تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد زعم السوفسطائييون أن الطبيعة الإنسانية شهوة وهوى وأن القوانين الوضعية ما هى إلا تحد لها: ومن ثم كانت تلك القوانين نسبية وغير واجبة الاحترام فهم لا يعترفون بمصدر للإلزام الخلقى أصلا سوى تلك القوانين الوضعية بل بناء على ذلك لا معنى عندهم للفعل الخلقى ..

وقد ذهب سقراط إلى ضرورة الإيمان بأن القوانين الواجبة صادرة عن العقل ومطابقة للطبيعة الحقة وهى صورة من قوانين غير مكتوبة رسمها الخالق فى قلوب البشر والإنسان بفطرته يبحث عن السعادة فإذا علم أن الفضيلة هى الطريق الوحيد الموصل إلى السعادة سلكه لا محالة .. [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn1)

وهذا فى حد ذاته قائم على افترضات مجردة كافتراض أن العلم يوجب العمل وأن كون الفضيلة طريق وحيد للسعادة معلوم بالضرورة وهذا بلا شك غير وارد .. لقد كانت فلسفة سقراط رغم سموها ونقائها لا تستطيع أن تقف على قدمين وقد رفض السوفسطائييون المعايير السقراطية الكلية ورأوا أن الأحكام الأخلاقية جزئية كما أنها متغيرة < o:p>

ب- بين مثالية أفلاطون وواقعية أرسطو:المثل الأفلاطونية حقائق خالدة لا تفسر وإنما الذى يفسر هو الكائن المحسوس، والمثل عند أفلاطون هو مبدأ الوجود لأنه لا حقيقة للأشياء المحسوسة لإلا بما تحتوى عليه ماهيتها والتى تصل بينها وبين عالم المثل وبهذا يقوم المثل فى الفلسفة الأفلاطونية بوظيفة العلة المفسرة للعالم الطبيعى .. ينتقد أرسطو فكرة المثل الأفلاطونية ويرى أن السعادة هى العلة الغائية لاكتساب الفضيلة فالإنسان غير مطبوع على الفضيلة وإنما مطبوع على قبولها عن طريق الاكتساب الإرادى بالمران والممارسة .. ويتعلق الأمر بأصحاب القوانين فالعقل إنما يخاطب القلة من الناس [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn2).

ج- مذهب اللذة بين أرتسيب وأبيقور: يعد أرتسيب القورينائى (435ق. م) واضع الأسس النظرية لمذهب اللذة؛ قال: إن السعادة هى اللذة، واللذة هى الخير الأقصى وهى نداء الطبيعة، والحكمة تقتضى الحصول عليها والسعى وراءها وإذا كان أبيقور قد أخذ بهذا المذهب فإنه حرص على ان يعدل منه بحذق , فهو يجعل اللذة نوعا من السعادة النفسية ليستبقى بذلك على الفضائل المعروفة ويستبعد الرذائل:فلما كانت اللذة على وجه الدقة هى خيرنا الفطرى الرئيسى فإننا لا نبحث عن كل لذة بل ثمة أحوال نجاوز فيها كثيرا من اللذات إذا نجم عنها ضيق ينالنا. [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn3)

د- الرواقية بين الجبر والاختيار:لقد نشأت الرواقية فى أثينا مع المدرسة الأبيقورية وقد اهتمت بالأخلاق اهتماما كبيرا وجعلت غاية الفلسفة القصوى وضع قوانين السلوك الخير.

وفى الرواقية يزداد المجال اتساعا أمام الإنسان ففيه نفحة من الإله تفسح له إمكان الاشتراك فى حياة الكون الأوسع، وهذه الصورة الدينية السامية قادرة على استثارة همة الإنسان للتخلق بأخلاق الله تعالى من رحمة وعدل وعفو وتسامح. [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn4). ( وهذه صورة نادرة تطبع أرفع التعاليم الدينية فى أكبر مذهب مغرق فى المادية فهى لذلك أثمن ما قدمه للبشرية).ثم يحاولون التوفيق بين حرية الإنسان وبين القدر والضرورة الأخلاقية بقولهم: إن الظروف الخارجية أى مناسبات أفعالنا وإن كانت محتومة لكنها ليست محتومة بذاتها فإن أفرادا مختلفين خلقا إن وجدوا فى نفس الظروف لم يأتوا بنفس الأفعال فالظروف تحرك الإنسان وخلقه يعين سيرته .. أجل إن التصرف الأخلاقى من فعل القدر ولكننا نعلم أن الظروف الأخلاقية ليست محتمة للفعل ونجهل العلة التى تحتم الفعل فالفعل بالنسبة لنا غير محتوم ولنا أن نعمل كأنا أحرار.< o:p>

المبحث الثانى< o:p>

الإلزام الخلقى في الفكر الفلسفى الحديث< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير