تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الطيماوي]ــــــــ[17 - 02 - 08, 01:44 م]ـ

أولاً: نسب النبي صلى الله عليه وسلم:

قال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب"، ويكنى أبا القاسم، واهتمام العرب بأنسابها في الجاهلية أمر لم يزده الإسلام إلا تماسكاً وانتظاماً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العبر والعظات:

1 - شرف النسب من لوازم الدعوة فلمز الداعي في نسبه يطعن في دعوته ودليله حادثة الإفك، ومما يؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم شريف النسب قوله صلى الله عليه وسلم: ((خرجت من نكاح ولم اخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء)). وقال: ((إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل بني كنانة واصطفى من كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم)). وقال أبو سفيان: ((هو فينا ذو نسب قال هرقل: كذلك الرسل تبعث في أنساب قومها))، والمشهور أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما وضع ديوان العطاء كتب الناس على قدر أنسابهم فبدأ بأقربهم نسباً إلى رسول الله، قالوا: يبدأ أمير المؤمنين بنفسه فقال: لا ولكن ضعوا عمر حيث وضعه الله تعالى. فبدأ بأهل البيت ثم من يليهم حتى جاءت نوبته في بني عدي وهم متأخرون عن أكثر بطون قريش. وهذه الشهادة أيضاً قدمها جعفر بن أبي طالب أمام النجاشي: ((حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه)). وقدمها المغيرة بن شعبة بين يدي يزدجر ملك فارس في غزوة القادسية: ((لقد بعث الله إلينا رجلاً معروفاً نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير أحسابنا وبيته أعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا))، فما أحوج الدعاة إلى الله اليوم أن يفقهوا هذا المعنى في تخيرهم للمعادن النفيسة من الرجال والنساء فيضمونهم إلى ركب الدعاة فينتصرون للإسلام وينتصرون به.

2 - شرف النسب سياج للداعية من السفهاء، وعندما قال لوط عليه الصلاة والسلام لقومه وقد أرادوا إيذاءه في ضيفه [قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعقيباً على قوله: ((رحم الله لوطاً كان يأوي إلى ركن شديد ولكنه عنى عشيرته فما بعث الله عز وجل بعده نبيا إلا بعثه في ثروة من قومه)). ومما يشهد له قوله تعالى: [قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ]، من أجل هذا رأينا المرحلة المكية كلها والتي استمرت ثلاثة عشر عاماً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحياها في منعة من قومه وعشيرته الأقربين، من بني هاشم والمطلب، وخاضت قريش بعدها الحرب ضد النبي صلى الله عليه وسلم لكنها لم تتمكن من النيل منه وهو في هذه الأرومة، وما انتهى الحصار بعد ثلاث سنين إلا من خلال العصبية القبلية، إن في صفوف الكافرين نماذج تحمل الصفات الخلقية الكريمة وذات مواقع حساسة من القوة في المجتمع الجاهلي وشخصية الداعية التي تجذب هذه النماذج بخلقها وتضحياتها وتغزوها في أعماقها تدفع هذه النماذج من الكافرين إلى أن يكونوا حماة للدعوة والداعية، ومن خلال مركز القوة الذي تملكه ومن خلال بعض الأعراف والقوانين الجاهلية تستطيع أن تحتضن الدعوة وتفسح لها مجال الحرية لتنمو وإن كانت في عقيدتها على خلاف عقيدة الإسلام، أو تستطيع هذه النماذج الخيرة أن تحبط شراً يحيق بالمسلمين، ومنعة العشيرة وشرف القبيلة فيما مضى والذي كان يرعى الدعوة حتى تبلغ أشدها يمكن أن يظهر في عصرنا الحاضر بشرف النظام ومنعة القانون عند الذين يحرصون عليه من جهة وقد بهرتهم الدعوة من جهة أخرى ولاقت جوهراً نفيساً عندهم وهم في مواقع المسؤولية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير