أمّا سؤالك عن منهج المعجميين في الاستشهاد بالشعر؛ الذي تحاولين كشفه,
والتأمّل في نصوصهم لوصفه, فباري القوس في مثله هو أخي الحبيب الدكتور
سليمان خاطر؛ الذي يغيب عن المنتدى لبعض شغول ٍأرجو ألا تطول,
و مثله في ذلك أخي اللبيب الدكتور علي السعود,
فهما فارسا هذا الميدان في الفصيح, وفقهما الله وأعانهما ,
وإلى أن يرد أحدهما عليك فهذه ملاحظات واقتراحات أرجو أن تفيدك:
1 - الغرض الرئيس من الشواهد الشعرية في أكثر المعاجم العربية هو كشف
المعنى , محل البيان. ولكن سلفنا من اللغويين الحذاق كانوا ينظرون إلى
اللغة بوصفها بناءً واحدا, فلا يُخلصون القول في فنٍ دون فن , ولهذا وجدنا
في مصنفاتهم عناية بغير واحدٍ من علوم العربية, حتى ساغ أن نرى بحثًا
يتناول " المباحث الصرفية في معجم العين " وآخر يرصد " القضايا
النحوية في تهذيب اللغة" ونحو ذلك, فلو كانت وجهتك إلى كشف هذا المنهج
الكلي في بحث اللغة, الذي يرى فيه المعجميون ـ بعينٍ ثاقبة ـ اللغة في صورتها
الكلية التي يرفد بعضها بعضا, فلا يسوغ معه النظر في الدلالة المعجمية دون
النظر في دلالة التركيب والسياق, إذ كانوا يرون اللغة كلها جسدًا واحدًا
؛يعمل بعضه في بعض, و لا تستقل فيه علوم العربية وفروعها بعضها عن
بعض إلا في الدرس والشرح والبيان!
2 - أقترح أن تقصري بحثك على معجمٍ واحدٍ فقط؛ فالبحث في أكثر من
معجم قد يشتت ذهنك في هذه المرحلة (الماجستير) , إلا إذا اخترتِ وجهًا من وجوه الاستشهاد أو بابًا من أبواب النظر في شواهد الشعر , فيمكن عندئذ الموازنة بين معجمين فأكثر.
3 - ليكن اختيارك للمعجم وللقضية محل الدرس ـ بعد قراءة واسعة في تاريخ
المعاجم ومناهج مؤلفيها من جهة, وفي المعاجم نفسها من جهة أخرى,
وأقترح أن تكون قراءة المعاجم قبل قراءة تاريخها لئلا تقرئي فيها بوحيٍ
من غيرك!
4 - لو نقلت سؤالك إلى نافذة استشارات الرسائل العلمية في اللغة والنحو والصرف؛ لكان أقرب إلى نظر الزميلين الكريمين.
و الوقت لا يسعف؛ فعذرا.
وفقك الله وأعانك.
ـ[لا تكرب ولك رب]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 08:42 ص]ـ
د/ شوارد وصلني طيّب ردك لكن ما أشغني عن الرد عليه أني بت أقلب النظر في قولك:
(فلو كانت وجهتك إلى كشف هذا المنهج
الكلي في بحث اللغة, الذي يرى فيه المعجميون ـ بعينٍ ثاقبة ـ اللغة في صورتها
الكلية التي يرفد بعضها بعضا, فلا يسوغ معه النظر في الدلالة المعجمية دون
النظر في دلالة التركيب والسياق)
فهل قصدت بذلك أن أدرس المعنى من خلال سياقه الذي يعرض فيه (المحيط الذي يقع فيه) والذي لا يمكن فصله عنه؟
وإن كان هذا قصدك فهلا أوضحت لي كيف سيكون هذا في تتبعي لشواهد الصحاح مثلا , لأن نوعا من الغموض اعتراني فأنا أريد أن أبين كيف احتج المعجميون بهذه الشواهد فهل يلزمني تتبع سياق كل شاهد فيه أم ماذا؟
كما أود إخبارك بأن كشفي عن هذا المنهج سيكون في ضوء شواهد المعجم ـ أتنوعت بين الاستدلال على صحة قاعدة نحوية صرفية ... ـ وليس مما وجد من كتابات لصاحب المعجم تحدث فيها عن بعض قواعد النحو والصرف ...
ما أود الإفصاح عنه بأني سأستخلص المنهج من الشواهد نفسها لا من المعجم نفسه , فجل نظري سينصب على الشاهد؛ لذا وددت الاستزادة في إخباري بمزيد من الجوانب التي أدرسها في هذا الشاهد علما أني تتبعت فيه (الجوانب النحوية, والصرفية, والجانب الصوتي, واللهجات, والضرورات, أخصه صاحب المعجم بتوضيح كبيان علة أو قياس أو إجماع .. إلى غير ذلك)
فهل من مزيد أتتبعه؟ علما بأنه يراودني شعور بأن البحث لو اقتصر على هذا فلن أكون أتيت بجديد.
ولك مني د/ شوارد دعوات صادقة في ظهرالغيب وتحايا محملة بكل شكر وعرفان
ودمت موفقا هانئا.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[04 - 12 - 2007, 11:15 ص]ـ
سأعود إن شاء الله.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[14 - 12 - 2007, 01:40 ص]ـ
السلام عليكم
أهلا بك أختنا: لا تكرب ولك رب؛
وهذا جواب ما عنه سألت:
... فهل قصدت بذلك أن أدرس المعنى من خلال سياقه الذي يعرض فيه (المحيط الذي يقع فيه) والذي لا يمكن فصله عنه؟
¥