تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

30هِرِّ جَنِيبٍ كُلمّا عَطَفَتْ لَهُ** غَضْبَى اتَّقَاهَا باليَدَيْنِ وَبالفَمِ/ هر: بدل من هزج العشي، جنيب: أي مجنوب إليها أي مقود، أتقاها: أي استقبلها يقول: تتنحى وتتباعد من خوف سنور كلما انصرفت الناقة غضبى لتعقره استقبلها الهر بالخدش بيده والعض بفمه، يقول: كلما أمالت رأسها إليه زادها خدشا وعضا

31بَرَكَتْ على جَنْبِ الرّداع كأنَّما** بَرَكتْ على قَصَبٍ أجَشَّ مُهَضَّمِ/ رداع: موضع، أجش: له صوت. مهضم أي مكسر يقول: كأنما بركت هذه الناقة وقت بروكها على جنب الرداع على قصب مكسر له صوت، شبه أنينها من كلالها بصوت القصب المكسر عند بروكها عليه، وقيل: بل شبه صوت تكسر الطين اليابس الذي نضب عنه الماء بصوت تكسر القصب

32وكأنَّ رُبَّاً أَو كُحَيْلاً مُعْقَداً** حَشَّ الْوَقُودُ بهِ جَواِنبَ قُمقُمِ/الرب: الطلا، الكحيل: القطران، عقدت الدواء: أغليته حتى خثر، حش النار يحشها حشا: أوقدها، الوقود: الحطب، والوقود، بضم الواو، الإيقاد. شبه العرق السائل من رأسها وعنقها برب أو قطران جعل في قمقم أوقدت عليها النار فهو يترشح به عند الغليان، وعرق الإبل أسود لذلك شبهه بهما وشبه رأسها بالقمقم في الصلابة، وتقدير البيت: وكأن رب أو كحيلا حش الوقود باغلائه في جوانب قمقم عرقها الذي يترشح منها

33يَنْبَاع مِنْ ذِفْرَى غضوبٍ جَسْرَةٍ** زَيَّافَةٍ مِثْلَ الْفَنِيقِ الُمكْدَمِ/ أراد ينبع فأشبع الفتحة لإقامة الوزن فتولدت من أشباعها ألف، ومثله قول إبراهيم بن هرمة بن حرث: (ما سلكوا أذنو فانظروا) أراد فانظر فأشبعت الضمة فتولدت من إشباعها واو، ومثله قوله آمين والأصل أمين، فأشبعت الفتحة فتولدت من اشباعها ألف، يدلك عليه أنه ليس في كلام العرب اسم جاء على فاعيل، وهذه اللفظة عربية بالإجماع، ومنهم من جعله ينفعل من البوع وهو طي المسافة. الذفرى: ما خلف الأذن، الجسرة: الناقة الموثقة الخلق، الزيف: التبخير، والفعل زاف يزيف، الفنيق: الفحل من الإبل يقول: ينبع هذا العرق من خلف أذن ناقة غضوب موثقة الخلق شديدة التبخير في سيرها مثل فحل من الإبل قد كدمته الفحول، شبهها بالفحل في تخترها ووثاقة خلقها وضخمها

34إِنْ تُغْدِفي دُوني الْقِناعَ فإِنَّنِي** طَب بأخْذِ الْفَارِسِ الُمستَلْئِمِ/ الاغداف: الإرخاء، طب: حاذق عالم، استلأم: لبس اللامة يقول مخاطبا عشيقته: إن ترخي وترسلي دوني القناع، أي تستري عني، فإني حاذق بأخذ الفرسان الدارعين، أي لا ينبغي لك أن تزهدي في مع نجدتي وبأسي وشدة مراسي، وقيل: بل معناه إذا لم أعجز عن صيد الفرسان الدارعين فكيف أعجز عن صيد أمثالك

35أَثْنِي عَلَيَّ بما عَلِمْتِ فَإِنَّني** سَمْحٌ مُخَالَقَتي إِذا لَمْ أُظْلَمِ/ المخالفة: مفاعلة من الخلق يقول: أثني علي أيتها الحبيبة بما علمت من مجامدي ومناقبي فإني سهل الخالطة والخالقة إذا لم يهضم حقي ولم يبخس حظي

36وَإِذَا ظُلِمْتُ فَإِنَّ ظُلْمِي بَاسِلٌ** مُرٌّ مَذَاقَتُهُ كَطَعْمِ الْعَلْقَمِ/ باسل: كريه، ورجل باسل شجاع، والبسالة الشجاعة يقول: إذا ظلمت وجدت ظلمي كريها مرا كطعم العلقم، أي تجاه من ظلمني وعاقبته عقابا بالغا يكرهه كما يكره طعم العلقم من ذاقه

37ولَقَدْ شَرِبْتُ مِنَ الُمدَامةِ بِعدمَا** رَكَدَ الَهواجِرُ بالَمشُوفِ الُمْعَلمِ/ ركد: سكن، الهواجر: جمع الهاجرة وهي أشد الأوقات حرا، المشوف: المجلو، المدام والمدامة: الخمر، سميت بها لأنها أديمت في دنها يقول: ولقد شربت من الخمر بعد اشتداد حر الهواجر وسكونه بالدينار المجلو المنقوش، يريد أنه اشترى الخمر فشربها، والعرب تفتخر بشرب الخمر والقمار، لأنهما دلائل الجود عندها. قوله: بالمشوف، أي بالدينار المشوف، فحذف الموصوف، ومنهم من جعله من صفة القدح وقال: أراد بالقدح المشوف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير