تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد جمعت الفلسفة الأخلاقية فى العصر اليونانى تلك الأصول الأولى لكل ما جادت به عقول الفلاسفة من مثاليين وعقليين وتجريبيين وحسيين.وقد تطورت النظرية الأخلاقية فى العصور الوسطى ثم نضجت فى الفلسفات الحديثة ولكن التدرج قانون التحول تعمل عليه أسباب لطيفة عملا متصلا حتى يأتى يوم وإذا به قد تم وبرز للعيان < o:p>

أ - ما قبل المذاهب الكبرى:يرى نيقولا دى كوسا (1464م) أن الإنسان يسعى بطبعه لاستكمال ماهيته فهناك إذن دوافع طبيعية كامنه فى الإنسان تدعوه للالتزام بقوانين معينة لا تكتمل إنسانية الإنسان إلا بها ولا يمكنه فى الغالب مقاومة هذه الدوافع والتغلب عليها.

أما بنبوناتزى (1562م) فيرى أن الفضيلة لا تحتاج إلى ثواب يدفع للعمل بها بل الثواب الحق الدافع للتمسك بالفضائل هو الفضائل ذاتها وكذلك الرذائل تنطوى على عقابها حتى ولو لم يلحق من جرائها ألم خارجى ويحاول تومازو كمبانيلا (1639م) أن يصل إلى الأخلاق عن طريق المحبة فكما أن العلم بالذات مفروض فى كل علم فإن محبة الذات مفروضة فى كل محبة لأن الغرض من كل محبة حفظ الوجود والفرار من العدم ((ففى الإنسان دين كامل متحد بالعلم الكامن والميل الكامن)) [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn5) إنه يؤسس الأخلاق على مبدأ حب البقاء وحب الذات ويجعل من ذلك مصدرا للإلزام وراء كل مصدر ولكن ظهرت أيضا أفكار فردية جامحة منها ما هو امتداد لمذهب السوفسطائيين الأخلاقى ومنها ما هو تمثيل لمبدأ الشر والعدوان فمن النوع الأول نرى دى مونتينى (1595م) الذى يردد نفس حج الشكاك ويرى أن الحواس لا تدرك إلى انفعالاتها وأنه لو كان للعقل ما يزعمه البعض من حكم صائب ما اختلفت العقول وأنه ليس صحيحا ما يقال عن شىء اسمه الضمير من أنه يعلن لنا قوانين ثابته وأزلية غير مكتوبة ولكن الضمير هو شىء تشكله البيئة والموروثات والعادات. [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn6)

أما نيقولا ماكفيلى (1575م) فهو بحق ممثل مبدأ الشر فقد انتقد الأخلاق المسيحية لأنها أوهنت عزيمة الإنسان ويوجب على الأمراء التدرب على عدم التقيد بالفضيلة معلنا أن الغاية تبرر الوسيلة

ب – أمهات المذاهب الأخلاقية الحديثة:بينما الجامعات والمعاهد الدينية تستخرج تراث العصور الوسطى تشتد من حولها الحركة العلمية والفكرية فى عصر النهضة، ففى انجلترا يتبلورالمذهب الحسى بفضل بيكون، ولوك – معلنين بخضوع الفعل الخلقى للتجربة التى يسيطر الحس عليها وأرجعو نشأة الضمير إلى التجربة أو إلى التطور التدريجى كما قال التطوريون من أنصار هذا المذهب. [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn7) وفى فرنسا يبرز ديكارت بفلسفة عقلية روحية تنتشر على يد اسبينوزاو وليبنز ومن خلال هذه الفلسفة تختلط الإرادة بالعقل حين تتحكم الإرادة الفاعلة فى سلوك الإنسان وفقا لمبادئ الوضوح والتمييز وسيادة العقل.والجدير بالذكر أن هناك ثلاثة مفكرين قد أثروا تأثيرا عميقا فى الأخلاق الحديثة أهمهم دارون الذى اعتبر الإنسان هو أعلى درجة فى سلم الترقى عن الأمسبا وأن تفسير وجود الإنسان وأفعاله يجب أن يكون على هذا الأساس.ولقد اتجه فرويد متأثرا بدارون نفس الاتجاه فيما يتعلق بالدراسات النفسية وتفسير السلوك البشرى على أنه صادر عن الغريزة الجنسية ودوافعها .. أما فيما يتعلق بالعلوم الاجماعية فقد أسهم ماركس بفلسفته المادية الجدلية فى هذا المخطط المادى فجعل الإشباع المادى هدف الإنسان وغايته والدافع الأساسى لأفعاله.

ثم لم تلبث أن ظهرت المذاهب الأخلاقية الحديثة والمعاصرة ويبرز بوضوح تصنيفها تبعا لمنبع الإلزام الخلقى وهو ما سوف نتناوله فيما يأتى< o:p>

· المنفعة:انبهر الأوربيون بالمنهج التجريبى وإنجازاته فى مجال علم الطبيعة مما دفع البعض إلى محاولة استخدام نفس المنهج فى دراسة الإنسان.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير