ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Feb 2010, 03:17 م]ـ
على كل:
أنت تعتبر المسألة من الحرية الشخصية فمن شاء فليمدحها ومن شاء فليقل إنه لعب.
هكذا بكل بساطة.
إذن يصبح كلام الله تعالى مجالا للكتاب الصحفيين، ومرتعا للعوام، فهم احرار فيما يقولون في تفسير كتاب الله تعالى؛ دون استناد إلى أي قاعدة من قواعد التفسير.
وفي المحصلة نلغي كل ما خلفه السلف الصالح من: لغة وقواعد للتفسير، وأحاديث مروية في تفسير الآيات ...
كل ذلك من شدة اعتقادنا في عمليات الجمع والطرح المخنثة في تمايلها المنحرفة في نمطها .. !!
أما أنا فإني أرى الأمر أعظم مما يدخله في مجال الحرية الشخصية؛ وليس عندي إلا إنكاره بما أستطيع من كتابة وتنبيه ..
ولو كان لي من الأمر شيء لأوقفت من يقول بالإعجاز أمام ناظري؛ وطلبت منه أن يبين الأدلة التي يعتمد عليها في تفسيره لكتاب الله تعالى بيانا شافيا واضحا أو لجلدته جلدا موجعا ..
فليس كتاب الله تعالى عندي من البساطة بحيث يقول كل برأيه فيه كما شاء وعلى أي وجه شاء ..
سبحانك هذا بهتان عظيم، وتجرؤ على كتابك فظيع، ونبرأ إليك منه ..
ـ[نعيمان]ــــــــ[07 Feb 2010, 10:08 م]ـ
قبل أن تتابع بنفس لاهث -يا أستاذ إبراهيم- أعد ما سطّرته في مشاركتي الآخرة أكثر من مرّة؛ فإنّما هي كلمات معدودة مقتبسة من كلام الله تعالى الذي جعلت شعارك فقرك إليه، فكن كذلك يرحمك الله. ثم ّأعده ثانية وأخرى لعلّك تستوعبه؛ وإلا فبإمكانك أن تعود إلى أقرب تفسير عندك فترجع إليه بكلّ تواضع الفقير إلى الله.
وأسأله تعالى أن يلهمك السّداد لا الكبر فيه، ويرزقك الإخلاص لا الادّعاء به.
قلت حفظك الله: (إذن يصبح كلام الله تعالى مجالا للكتاب الصحفيين، ومرتعا للعوام)
وأقول لك شكراً جزيلاً، إنّما يهمّك يا أخي كلامي ودعك من مهنتي السّابقة وعامّيتي اللاحقة. جعل الله كلماتك في أحد الميزانين لك.
قلت: (كل ذلك من شدة اعتقادنا في عمليات الجمع والطرح المخنثة في تمايلها المنحرفة في نمطها .. !!)
سامحني فإنّ هذه عبارة خارجة من ماخور فكريّ، وملهى ليليّ! طهّر الله لسانك وجعله عفّاً كريماً؛ ينتقي أطايب الكلام كما تنتقى أطايب الثّمر؛ وبخاصّة حين الانتصار لكلام ربّ البشر جلّ جلاله.
قلت عصمك الله: (أما أنا فإني أرى الأمر أعظم مما يدخله في مجال الحرية الشخصية؛ وليس عندي إلا إنكاره بما أستطيع من كتابة وتنبيه .. )
وهل عندك شيء أعظم من التوّحيد؟ أدخله سبحانه في باب الحرّيّة العقيديّة، وما اقتبست كلماتي المعدودة إلا من القرآن عنها؛ فمن شاء ومن شاء.
والإعجاز العدديّ - وبخاصّة التّرتيب القرآنيّ التّوقيفيّ- استقراء لا اجتهاد فيه.
قلت عافاك الله: (ولو كان لي من الأمر شيء لأوقفت من يقول بالإعجاز أمام ناظري؛ وطلبت منه أن يبين الأدلة التي يعتمد عليها في تفسيره لكتاب الله تعالى بيانا شافيا واضحا أو لجلدته جلدا موجعا .. )
الحمد لله إذ لم تكن؛ إذن لأوجعك الله؛ فإنّك إنّما تضع نفسك حاكماً بأمره سبحانه؛ وتدّعي احتكار القطع في المسائل من غير وحي؛ وأنا أعتقد جازماً أنّ الوحي قد انقطع بعد موت حبيبنا صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله.
فدع عنك نرجسيّتك -غفر الله لك- وهنيئاً للعلمانيّين أمنيتك!
أرجو الله تعالى أن لا تكون الغاية من هذه المحاورة الانتصار على الآخر. وما أبرّئ نفسي إنّ النّفس لأمارة بالسّوء إلا ما رحم ربّي؛ فإن كانت كذلك فغفر الله لنا، وقلب نيّاتنا إلى الإخلاص له بكل تجرّد.
وسلام عليك يا إبراهيم في الأولى والآخرة
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Feb 2010, 01:47 ص]ـ
أخي الكريم:
لقد كان هناك قبلك مدافعون عن الإعجاز العددي في المواضيع التي ذكرت لك، ويبدو أنك سائر على طريقهم، ومتخصص في تخصصهم .. !
قولك: هدانا الله وإياك: "وأقول لك شكراً جزيلاً، إنّما يهمّك يا أخي كلامي ودعك من مهنتي السّابقة وعامّيتي اللاحقة. جعل الله كلماتك في أحد الميزانين لك."
لم أفهم هذه الجملة؛ ولم أستطع العثور على فاعل "يهمك" إلا إذا كان مخفيا كاختفاء الإعجاز العددي.
قولك: وفقني الله وإياك للبحث عن الحق وإصابته: سامحني فإنّ هذه عبارة خارجة من ماخور فكريّ، وملهى ليليّ! طهّر الله لسانك وجعله عفّاً كريماً؛ ينتقي أطايب الكلام كما تنتقى أطايب الثّمر؛ وبخاصّة حين الانتصار لكلام ربّ البشر جلّ جلاله.
هذا الكلام يدل على طهر باطنك، وحسن نيتك بإخوانك المسلمين، وجهلك المدقع بالمواخير الليلية، ولذلك عرفت عباراتها عند أول وهلة، وقلت إنها عبارات ملهى ليلي، وقد استفدت منك هذه وأقر بها.
قولك: علمني الله وإياك التأويل: "وهل عندك شيء أعظم من التوّحيد؟ أدخله سبحانه في باب الحرّيّة العقيديّة، وما اقتبست كلماتي المعدودة إلا من القرآن عنها؛ فمن شاء ومن شاء.
هذه الجمل على ما فيها من الناحية اللغوية لا أعلم أين جعل الله تعالى التوحيد في باب الحرية العقدية ..
وأظنك تعني قوله تعالى: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " التي ألمحت إليها.
وإذا كنت تعني هذا؛ فاعذرني لأني ناقشت عبقريا في تفسير كتاب الله تعالى؛ وحق لك والحالة هذه أن تفخر بكل ما قدمت، ولك أن تعلق هذا الفهم وتجعله توقيعا لك حتى يهابك أهل التفسير.
قولك حفظك الله تعالى: الحمد لله إذ لم تكن؛ إذن لأوجعك الله؛ فإنّك إنّما تضع نفسك حاكماً بأمره سبحانه؛ وتدّعي احتكار القطع في المسائل من غير وحي؛ وأنا أعتقد جازماً أنّ الوحي قد انقطع بعد موت حبيبنا صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله.
فدع عنك نرجسيّتك -غفر الله لك- وهنيئاً للعلمانيّين أمنيتك! هذا الكلام يدل على أنك لم تنه عن خلق وأتيت مثله؛ بل يدل على تواضعك الجم، وعلى أن دعاءك مستجاب، فقد رزقت ما دعوت به من حسن الخلق والجدال بالتي هي أحسن، وهذا ما عودتنا عليه أنت وأصحاب الإعجاز، ومن يكذب في ذلك فعليه بمراجعة مواضيع الإعجاز العددي وغيره ..
واعذرني على مجاوزتي الحد؛ فأمثالكم منارة يهتدى بها، وطود شامخ في العلم يستفاد منه، وخاصة في التفسير، وبالأخص ما قدمت منه في هذه المداخلة.
فاغفر لي زلتي.
¥