والشهوات اللذات الجسمية، وهو يتنبى قول سقراط بأن الفضيلة هى المعرفة وأن الإثم الأخلاقى إنما هو جهل وسوء تقدير.وقد تكلم عن الضمير وأهميته بالنسبة للإلزام الخلقى حال حديثه عن النفس وقواها الثلاث فى كتابه تهذيب الأخلاق حيث ذكر أن منها القوة الباطنة أو العاقلة ووصفها بأنها قبس من النور قذف به الخالق إلى النفس البشرية ليكون لها هاديا ومرشدا وصرح بأن أصل هذه القوة هو الميل للخير والنفور من الشر –ويرى – أن الإنسان إذا رجع لنفسه عند إتيان عمل من الأعمال وجد أن فى قرارتها قوة تأمره بالخير وتشجعه عليه وتحذره من الشر وتثبطه عنه وأنه إذا عمل بوحيها أحس ارتياحا وطمئنينة وغبطة لأنه عرف لنفسه كرامتها، وإن عصاها أحس بألم ينال منه أشد منا لو بندم يدعوه للتوبة والإنابة [24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn24)
· نظرة الإسلام إلى العقل والضمير كمصدرين للأخلاق:< o:p>
الدور الذى يقوم به الضمير في مجال أخلاق:< o:p>
إن المتتبع لما تقدم من حديث حول ماهية الضمير يجد أنه يعول عليه كمصدر من مصادر الأخلاق وله أدوراً يمثلها فى المجال الأخلاقى حيث تتمثل في:< o:p>
(1) الاكتشاف والتمييز: وفيه يفرق الضمير بين طريق الغى وطريق الرشاد، فإن أبرز نتيجة اكتشافه انتقل إلى الدور الثانى.< o:p>
(2) الناصح الأمين: وهذا هو الدور الثانى للضمير فإذا أتم مهمته ودفع العمل الإنسانى الصحيح بالفعل انتقل إلى دور القاضى العادل.< o:p>
(3) القاض العادل: وفى هذا الدور يقوم الضمير بالحكم على الفعل الإنسانى فإن كان مطيعاً فهو مستحق للثواب، وإن كان عاصياً فهو مستوجب للعقاب.< o:p>
(4) السلطة التنفيذية: وفى هذا الدور ينفذ الضمير ما أصدره من أحكام فى المرحلة السابقة، فيسبغ على من أطاعه حلل السعادة النفسية والراحة والطمأنينة،ويزيق من عصى أوامره وتوجيهاته سوط العذاب من التعاسة والندم. [25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn25) إذاً ففلسفة الضمير فى مجال الأخلاق عامة، والمهنة خاصة، تظهر فى نواح ثلاثة:< o:p>
(1) قبل قيام الإنسان بالعمل < o:p>
(2) فى أثناء قيامه به< o:p>
(3) بعد إتمام العمل < o:p>
لكن الضمير لن يستطيع القيام بسلطاته ووظائفه فى مجال الأخلاق المهنية وغيرها إلا إذا استند على معيار ثابت عنه تصدر أحكامه، ومنه يستلهم أوامره. ولن يوجد ذلك إلا فى الدين وتعاليمه.أما الضمير المطلق فإنه فى كثير من الأحيان عرضة للزيغ والضلال فى أحكامه وتوجيهاته.< o:p>
· عوامل انحراف الضمير:< o:p>
إن الضمير المطلق الذى نادى به كثير من فلاسفة الغرب كمصدر ومعيار للأخلاق تسهم عوامل كثيرة فى انحرافه عن جادة الحق والصواب، من هذه العوامل: < o:p>
( البيئة) فكثيراً ما تنشأ فى البيئة عادات خاطئة يشب على حبها الولدان، ومن ثم تشكل ضمائرهم فلا ينزعجون إذا ما اقترفوها بل كثيراً ما يجدون الراحة فى ارتكاب تلك الآثام والشرور التى نشئوا عليها،ولاأدل على ذلك من عادة "الثأر" لدى بعض العائلات فى صعيد مصر.< o:p>
( العواطف والانفعالات) فالمشاعر غير الواعية كثيراً ما تعمى الضمير عن الحق والعدل.< o:p>
( العادات السيئة) فالمرء إذا ما اعتاد فعل شىء قبيح فإن ضميره يتعود على ذلك الأمر، وكأنه أنس إليه أو رضى به، لأن الضمير من كثرة ممارسة صاحبه لذلك الأمر يأتى عليه وقت يفقد حساسيته بالنسبة لما اعتاد عليه.< o:p>
( المصلحة الشخصية) فكثيراً ما يضعف الضمير أمام المنفعة الذاتية،أو المصلحة الشخصية،وإذا ما حاول الضمير أن يرفع صوته فسرعان ما يسكته صاحبه بالحجج والمسوغات الباطلة. [26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn26)
· مدى صلاحية الضمير كمصدر ومعيار في المجال الأخلاقى: < o:p>
إن الضمير المطلق الذى وجد فيه بعض الأخلاقيين ضالتهم فاعتمدوه مصدراً أو معياراً للأخلاق،يمكن أن نقرر أنه لايصلح أن يكون مصدراً للأخلاق وذلك لما يأتى:< o:p>
¥