تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يضمن الجودة والاستمرارية لما صنع. وانطلاقاً من ذلك فالإنسان والكون الذى طرء عليه صنعة الله تعالى، ومن ثم فإنه سبحانه هو الأقدر وليس غيره، على وضع وتشريع ما يضمن له حسن عمله وعمارته لهذه الحياة،وحسن استخلافه فيها،فمن قوَم له خلقه هو الأقدر على أن يقًوم له خُلقه ومن ثم كان قول الله تعالى" أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" الملك (14) < o:p>

من أجل هذا، كان تبيان وتفصيل النظام الأخلاقى الحق، بلا إيهام أو خلط فى كتاب الله سبحانه وتعالى: " مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" يوسف (111) وليس هذا التفصيل عن جهل أوعبث، وإنما موضوعية عالم، يهدى به من استمسك بحبله، واعتصم بحكمه "وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" الأعراف (52) "وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ" النحل (89).< o:p>

ولكى نكون على بينة من هذا فإننا نتناول قانون الأخلاق الإسلامى من خلال عدة جهات:< o:p>

أولاً: جهة الواضع (المصدر):< o:p>

أما الواضع فهو الله تعالى الذى خلق الإنسان وخلق الكون والحياة،وإذا كان الأمر كذلك فهو الأعلم بما يصلح حال الإنسان والكون الذى طرء عليه، ومن ثم فإن الله تعالى هو الأجدر بوضع القانون الذى به يتعامل الإنسان مع بنى جنسه ونوعه،وبه أيضاً يتعامل ويتفاعل مع كافة مناشط الحياة. فى حين أن المعايير الأخلاقية السابقة عاجزة عن أن تقود مسيرة الإنسان فى الجانب الأخلاقى وذلك لأن "الأخلاق الإنسانية فى وضعها السليم ينبغى أن تكون معصومة المصدر،ولا يكون مصدرها إلا إلهياً. وإلا سقطنا إلى الإذعان لكم هائل من المتناقضات فى الأخلاق والسلوك الاجتماعى" [35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn35) .

ثانياً: جهة الموضوع:< o:p>

وإذا أتينا إلى جهة ما تناولته القوانين الإلهية من حيث موضوعها، فإننا نراها وقد تمثلت فى مجموعة الأوامر والنواهى التى شرعها الله سبحانه وتعالى لخلقه، والتى لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وذلك لأنها نزلت من لدن حكيم خبير عليم،وقد شرعها لنا لتكون مشعلاً نهتدى به فى جميع أمورنا،ونسير على سنتها فى معاملاتنا وسائر أحوالنا. وهذه القوانين التى توجت بالشريعة الإسلامية ثابته لاتغيير فيها ولا تبديل، عامة خالدة، صالحة لكل زمان ومكان ولجميع الناس على السواء، فهى لذلك صالحة لأن تكون مقياساً أخلاقياً إذا فهمنا حكمها وأسرارها [36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn36) ، فهماً مستقيماً. من هذا المنطلق تفرعت الأخلاق فى الجانب المهنى وغيره من الجوانب الحياتية عن القوانين الإلهية، فصدرت منها ونبعت عنها. ولو فهمت القوانين الإلهية- لاسيما فى الدين الإسلامى – حق فهمها لتكَون منها مذهب خلقى لايقف بأثره عند حدود المجتمع الإسلامى فحسب، بل سيمتد ليشمل المجتمع الإنسانى والكون كله. ولا غرابة فى ذلك فالقانون الإلهى كمرجعية أخلاقية يطالب الناس كل الناس، ويلتمس منهم إقامة نظام للحياة ينهض بنيانه على المعروف، ولا يشوبه شىء من المنكر، يدعوهم إلى أن يقيموا الخيرات فى كل زمان ومكان، وأن يشيعوا الفضل والمعروف فى العالم بأسره،وذلك لأن القيم الإسلامية التى استلهمت مادتها من هدى السماء تحقق وظائف عدة: ففيما يتعلق بالفرد تحاول هذه القيم رفعه فوق مرتبته الراهنة، وتعمل على العلو به عن المستوى الحيوانى الذى يقف على أعتاب المادة متبتلاً فى محرابها، إلى المستوى اللائق به كإنسان نفخ فيه من روح الله واستخلف فى الأرض من قبله سبحانه لعمارة الكون والحياة. وفيما يتعلق بالمجتمع فإنها تحقق أعظم رابط بين أفراده، إذ تسمو بالجماعة من المرتبة الحيوانية إلى المرتبة الحضارية والمدنية،وتقيم الصلات بين الأفراد والهيئات على أسس كريمة وغايات نبيلة.من هذا المنطلق يمكن القول أن قانون الأخلاق الإسلامى من حيث موضوعه لم يدع "صغيرة ولاكبيرة تتعلق بالنشاط

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير