تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - المدرسةالأشعرية:< o:p>

لقد وازن الأشاعرة بين العقل والنقل فى مجال الحكم على الأشياء فعولو على الشرع كمصدر للإلزام وفى الوقت ذاته لم يهملوا العقل فمعرفة القيم الأخلاقية والخير والشر إنما هو عن طريق الشرع ويأتى العقل تابعاً بالنسبة لهذه المعرفة،ومن ثم حدد" أبواسحق الإسفرايينى" مسألة خلقية الأفعال البشرية من خلال أن الأفعال والأحكام الخلقية لاتستمد شرعيتها من الأفعال ذاتها ولا من صفاتها وإنما تستمد شرعيتها من قول الله على حد تعبيره. [20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn20)

وإذا كان البعض يرى غلبة النزعة العقلية عند متأخرى الأشاعرة – كالإمام الرازى – كمصدر للإلزام الخلقى وغيره فإنه بالتدقيق يظهر أن النقل له هيبته وقدسيته التى لم يزحزحها سلطان العقل عندمتأخرى المذهب.< o:p>

· الضمير كمصدر للإلزام عند فلاسفة الإسلام:< o:p>

تعريفه: (1) عرف الضمير بأنه قوة تميز الخير من الشر وتأمر بالأول وتثيب عليه بالارتياح والطمأنينة وتنهى عن الثانى وتعاقب عليه بالتأنيب والندم. [21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn21)(2) كذلك عرف بأنه القوة الخفية النابعة من نفس الإنسان التى توضح له طريق الخير، وترفعه إلى سلوكه وتبين له سبيل الشر، وتحذره منه، ويشعر الإنسان براحة فى طاعة هذه القوة، وبتأنيب عند عصيانها. [22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn22)

والضمير ككلمة قد كثر استعمالها أخيرًا، وشاعت أكثر ما شاعت الأوساط الغربية، كمظهر من مظاهر الرُّوح العامة للنهضة الأوروبية التي اتجهت بفكرها وسلوكها بعيدًا عن الدِّين، حيث جعلوا الإحساس الداخلي بديلاً عنه، فهو يتولى التمييز بين الخير والشر، ويدعو إلى الأول وينهى عن الثاني، وشاع استعمال هذا اللفظ أيضًا في الشرق تقليدًا للغرب. وهو وإن لم يرد كثيرًا في الاستعمال القديم بهذا المعنى فقد تحدَّث فلاسفة الأخلاق كالغزالي وابن مسكوَيْه عن مُهمته بعنوان آخر، ففي إحياء علوم الدين عند شرح الغزالي عجائب القلب قال: إنها نَفْسُ الإنسان التي تُوصف بالمُطْمَئِنَّة إذا سَكَنَتْ تحت الأمر وزايلها الاضطراب بسبب معارضة الشهوات، والتي تُوصف باللَّوامة إذا لم يتم سكونها واعترضت على النفس الشهوانية، كما تُوصف بالأمَّارة بالسوء إن تركت الاعتراض وأطاعت الشهوات، كما تحدث عنها في كتاب المراقبة والمحاسبة ضمن كتاب "الإحياء" وعبَّر عنها مرة بالنور الإلهي وأخرى بالمعرفة، والهادية للمرء في أعماله إن هناك حديثًا يدُل على وجود هذه القوة الباطنة وهو حديث وَابِصَة ابن معبد الذي سأل رسول الله r عن البِر والإثم فقال له: "يا وابصة، استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النَّفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حَاكَ في القلب وتَرَدَّد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك" رواه أحمد، وروى مسلم قوله r " البر حُسْنُ الْخُلُق، والإثم ما حَاكَ في صدرك وكرهت أن يطَّلِع عليه الناس" وروى البغوي في مصابيح السُّنة "من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مُؤمن".

والغزالي يرى أن نشاط الضمير يظهر في ثلاثة مواطن، الأول قبل الشروع في العمل، بالنظر إلى الباعث عليه، فإن كان لله أمضاه، وإن كان لغيره انكفَّ عنه، والثاني عند الشروع في العمل، بقضاء حق الله فيه، وإنجازه على أكمل ما يُمكن، والثالث بعد العمل، وذلك بمحاسبة النفس على ما وقع منها. [23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn23)

ومهما يكن من شيء فإن الضمير بالمعنى الذي يريده فلاسفة الغرب تحدَّث عنه علماء الإسلام، لكنهم تناولوا بالحديث آثاره وخواصه، أما ماهيته فقد أحجم الغزالي عن تحديدها؛ لأنه ليست هناك فائدة عملية من معرفة كُنهها، وذلك من اختصاص الله سبحانه أما ابن مسكويه: فقد بنى نظريته الأخلاقيه من خلال حديثه عن النفس الإنسانية فالنفس عند ابن مسكويه جوهر مغاير لجوهر الجسم لأنها لا تتغير ولا تستحيل بتغيره واستحالته، وكل يتشوق إلى ما يناسبه فكما أن الجسم يتشوق إلى أفعال لا تشتاقها النفس فكذلك النفس تشتاق إلى ما يناسبها كالحرص على معرفة الأمور الإلهية وإيثارها وانصرافها عن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير