وفي الختام اسمح لي أخي الفاضل أن أسألك: هل في كلام العرب (دور) بالمعنى الذي استعملت؟ وألا تكسر همزة إن في نحو قولك:"ولكن الحقيقة تقول أيضا أن سبب000 "؟ أفدني أفادك الله، ودعنا نعلم قبل أن نعمل.
ـ[فصيحويه]ــــــــ[29 - 06 - 2007, 01:18 م]ـ
أخي الكريم فصيحويه، بعد السلام،يبدو لي أنك لا تدري ما الدراسات النحوية واللغوية وما مهمتها وما فائدتها؟ ما هذا الخلط؟ ما اقترحته على الأخت جمانة موضوعات تربوية لا صلة لها ببحوث النحو في جامعاتنا العربية، ولو كان الأمر كما تتصور لوجب إغلاق باب البحث في النحو والصرف وفقه اللغة، ولكن حقيقة الأمر على غير ما يبدو لك في ما يبدو لي.
يسعدني أن أخبرك أني متخرج في جامعة الإمام في كلية اللغة العربية بالتحديد، ولذلك أنا ولله الحمد – على غير ما بدا لك - لدي بعض الاطلاع على الدراسات النحوية واللغوية منذ أن كنت طالبا.
وما فائدة تلك البحوث المفضلة لديك؟ ما أكثرها في جامعاتنا منذ وقت طويل! ولكن ما أثرها على حياتنا اللغوية؟ ألا ترى أنها مجرد كلام في كلام والسلام؟
في الحقيقة لا أدري هل تسأل وتطلب مني الإجابة، أم تسأل وتجيب على نفسك. أرجو أن تهدأ قليلا.
إجابتي هي: لا. لا أرى أنها مجرد كلام في كلام والسلام.
إن في قديمنا جديدا كثيرا، وعذرك أنك لا تعرفه، وهنالك من يعرفه ويعرف فائدته العظيمة وأثره الكبير على حياتنا اللغوية في الحاضر والمستقبل، فما زال تراثنا النحوي واللغوي ميدانا بكرا ومجالا خصبا للبحوث والدراسات العميقة؛ لاستخراج الدرر والكنوز التي تركها لنا سلفنا الصالح من النحاة واللغويين الذين يسعدهم بعث جهودهم والإفادة منها، فالإهمال هو الذي يقطع قلوبهم لا العكس كما ترى.
يؤسفني أنك لم تفهم المقصود من كلامي.
أولا: لم أدع إلى إهمال جهود النحويين واللغويين.
ثانيا: لم أقل إننا استنزفنا التراث النحوي أو اللغوي.
ثالثا رأيي هو: إذا لم تكن دراستنا للتراث تتضمن إضافة أو تطوير أو تطبيق على وضعنا الحالي فأنا أدعو إلى الحد منها. يجب علينا وجوبا أن نتجه إلى التطبيق. وضعنا الحالي لا يحتمل أن نستمر في دراسة ماذا قال سيبويه وماذا قال الكسائي. إلى متى نظل ندرس النحو في القرن الثاني والرابع؟ ومن يهتم بقرننا هذا إذا كان الكل منصرفا أو مغمضا عينيه عن مشكلات المجتمع اللغوية؟ هل من العدل أن نولي هذه المشكلات ظهورنا ونتجه للتركيز على ما قاله الأخفش؟ لو أن بيدي من الأمر شيء لمنعت البحوث النظرية وألزمت جميع الباحثين في مرحلة الماجستير على الأقل أن يقدموا بحوث تطبيقية. أنت في السودان ينبغي أن تدرس الظواهر أو المشكلات اللغوية عندكم وتسعى إلى تقديم حلول لها. أنا في ميدان علم اللغة التطبيقي محتاج إلى نحويين همهم أن ينظروا بصدق إلى الواقع ويساهموا في حله. لن أستفيد ولن تستفيد الأجيال الحالية وحتى القادمة من ترديد خلاف عقيم في مسألة نحوية. باختصار دراسة الماضي ينبغي أن يستفاد منها لمعالجة الأوضاع الحالية.
دعوني أضرب لكم مثالا: بطاقات الائتمان لم تكن موجودة بوضعها الحالي في عصر رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم -، ولكن لأن ديننا صالح لكل زمان ومكان، ولأن الله قيض لهذه الأمة من يعمل لها ويرشد المسلمين في أمور دينهم ودنياهم فالعلماء اليوم يدرسون الآيات والأحاديث وأقوال الصحابة والسلف ليستفيدوا منها في التطبيق على مستجدات العصر.
بالنسبة للغة العربية يجب أن نقول للباحثين كفى ثم كفى ثم كفى. إذا لم تدرس الماضي لنستفيد من دراستك ونطبقها في الحاضر .. إذا لم تدرس النحو في العصور المتقدمة لتعالج مشكلاتنا النحوية فلسنا بحاجة إلى زيادة أوراق في المكتبات قد لا تفيد القارئ أو الباحث فائدة كبيرة.
كنت أراك محقا في إنكارك على أحد الإخوة دعوته إلى ترك البحث في اللغويات الحديثة؛ لأنها لا فائدة منها للغة العربية في رأيه،فإذا بك ترتكب في حق النحو والصرف وفقه اللغة ما أنكرته عليه! لا تنه عن خلق وتأتي مثله000.
غير صحيح. أتمنى أن تفهم الهدف من كلامي.
والأخت سألت عن موضوع في النحو لا في المشكلات التربوية ولا في اللغويات الحديثة، وبينت ميولها البحثية، فهل نجبرها على تغييرها إلى ميولك؟
لم أجبرها. كنت أطرح وجهة نظري قد تقبلها وقد ترفضها.
كل الذي أرجوه منك أن تبحث في ما تراه مفيدا لك وللغتك وأمتك ودينك، فتفيد الجميع في تخصصك إن شاء الله،وتترك غيرك ليفعل ذلك في تخصصه الذي اختاره لنفسه، و: ستعلم إذ ينجلي الغبار* أفرس تحتك أم حمار
أظنني أفعل ذلك
وفي الختام اسمح لي أخي الفاضل أن أسألك: هل في كلام العرب (دور) بالمعنى الذي استعملت؟
لا أدري لعلك تفيدني. أنا أقصد دور بمعنى مكانة.
وألا تكسر همزة إن في نحو قولك:"ولكن الحقيقة تقول أيضا أن سبب000 "؟ أفدني أفادك الله، ودعنا نعلم قبل أن نعمل.
شكرا لك. أود فقط أن أعرف على أي شيء عطفت (وألا تكسر)؟!!!
سعدت بالنقاش معك.
أشكرك شكرا جزيلا.
¥