57يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلّتْ لَهُ** حَرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْرُمِ/ ما صلة زائدة، الشاة: كناية عن المرأة يقول: يا هؤلاء أشهدوا شاة قنص لمن حلت له فتعجبوا من حسنها وجمالها فإنها قد حازت أتم الجمال، والمعنى: هي حسناء جميلة مقنع لمن كلف بها وشغف بحبها، ولكنها حرمت علي وليتها لم تحرم على، أي ليت أبي لم يتزوجها، وقيل: أراد بذلك أنها حرمت عليها باشتباك الحرب بين قبيلتيهما ثم تمنى بقاء الصلح
58فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فقُلْتُ لها اذْهَبي** فَتَجَسَّسي أَخْبَارَهَا ليَ وَاعْلَمِي/ يقول: فبعثت جاريتي لتتعرف أحوالها لي
59قاَلتْ رَأَيْتُ مِنَ الأَعادِي غِرَّةً** وَالشَّاةُ مُمْكِنَ~ لِمنْ هُوَ مُرْتَمِ/ الغرة: الغفلة، رجل غر غافل لم يجرب الأمور يقول: فقالت جاريتي، لما أنصرفت لي: صادفت الأعادي غافلين عنها ورمي الشاة ممكن لمن راد أن يرتميها، يريد أن زيارتها ممكنة لطالبها لغفلة الرقباء والقرناء عنها
60وكأَنّما الْتَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايَةٍ** رَشَا منَ الْغِزْلانِ حُرٍّ أَرْثَمِ/ الجداية: ولد الظبية، والجمع الجدايا، الرشأ: الذي قوي من أولاد الظباء، والغزلان جمع الغزال، الحر من كل شيء: خالصة وجيدة، الأرثم: الذي في شفته العليا وأنفه بياض يقول: كأن التفاتها إلينا في نظرها التفات ولد ظبية هذه صفته في نظره
61نُبِّئْتُ عمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتي** وَالْكُفْرُ مَخَبَثَةٌ لِنَفْسِ الُمْنعِمِ/ التنبئة والتنبيئ: مثل الإنباء، هذه من سبعة أفعال تتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، وهي: أعلمت وأريت وأنبأت ونبأت وأخبرت وخبرت وحدثت، وإنما تعدت الخمسة التي هي غير أعلمت وأريت إلى ثلاثة مفاعيل لتضمنها معنى أعلمت يقول: أعلمت أن عمرا لا يشكر ننعمتي، وكفران النعمة ينفر نفس المنعم عن الإنعام: فالتاء في نبئت هو المفعول الأول قد أقيم مقام الفاعل وأسند الفعل إليه، وعمرا هو المفعول الثاني، وغير هو المفعول الثالث
62وَلَقَدْ حَفِظتُ وَصَاةَ عِّميَ بالضُّحى** إِذ تقلِصُ الشفَتَانِ عن وَضَحِ الْفَمِ/ الوصاة والوصية شيء واحد، وضح الفم: الاسنان، القلوص: التشنج والقصر يقول: ولقد حفظت وصية عمي إياي باقتحامي القتال ومناجزتي الأبطال في أشد أحوال الحرب، وهي حال تقلص الشفاه عن الأسنان من شدة كلوح الأبطال والكماة فرقا من القتل
63في حَوْمَةِ اَلجرْبِ الّتي لا تشْتَكي** غَمراتِهَا الأبْطالُ غَيْرَ تَغَمْغُمِ/ حومة الحرب:معظمها وهي حيث تحوم الحرب أي تدور، وغمرات الحرب: شدائدها التي تغمر أصحابها، أى تغلب قلوبهم وعقولهم، التغمغم: صياح ولجب لا يفهم منه شئ يقول: ولقد حفظت وصية عمي في حومة الحرب التي لا تشكوها الابطال إلا بجلبة وصياح
64إِذْ يَتَّفُونَ بَي الأَسِنَّةَ لم أخِمْ** عنها وَلكِنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمي/ الاتقاء: الحجز بين الشيئين، يقول: اتقيت العدو بترسي، أي جعلت الترس حاجزا بيني وبين العدو، الخيم: الجبن، المقدم: موضع الإقدام، وقد يكون الإقدام في غير هذا الموضع يقول: حين جعلني أصحابي حاجزا بينهم وبين أسنة أعدائهم، أي قدموني وجعلوني في نحور أعدائهم، لم أجبن عن أسنتهم ولم أتأخر ولكن قد تضايق موضع اقدامي فتعذر التقدم فتأخرت لذلك
65لمّا رَأَيْتُ الْقوْمَ أَقْبَلَ جَمْعُهمْ** يَتَذامَرُونَ كَرَرْتُ غيرَ مُذَّممِ/ التذامر: تفاعل من الذمر وهو الحض على القتال يقول: لما رأيت جمع الأعداء قد أقبلوا نحونا يحض بعضهم بعضا على قتالنا عطفت عليهم لقتالهم غير مذمم، أي محمود القتال غير مذمومة
66يَدُعونَ عَنْتَرَ وَالرِّماحُ كأنّها** أَشْطانُ بئْرٍ في لَبَانٍ الادْهَمِ/ الشطن: الحبل الذي يستقى به و، والجمع الاشطان، اللبان: الصدر. يقول: كانوا يدعونني في حال إصابة رماح الاعداء صدر فرسي ودخولها فيه، ثم شبهها في طولها بالحبال التي يستقى بها من الآبار
67ما زِلْتُ أَرْمِيهمْ بثُغْرَةِ نَحْرِهِ** وَلَبَانِهِ حتى تَسَرْ َبَل بالدَّمِ/ الثغرة: الثقب في أعلى النحر، والجمع الثغر يقول: لم أزل أرمي الاعداء بنحر فرسي حتى جرح وتلطخ بالدم وصار الدم له بمنزلة السربال، أي عم جسده عموم السربال جسد لابسه
¥