تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قوله تعالى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)}

وقال: أبدأ بما بدأ الله به؛ فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحد الله وكبره، وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك؛ قال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعدتا مشى حتى أتى المروة؛ ففعل على المروة كما فعل على الصفا حتى إذا كان آخر طوافه على المروة؛ فقال لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد فشبك رسول الله ? أصابعه واحدة في الأخرى وقال دخلت العمرة في الحج مرتين لا بل لأبد أبد وقدم علي من اليمن ببدن النبي ? فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت فأنكر ذلك عليها فقالت إن أبي أمرني بهذا قال فكان علي يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله ? محرشا على فاطمة للذي صنعت مستفتيا لرسول الله ? فيما ذكرت عنه فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال صدقت صدقت ماذا قلت حين فرضت الحج قال قلت اللهم إني أهل بما أهل به رسولك قال فإن معي الهدي فلا تحل قال فكان جماعة ... ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة إلى صباح يوم الثامن من ذي الحجة صعد منى (-والمتمتعون أهلوا بالحج من أماكنهم، وانطلقوا معه عليه الصلاة والسلام – فصلى في منى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. ثم توجه إلى عرفة، ومكث بنمرة إلى أن خطب الناس وبعد الخطبة صلى بالناس الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد وقامتين. ثم ركب رسول الله ? حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص. وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله ? وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمني أيها الناس السكينة السكينة؛ كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع رسول الله ? حتى طلع الفجر وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه وكبره وهلله ووحده؛ فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا ... فدفع قبل أن تطلع الشمس؛ حتى أتى بطن محسر فحرك قليلا ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف رمى من بطن الوادي (بجعل البيت عن يساره وهنا يراعي الحاج التيسير وبخاصة إذا كان معه ضعفاء فلهم أن يتقدموا ابتداء من آخر ليلة مزدلفة أو يتأخروا إلى أن يخف الزحام الشديد ولو إلى الليل بل إن التيسير يقض بأن يمتد وقت الرجم إلى فجر اليوم الحادي عشر كما يرى بعض العلماء وهو الأقرب لطبيعة هذا الدين ومقاصده وقواعده لكن تقدر الضرورة بقدرها)، ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بيده ثم أعطى عليا فنحر ما غبر (ما بقي) وأشركه في هديه ثم أمر من كل بدنة ببضعة؛ فجعلت في قدر فطبخت، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها، ثم ركب رسول الله ? فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه

(وما سئل في هذا اليوم عن شيء – النحر أو الرمي أو الحلق أو الطواف ... - قدم أو أخر إلا قال افعل ولا حرج).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير