(ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضات الله) ولعل سمرة رأى في هذا الثمن ما لا يفي بتفسير منحرف لآية واحدة فكيف بآيتين؟! وراح معاوية يساومه, فزاده مائة الف أخرى ... وليست المئتا ألف سوى ثمن تحريف لتفسير آية واحدة ... فراحا يتساومان, حتى تمت الصفقة باربعمائة ألف درهم فروى سمرة ذلك) ().
4 - اتهامهم بمخالفة تعاليم النبي ?:
والتهمة الرابعة التي يكيلها بعض المتطرفين لصحابة رسول الله ? ورضي الله عنهم الذابين عن الدين الحنيف هي مخالفتهم لرسول الله ? وخذلانه والابتداع في دين الله بعد موته ? وإعانة الظالمين على تعطيل حدود الله.
ومن هذه المخالفات التي يفترونها, بيعة أبي بكر الصديق ? حيث يقول النباطي البياضي:
(ومنها أنه – أي عمر ? - أوجب على جميع الخلق إمامة أبي بكر, ودعا إليها, لا عن وحي من الله ولا خبر عن رسول الله ? , أتراه كان اعلم منهما بمصالح العباد, أو استناباه في نصب أبي بكر إماماً على البلاد, أم الأمة حكمته بنفسها, حتى قضى بذلك عليها فلزمها فساد أمرها) ().
(ومنها أنه – أي عمر ? - عطّل حدود الله لما شهدوا على المغيرة بن شعبة بالزنا فلقن الرابع وهو زياد بن سمية فتركها فحد الثلاثة) ().
ومن جملة ما يستدلون به على تخاذل الصحابة? عن أوامره? ما ذكر محمد آصف المحسني عن أبي بكر أحمد بن عبدالله الجوهري في كتابه السقيفة فقال: (إن رسول الله ? في مرض موته أمر أسامة ... فجعل يقول أنفذوا جيش أسامة, لعن الله من تخلف عنه وكرر ذلك ... وأما الأشخاص المتخلفون فكثيرون بينهم أكابر الأصحاب ولست أريد أن اذكرهم فإنهم معروفون! فيا أخي أين الملعون من العادل وأين المرتد من المسلم؟!) ().
بل إن بعض متطرفي الشيعة يرى أن إصرار النبي ? إنما هو احتيال لإخراج الصحابة ? ليخلو له الجو وتتم البيعة لعلي ? بهدوء, فاستمع إلى ما يقوله باقر شريف القريشي بهذا الصدد:
(والمتأمل في هذا الحادث الخطير يستنتج ما يلي:
1 - إن اهتمام النبي ? وآله بشأن إخراج القوم من يثرب ولعنه لمن تخلف من الالتحاق بجيش أسامة يدل بوضوح لا خفاء فيه على غايته المنشودة وهي إخلاء عاصمته من الحزب المعارض وتتم له الخلافة بهدوء وسلام.
2 - إن تخلف القوم عن الجيش وطعنهم في تأمير أسامة ما كان المقصود منه إلا الظفر بالسلطة والحكم وإحكام قواعد سياستهم فأنهم إذا انصرفوا إلى الغزو ونزحوا عن عاصمة الرسول فان الخلافة لا محالة لا محالة تفوت من أيديهم, ولا مجال لهم حينئذ إلى التمرد والخلاف.
3 - إن السبب في عدم تولية الرسول قيادة الجيش لذوي السن والموجهين من الصحابة إنما هو للاحتياط على مستقبل الأمة وصيانتها من الاضطراب والفتن من بعده , فأنه لو أسند القيادة إليهم لاتخذوها وسيلة إلى أحقيتهم بالخلافة ومطالبتهم بالحكم فسدّ رسول الله ? عليهم هذه النافذة لئلا يتصدع شمل الأمة ويضطرب أمنها) ().
4 - ويعلق محمد باقر البهبودي على قضية البيعة لأبي بكر فيقول: (وفي روايات أصحابنا عند تفسير قوله تعالى: ?أم أبرموا أمراً فإنا مبرمون? () أن ستة من المهاجرين والأنصار وهم أبو بكر وعمر ومعاذ بن جبل وسالم مولى حذيفة وأبو عبيدة بن الجراح عهدوا فيما بينهم وأبرموا عهدهم على أن يخرجوا سلطان محمد ? عن أهل بيته) ().
وأود أن أختم هذا المبحث بذكر نصين للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران وهو يتهم الصحابة? في أحدهما بعدم الانصياع لرسول الله ? ويتهمهم في النص الآخر بأنهم أبعدوا القرآن عن الساحة وعملوا على إقامة حكومات معادية للإسلام.
فقد قال في خطابه الذي ألقاه صباح يوم السبت 28/ 3/1987 في حسينية جامران عند استقباله لوزير الصحة ومجموعة من الأطباء ورؤساء الجامعات: (إن النبي ? لم يستطع أن يحقق ذلك (أي العدل) بالشكل الذي كان يريد وان كان بعض وعاظ السلاطين يقولون بأن فلاناً قال- يعني نفسه- أن النبي لم يستطع, نعم أنا أقول أن النبي لم يستطع وإن كان قد استطاع ذلك لما كان يوجد الآن وعاظ السلاطين, جميعنا يعرف أن الأوضاع كانت في عهد النبي بشكل كان فيه النبي أحياناً يمتنع عن قول الأحكام التي كان يريد قولها) ().
أما النص الآخر فهو ما ذكره في وصيته , إذ قال:
¥