ان طبيعة هذه (المجتمعات) من ناحية التقائها والاهداف التي تجمعها والغايات التي تهدف اليها، تجري عن طريق الاتصال عبر شبكة الانترنت العالمية ( www = ً World Wide Web) وبامكان الشخص ان يلتقي اناسا من مختلف بلدان العالم وهو يجلس في بيته خلف جهاز الكومبيوتر الذي يملكه، وهذا يتيح له حرية الحركة والطرح والتعبير عما يجول في نفسه بحرية تامة بعيدا عن العوائق التي تفرضها التابوات الاجتماعية والثقافية والسياسية المختلفة. وبهذا فهو يعطي نسبة كبيرة من المصداقية لبيانات البحث التي تستحصل.
وفي برامج الدردشة او (البالتوك)، يمكن للباحث ان يفتح غرفة دردشة ( chat room) ويلتقي فيها بالمبحوثين كما لو انه يلتقيهم وجها لوجه. وفي برنامج مسنجر ( messenger) يمكن للباحث ان يلتقي المبحوث صوتا وصورة ان شاء، او ان يرسل استمارات الاستبيان الى المبحوثين عبر وسائل الاتصال غير المكلفة مثل البريد الالكتروني (الايميل).
هذا ومن التجارب التي يمكن عدها رائدة باستخدام هذه التقنيات، هي الدراسة التي أعدها د. فيلب كورزني ( Felpe Korzenny)، الرئيس والمدير التنفيذي لمركز بحوث التسوق والاتصال للآسيويين والهسبانك، بلمونت- كاليفورنيا. وقد عد الغرض الرئيسي الذي تقوم عليه هذه الدراسة هو تقديم نتائج مسح بالايميل اجري مع الاميركان الهسبانك. والهدف من البحث هو فهم العناصر الرئيسية التي يتم تبنيها من قبل الهسبانك في سبيل الاندماج الثقافي مع الثقافة الأميركية. وتم تصميم البحث لغرض الحصول على تصورات من الهسبانك الاميركان فيما يتعلق بتجربة تثاقفهم أو تمثلهم في أميركا. وقد تمت مراسلة حوالي 3000 مستجوب عبر البريد الالكتروني (ايميل) وهؤلاء هم ممن يحملون الألقاب الهسبانكية المدرجة في 11 دليل على شبكة الانترنت. [9]
وكما يلاحظ هنا فان الباحث قد لجأ الى عدد من ادلة (دليل) الانترنت التي تتضمن اعدادا من العناوين، وبحث عن كل اسم ينتمي (او هكذا خمن الباحث) الى الثقافة الهسبنكية. وتمت مراسلتهم ودون سابق انذار.
كما انه بالامكان وضع استمارات استبيان الكترونية في مواقع الانترنت وذلك لغرض استطلاعات الراي او الاستفتاءات او اجراء البحوث والدراسات العلمية. وخشية من عملية تكرار ملئ الاستمارة فان هناك تقنيات عالية لا تسمح بتكرار ملئ الاستمارة مرة اخرى الا من جهاز الكتروني او خط اشتراك آخر.
وبامكان الباحث ان يجول على مكتبات رقمية وافتراضية على شبكة الانترنت وان يقلب صفحات كتب وبحوث ومقالات عديدة. وبمجرد كتابة اسم الموضوع او المؤلف الذي تبحث عنه سيتسنى لك الاطلاع على ما منشور حوله في الشبكة وبمقدار تيسره. وبامكان الباحث الحصول على صفحات تؤشر بلون متميز الكلمات التي طلبها ضمن النصوص التي وردت فيها. حيث توفر التقنية الحديثة من خلال توظيف شبكة الانترنت نصوصا لكتب صوتية (اي مسجلة بالصوت) او حتى بالصورة من خلال افلام فيديوية موضوعة على الشبكة ويمكن للباحث ان يسمع ويشاهد ويقرأ مرة واحدة من خلال بعض الشروحات او النصوص المصاحبة.
محركات البحث ( search engines) والبحث العلمي:
إذا كانت تقنية شبكة الانترنت تعد إعجازا في قاموس معجزات البشرية المعاصرة، فان محركات البحث على شبكة الانترنت تعتبر بمثابة معجزة حقيقية داخل هذه المعجزة.
ومحركات البحث التي هي عبارة عن برامج على الشبكة العالمية، تعمل بمثابة دليل أو (موظف مكتبة)، يستطيع أن يعطيك الإجابة السريعة على العنوان الذي تبحث عنه من خلال كتابة كلمة أو عدة كلمات (مفتاحية) لهذا الموضوع، من ناحية احتمال كونه موجودا أم لا. وإذا كان العنوان موجودا فانه سوف يعطيك تفاصيله ويمكنك منه.
ويعد محرك البحث غوغل ( Google) الذي أنشأه طالبان أمريكيان عام 1998، أشهر محركات البحث التي تقدم هذه الخدمات ويسعى جاهدا للسبق والتنوع فيها. وقد طرح العديد من الخدمات المنوعة منها، "خدمة البحث عبر الهاتف الجوال ( mobile) للمستخدمين في الولايات المتحدة Google SMS وسيتم إطلاق الخدمة في باقي دول العالم في مراحل لاحقة، ويمكن للمستخدم كتابة عبارة البحث وإرسالها بالهاتف الجوال على شكل نص، وتبرز مزايا الخدمة على الموقع. ويحصل المستخدم على نتائج البحث بعد إرسال رسالة نص قصيرة. وعند طباعة كلمة مساعدة ( help) وإرسالها إلى
¥