف السنة. اما الأحاديث الواردة في القنوت في الصبح دائمًا فهي ضعيفة عند المحققين من أئمة الحديث. و اللّه ولي التوفيق.

س 29: ما حكم رفع اليدين في قنوت الوتر؟

الجواب:

يشرع رفع اليدين في قنوت الوتر، لأنه من جنس القنوت في النوازل، و قد ثبت عنه صلى اللّه عليه و سلم أنه رفع يديه حين دعائه في قنوت النوازل. أخرجه البيهقي رحمه اللّه بإسناد صحيح.

س 30: هل من السنة أن يبدأ الإمام دعاء القنوت بالحمد للّه و الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام؟

الجواب:

لم يبلغني عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و لا عن أحد من الصحابة أنهم كانوا يبدأون في دعاء القنوت بالحمد و الصلاة على النبي عليه الصلاة و السلام، و الذي جاء في حديث الحسن بن على رضي اللّه عنهما أن النبي صلى اللّه عليه و سلم علمه ان يقول في قنوت الوتر: (اللهم اهدني فيمن هديت) إلى آخره و لم يذكر فيه أنه علمه أن يحمد اللّه و أن يصلي على النبي ثم يقول اللّهم اهدني ... لكن من حيث الأصل قد ثبت عنه صلى اللّه عليه و سلم أنه بدأ في الدعاء بالحمد للّه و الصلاة على النبي عليه الصلاة و السلام كحديث دعاء الحاجة: (إن الحمد للّه نحمده و نستعينه ... ) الحديث، و كحديث فضالة بن عبيد أن النبي عليه الصلاة و السلام سمع رجلاً يدعو في صلاته فلم يحمد اللّه و لم يصل على النبي عليه الصلاة و السلام فقال: عجل هذا. ثم قال: (إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم يدعو بما شاء) فهذا الحديث و ما جاء في معناه يدل على شرعية البدء بالحمد و الثناء على اللّه و الصلاة و السلام على النبي أمام الدعاء، و لكن يُرد على هذا أن العبادات توقيفية، و أنه لا يشرع فيها إلا ما شرع اللّه، فالقول بأنه يشرع للداعي في القنوت أن يبدأ بالحمد و الصلاة على النبي عليه الصلاة و السلام يحتاج إلى دليل واضح خاص، لأنه يوجد أدعية دعا بها النبي عليه الصلاة و السلام لم يذكر فيها الحمد و الصلاة على النبي عليه الصلاة و السلام مثل الدعاء في السجود. و لم يبلغنا أنه جاء في شيء من الأحاديث أنه صلى اللّه عليه و سلمقال في السجود فليحمد اللّه و ليصل على النبي مع انه عليه الصلاة و السلام قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد فأكثروا الدعاء) و قال عليه الصلاة و السلام: (أما الركوع فعظموا فيه الرب و أما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن ان يستجاب لكم) رواهما مسلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير