تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

23خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَةٌ** تَطِسُ الإِكامَ بوَخْدِ خُفِّ ميثمِ/ خطر البعير بذنبه: يخطر خطرا وخطرانا إذا شال به، الزيف: التبخير، والفعل زاف يزيف، الوطس والوثم: الكسر يقول: هي رافعة ذنبها في سيرها مرحا ونشاطا بعدما سارت الليل كله متبخترة تكسر الإكام بخفها الكثير الكسر للاشياء. ويروى: بذات خف، أي برجل ذات خف، ويروى: بوخد خف. الوخد والوخدان: السير السريع، الميثم: للمبالغة كأنه آلة الوثم، كما يقال: رجل مسعر حرب، وفرس مسح، كأن الرجل آلة السعر الحروب والفرس آلة لسح الجري

24وكَأَنَّما تَطِسُ الإِكامَ عَشيَّةً بقَرِيبِ بَيْنَ الَمنْسِمَيْنِ مُصَلَّمِ/ المصلم: من أوصاف الظليم لأنه لا أذن له، والصل الاستئصال، كأن أذنه استؤصلت يقول: كأنما تكسر الإكام لشدة وطئها عشية بعد سرى الليل وسير النهار كظليم قرب ما بين منسميه ولا أذن له، شبهها في سرعة سيرها بعد سرى ليلة ووصل سير يوم به بسرعة سير الظليم، ولما شبهها في سرعة السير بالظليم أخذ في وصفه فقال: تأوي

25تَأْوِي لَهُ قُلْصُ الْنّعامِ كما أَوَتْ** حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ/ القلوص من الإبل والنعام: بمنزلة الجارية من الناس، والجمع قلص وقلائص، يقال: أوى يأوي أويا، أي انضم، ويوصل بالى يقال: أويت إليه، إنما وصلها باللام لأنه أراد تأوي إليه قلص له، الحزق، الجماعات والوحدة حزقة وكذلك الحزيقة، والجمع حزيق وحزائق، الطمطم: الذي لا يفصح، أي العي الذي لا يفصح، وأراد بالأعجم الحبشي يقول: تأوي إلى هذا الظليم صغائر النعام كما تأوي الإبل اليمانية إلى راع أعجم عيي لا يفصح، شبه الشاعر الظليم في سواده بهذا الراعي الحبشي، وقلص النعام بإبل يمانية لأن السواد في إبل اليمانيين أكثر، وشبه أويها إليه بأوي الإبل إلى راعيها، ووصفه بالعي والعجمة لأن الظليم لا نطق له

26يَتْبَعْنَ فُلَّةَ رَأْسِهِ وكَأنَّةُ** حِدْجٌ على نَعْشٍ لُهنَّ مُخَيَّمِ/ قلة الرأس: أعلاه، الحدج: مركب من مراكب النساء، النعش: الشيء المرفوع، والنعش بمعنى النعوش، المخيم: المجعول خيمة يقول: تتبع هؤلاء النعام أعلى رأس هذا الظليم، أي جعلته نصب أعينها لا تنحرف عنه، ثم شبه خلقه بمركب من مراكب النساء جعل كالخيمة فوق مكان مرتفع

27صَعْلٍ يَعُودُ بذي الْعُشَيْرَةِ بَيْضَهُ** كالعبْدِ ذي اّلفَرْوِ الْطويل الأصْلَمِ/ الصعل والأصعل: الصغير الرأس، يعود: يتعهد، الأصلم: الذي لا أذن له، شبه الظليم بعبد لبس فروا طويلا ولا أذن له لأنه لا أذن للنعام، وشرط الفرو الطويل ليشبه جناحيه، وشرط العبد لسواد الظليم، وعبيد العرب السودان، ذو الشعيرة: موضع ثم رجع إلى وصف ناقته فقال: شربت

28شَرِبتْ بماءِ الدُّحْرُ ضَيْنِ فأَصْبَحتْ** زَوْرَاءَ تَنْفِرُ عنْ حِيَاضِ الدَّيْلَمِ/ الزور: الميل، والفعل ازور يزور، والنعت أزور، والأنثى زوراء، والجمع زور، مياه الديلم: مياه معروفة، وقيل: العرب تسمي الأعداء ديلما لأن الديلم صنف من أعدائها يقول: شربت هذه الناقة من مياه هذا الموضع فأصبحت مائلة نافرة عن مياه الأعداء، والباء في قوله بماء الدحرضين زائدة عند البصريين كزيادتها في قوله تعالى: "ألم يعلم بأن الله يرى "

29وكَأَنَّما تَنْأَى بجانِبِ دَفَّهَا الْـ** وَحْشِيِّ منْ هَزِجِ الْعشِيِّ مُؤَوَّمِ/ الدف: الجنب، الجانب الوحشي: اليمين، وسمي وحشيا لأنه لا يركب من ذلك الجانب ولا ينزل، الهزج: الصوت، والفعل هزج يهزج، والنعت هزج، المؤوم: القبيح الرأس العظيمة، قوله: من هزج العشي، أي من خوف هزج العشي فحذف المضاف، والباء في قوله بجانب دفها للتعدية. يقول: كأن هذه الناقة تبعد وتنحي الجانب الأيمن منها من خوف هر عظيم الرأس قبيحة، وجعله هزج العشي لأنهم إذا تعشوا فانه يصيح على هذا الطعام ليطعم. يصف الشاعر هذه الناقة بالنشاط في السير وأنها لا تستقيم في سيرها نشاطا ومرحا فكأنها تنحي جانبها الأيمن خوف خدش سنور إياه وقيل: بل أراد أنها تنحيه وتبعده مخافة الضرب بالسوط فكأنها تخاف خدش سنور جانبها الأيمن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير