تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإنسانى إلا وقد رسم لها منهجاً للسلوك تفصيلاً حيناً وإجمالاً حيناً آخر، فنظم علاقة الإنسان بربه تبارك وتعالى، ونظم علاقة الإنسان بنفسه، وعلاقته ببنى جنسه، بل تخطى ذلك إلى علاقة الإنسان بالكون " [37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn37)

ثالثاً: جهة أساس التشريع:< o:p>

ومن خلال هذه الجهة يرتكز قانون الأخلاق الإسلامى فى القيام على الحكم المعقولة، والمبررات المقبولة، التى تخاطب الإدراك السليم،والوجدان النبيل، بالأسباب المقنعة التى تبرر أمر السماء وتبين أنه ليس تحكماً مفروضاً بلا تعقل. بل شُرع لمصلحة اقتضت ذلك ومن أعلم بمصلحة العباد من خالقهم. لذا كان قول الله تعالى "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" وقوله تعالى "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتذكيهم بها " فقانون الأخلاق فى الإسلام حين يطالب الإنسان بشىء أو ينهاه عنه، لايرضى منه أن ينفذ ذلك تنفيذاً قسرياً آلياً خضوعاً لصولة حكمه فحسب، وإنما يطلب من الإنسان أولاً وقبل كل شىء أن تسرى هذه الأوامر فى كينونته حتى تنفذ إلى أعماق ذاته، وشغاف قلبه، فيتشربها، ثم تفيض منه انبعاثاً نفسياً وذاتياً [38] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn38). ومن ثم كانت أول خطوة يخطوها الإنسان نحو الواجب المهنى وغيره هى الإيمان بذات الفعل وأخلاقيته،وكانت الخطوة الثانية، أن ينبع الفعل من ذات الإنسان ونفسه، وإلا كان عمله فى نظر قانون الأخلاق الإسلامى هباء منثورا.< o:p>

رابعاً: الباعث على العمل والدافع عليه:< o:p>

ونلج إلى هذه الجهة من خلال المسئولية الخلقية للإنسان بالنسبة لأعماله. حيث جعل قانون الأخلاق الإسلامى الإنسان مسئولاً عنها " إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " الإسراء (36). ومن هنا تظهر فائدة الأخلاق الدينية للكون كله لأن هذه الأخلاق تسأل الإنسان أمام محكمة ذاته، المؤسسة على تعاليم خالقها وباريها،وتسأله أيضاً فى ساحة العدل الإلهى الذى لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا حاسب عليها.من هذا المنطلق كان من بواعث العمل فى الحياة الطمع فى ثواب الله،والخوف من عقابه،يقول سبحانه فى حق الثواب " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ " البينة (8،7). ويقول سبحانه وتعالى فى مقام العقاب " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا" الكهف (105،104،103). . وليس رد الباعث إلى الثواب والعقاب هو كل ما فى قانون الأخلاق الإسلامى،بل هناك أيضاً الواجب لذات الواجب والحق لذات الحق، الذى من خلاله يكون الفعل لله تعالى وبالله وإلى الله.وهذا هو الباعث الأعلى والمقصد الأسمى فى نظر قانون الأخلاق الإسلامى " وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى " الليل (17 - 21) ويقول المولى عز وجل "ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله " وفى حق الارتياح والرضى لآداء الواجب يقول تعالى " وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ " الغاشية (8) ويقول النبى r " من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن" [39] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn39). وعندما يتحدث القرآن الكريم عن المقيم فى الجنة يعقب ذلك بقوله:" وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ " التوبة (72).وفى هذا تأكيد للباعث الروحى من الالتزام الخلقى فى مجال المهنة وغيرها، وتأسيساً على ما تقدم يمكن القول " إذا كانت أنواع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير