رحبوا بالسكر وأهل السكر، رحبوا بالخنا وأهله بالربا وجمعه، رحبوا بالصوفية والدراويش، بأهل الرقص والسماع بأقطاب الأرض وأوتادها، تلك الأوتاد التي تحمي الأرض أن تهتزّ تحت أقدام الجبابرة الطغاة، هؤلاء الأقطاب هم الذين خدّروا العامة ومسخوهم -بولايتهم المزعومة، بل المدعومة من الشيطان- قططاً تقم الجيف، وسحالي تلتصق بالتراب ... لهؤلاء[1] (http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/#_ftn1) وهؤلاء ألفت هذا الكتاب.< o:p>
إلى الصوفية عامة وإن كان يخصّ النقشبندية الخزنوية، لأن ما جاءت به الصوفية على اختلاف مشاربها خرج من مشكاة واحدة لهدف واحد، وهو ضرب الإسلام ومعالمه ومصادره. لشلّ حركة المجتمع الإسلامي برمته ... للنيل من الوحي السماوي الذي غدا قشوراً ورسماً عندهم ... للنيل من سنة المصطفى التي غدت شريعة العامة والقاصرين.< o:p>
ثم إني لا أدعي في هذا الكتاب الكمال، ولا أقول وحي ملك، ولا أزعم أني أمتلك الحقيقة المطلقة، بيد أني نثرت فيه أدلة شرعية من كتاب الله وسنة نبيه، وكفى بها أدلة. نقلت من أفواه المخالفين وكتبهم وقد عزوت النقل لمضانّه وأسندت القول لصاحبه، أسأل الله العظيم أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، < o:p>
وأخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين.< o:p>
عبد الله بن عبد الرحمن الجزيري< o:p>
الخزنوية في سطور< o:p>
في الشمال الشرقي من سوريا على الحدود التركية، ولد أحمد بن مراد في نهاية القرن التاسع عشر، من أبوين كرديّين في قرية من قرى الأكراد، وما إن ناهز سن الرشد حتى بدء بطلب العلم وأخذ ينتقل -كما هي العادة - من ملا[2] (http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/#_ftn2) إلى آخر حتى انتهى إلى قرية نورشين على الحدود التركية الروسية، وكان يقطنها شيخ الطريقة النقشبندية، الشيخ محمد ضياء الدين الملقب "بحضرة "، تلقى أحمد بن مراد في مدرسته علوم النحو والصرف وفقه الشافعية، وأمضى في الطريقة النقشبندية سنين عددا حتى أخذ الخلافة في الطريقة وعاد لبلده.< o:p>
سكن قرية خزنة ولهذا لقّب بالخزنوي، وأخذ ينشر الطريقة ويعلم الناس بعض أحكام الشريعة على المذهب الشافعي مما ضاعف عدد أتباعه.< o:p>
وكان كل تابع يحمل إليه زكاة ماله ويخدمه بماله ونفسه، وكان أتباعه يحيون له موات الأرض ويتملكها هو بينما ينهاهم عن الدنيا[3] (http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/#_ftn3) وملذاتها وجمع حطامها.< o:p>
لم تمض سنين كثيرة على هذا الحال حتى أصبح أحمد الخزنوي إقطاعي كبير، ولكن ما يميزه عن البقية أن الناس تخدمه بالمجان، بحجة أنه يطعم الناس ويعلّمهم، فغدا هذا الرغيف الطلسم الذي فتح به الخزنوي كنوز قارون.< o:p>
كان له الأثر الواضح مع شيوخ العشائر في تخدير مشاعر الناس اتجاه المحتلّين الفرنسيين، فما أثر عنه ولو حرف نحو الفرنسيين لا بالسلب ولا بالإيجاب.< o:p>
أنجب من زوجته الأولى ثلاثة من الذكور وأنثى، ومن الزوجة الثانية ولداً واحداً، وعندما توفي أوصى بالخلافة لابنه الأكبر محمد معصوم ومن بعده لأخيه علاء الدين، ومن بعده لأخيه عز الدين، ثم للولد الصغير عبد الغني، وكان ما أوصى به إلا أن عزالدين خالف أمر والده ومنح الخلافة لولده محمد الخزنوي، ولا ننسى أنهم يدّعوا أنها لا تعطى إلا لمن هو أهل لها، ولا دخل للوراثة بذلك، وهذه دعوى غير صحيحة، كذّبتها الأيام.< o:p>
لا يزال الخزنوية يعيشون على عمل أتباعهم، رغم حصولهم على المليارات.< o:p>
نشروا في الجزيرة الخرافات والشركيات وتقديس الموتى، وعملوا على إفقار أتباعهم، كما يشتهر الخزنوية بالحقد والضغينة لاسيما على أرحامهم، والشراهة الغريبة في جمع المال، ويتصفوا بالكبر والعجب، ولذلك يرفضون تزويج نسائهم للعرب لما يرون ما لسلالتهم "المجهولة " من قداسة. < o:p>
¥