تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الرجراجي وشرحه على نظم الخراز (تنبيه العطشان).]

ـ[محمد سالم حرشة]ــــــــ[29 - 08 - 2006, 07:48 م]ـ

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

العلوم تشرف بشرفها، وعلم الرسم من أشرف العلوم لأنه يتعلق بالقرآن الكريم فقد حظي القرآن الكريم في تنزلاته الأولى إلى جانب حفظ القلوب بتدوين الأقلام، وأن الكتابة لم تنفك أبدا عن الحفظ بل سارت معه جنبا إلى جنب في سائر ظروف التنزيل ومختلف أطواره ومراحله على الرَّغم من قلة مواد الكتابة، وندرة وسائلها آنئذ، ثم توالت كتابة القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم في عهد عثمان بن عفانَ رضي الله عنه أيضا.

وما زال القرآن ينتقل من جيل إلى جيل بصورة وحيدة فريدة متعارفٍ عليها، تعتمد على المحفوظ في الصدور والمدون في السطور، وهذا شيء لم يتوافر لأي كتاب سماوي آخر.

وقد فطن علماؤنا الأجلاء إلى هذه الحقيقة الساطعة حين جعلوا إلى جانب الحفظ عنصر الكتابة ضابطا من ضوابط القراءة الصحيحة.

ولارتباط القراءة بخط المصاحف تتبع القراء هجاء المصاحف، وتركوا سائر القراءات التي تخالف الكتاب.

وحينئذ لاحظ علماء القراءات هيئة هذا الرسم، وخاصة تلك الحروفُ التي تميزت بزيادة أو حذف أو بدل.

ومما يزيد في أهمية معرفة هجاء المصاحف بيان معرفة اختلاف القراء في بعض الأحرف. ولن يتسنى لقارئ القرآن معرفة بعض الأحرف التي اختلف فيها القراء إلا بعد معرفة رسم هذه الأحرف. وهو باب مهمٌ في القراءة، ولذلك نجدُ الكتب المؤلفة في القراءات خصت فيها بابا لذكر مرسوم المصاحف.

لهذا فقد حاولت في هذا البحث المتواضع أن أعرف بعلم من أعلام القرن التاسع الذين اهتموا بالتأليف في علم الرسم وغيرها، وهو حسين بن علي بن طلحة الرجراجي الشوشاوي، وعرفت بأغلب مؤلفاته المطبوعة والمخطوطة، فرغم مؤلفاته القيمة، فلم تحظ هذه الشخصية بالدراسة المطلوبة، لذا أحببت أن ألقي الضوء على جوانب من هذه الشخصية، لعلها تكون بداية لدراسة أفضل عن هؤلاء الأعلام الذين خدموا العلم.

قسمت البحث إلى فصلين:

جعلت الفصل في مبحثين، تحدثت في المبحث الأول عن العصر الذي عاش فيه الشوشاوي في المغرب الأقصى بصفة عامة، وفي منطقة السوس بصفة خاصة،وخصصت المبحث الثاني للحديث عن حياته، وقد شملت: اسمه ونسبه، ونشأته وتعلمه، وشيوخه وتلاميذه، ومكانته بين العلماء، وآثاره العلمية، ووفاته.

أما الفصل الثاني، فقد جاء في مبحثين، ذكرت في المبحث الأول مؤلفاته التي وقفت عليها مطبوعة أو مخطوطة، وعرفت بها بشكل عام، ودرست في المبحث الثاني أحد مؤلفاته كنموذج، لبيان أسلوب هذا العالم وغزارة علمه.

هذا مجمل ما قمت في إعداد هذا البحث، الذي أرجو من الله العلي القدير، أن أكون قد وفقت في إخراجه على الصورة المطلوبة، وأرجو أن يستفيد منه كل من يقرأه.

وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيبُ

الباحث: محمد سالم حرشة

ليبيا بتاريخ 28 – 8 - 2006

الفصل الأول

عصر الشوشاوي وحياته

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: عصر الشارح.

المبحث الثاني: حياته، وفيها:

1 - اسمه ونسبه.

2 - نشأته وتعلمه.

3 - شيوخه وتلاميذه.

4 - مكانته العلمية وثناء العلماء عليه.

5 - آثاره العلمية.

6 - وفاته.

المبحث الأول: عصر الشوشاوي

كلّ القرائن تدلّ على أن الشوشاوي ولد في مستهلّ القرن التاسع الهجري، باعتبار أن أحد مؤلفاته كانت سنة 842 هـ (1).

وعلى هذا يمكن القول: بأن الشوشاوي عاصر نهاية الدولة المرينيّة وبداية الدولة الوطاسية، التي شهدت تدهورا وتخلفا لم تكن عليه في بداية الدولة المرينيّة.

فقد أصبح للوزراء نفوذ على السلاطين، وأصبحت السلطة الحقيقية بأيديهم، يتصرفون فيها كيف ما يشاءون، من ذلك: عزلهم القضاة والولاة، وجعل مكانهم من هو أقلّ منهم شأنا، مما عرّض الأمة الإسلامية للضعف والمهانة (2).

كما بدأ الاعتداء البرتغالي والأسباني على سواحل المغرب سنة 803 هـ، منها غزو مدينة تطوان، والاستيلاء على مدينة سبتة سنة 818 هـ (3).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير