تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والغُفْرُ أيضاً: هُدْبُ الثوب وهُدْبُ الخمائص، وهي القُطُف دقاقها ولينها،وليس هو أطراف الأردية ولا الملاحف ... وغُفْرُ الكلأ: صغارُهُ، وأغفرت الأرض نبت فيها شيء منه ...

وغَفَرَ الجُرْحُ ويغفر غفراً: نُكِسَ وانتُقِض ... ويُقال للرجل إذا قام من مرضه ثم نُكس:غُفِر)

وفي كتاب التعريفات للجرجاني 0

(المغفرةُ:سترُ القادر للقبيح الصادر ممن تحته، حتى إن العبد إذا سترَ عيبَ سيدِه خوفَ عقابه لا يُقال: غَفَرَ له.)

ويقال: (اللهم غفراً، وليست فيهم غفيرة أي لا يغفرون ذنب أحد، قال

يا قوم ليست فيهم غفيرة. . فامشوا كما تمشى جمال الحيرة

أي فامشوا إلى حربهم مشي جمال الحيرة.).

(ومن المجاز: قول زهير:

فلاقت بياناً عند آخر معهد أضاعت فلم تُغْفَرْ لها غفلاتُها

أي لم تغفر السباع غفلتها عن ولدها فأكلته.)

(والغفير: الكثير، ويقال جاء القوم جماً غفيراً، أي جاءوا جميعاً)

وتلك دلالة الصيغة كما يبدو.

خلاصة ما سبق:

إن دلالة هذه المادة (غ – ف – ر) تدور حول عدة أمور منها:

1 - الستر والتغطية وهذا هو الأصل، ويشتق من اللفظ كلمات تطلق على هذا المستور، فالغفير:هو القفا، والمغفر: ما يوضع على الرأس ليستره، والغفارة: الثوب يغطى به الشيء.

2 - كما يطلق اللفظ على الأشياء الدقيقة مثل هُدب الثوب حيث يقال له غَفْر، ويقال أيضاً للنبات الصغير (غَُفْرُ الأرض).

ولعل ذلك يربط بين المغفرة وصغائر الذنوب.

3 - كما أن الكلمة تدل على عكس الستر فتعني الكشف والانفتاح، كما في (غفر الجرح) بمعنى انتقض وفُتِحَ وانكشف ما فيه.

4 - تدل الكلمة أيضاعلى العفو عن هذا الذنب المغفور فالمغفرة ستر يتبعه عفو.

5 - وفي دلالة الكلمة أيضاً معنى الغلبة والقدرة فلا يقال (غَفَرَ) إلا عن اقتدار وتمكن، مما يعني أن المغفرة بداية العفو.

وهكذا تلين الكلمة وتطوع؛لأن للسياق دوراً في توجيه المراد منها،لكن تبقي مع هذا معقودة بأصلها وهو الستر والتغطية

دلالة (غَفَرَ) في القرآن الكريم.

يقول الأصفهاني: (الغَفْرُ: إلباسُ ما يصونه عن الدنس، ومنه قيل: اغفر ثوبك في الوعاء، واصبغ ثوبك فإنه أغفر للوسخ، والغفران والمغفرة من الله تعالي، هو أن يصون العبد من أن يمسه العذاب .. قال: غفرانك ربنا .. ومغفرة من ربكم .. ومن يغفر الذنوب إلا الله، وقد يقال: غفرله إذا تجافي عنه في الظاهر وإن لم يتجاف عنه في الباطن نحو قوله تعالي: (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الجاثية:14)

والاستغفار: طلب ذلك بالمقال والفعال .. وقوله (استغفروا ربكم) لم يؤمروا بأن يسألوه ذلك باللسان فقط، بل باللسان وبالفعال، فقد قيل: الاستغفار باللسان من دون فعل ذلك بالفعال فعلُ الكذّابين وهذا معني: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر:60)

(والغافر والغفور) في وصف الله تعالي نحو (غافر الذنب) (إنه غفور شكور) والغفيرة: الغفران، ومنه قوله: (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ) (إبراهيم:41)

وقيل: اغفروا هذا الأمر بمغفرته أي: استروه بما يجب أن يستر به) (والغفّار: الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد مرة، فلما تكررت ذنوبهم تكررت مغفرته غفراً.)

وإذا كان هذا المعني لا يبعد كثيراً عن المعني اللغوي، إلا أن المغفرة في القرآن الكريم، من خلال الأسماء الحسنى (غافر – غفار – غفور) تكتسب ظلالا أخرى وتتشرب من عيون السياقات المتنوعة دلالات جديدة، لكنها في الختام تعود إلى الأصل وهو: الستر والتغطية.

وهذا سيتضح من خلال تحليل النماذج وسياقاتها داخل كل سورة.

الفروق الدلالية بين الصيغ الثلاثة

(فاعل ـ فعّال ـ فعول)

يرى النحاة أن اسم الفاعل هو [الجاري مجرى الفعل في اللفظ والمعنى ... ويعمل عمل الفعل إذا أريد به الحال أو الاستقبال ....... ]

[وليس القصد بقولهم: اسم الفاعل: اسم الصيغة، بل المراد اسم ما فعل الشيء]

[فهو اسم مشتق من الثلاثي يدل على شيئين:

1 - معنى مجرد عارض ليس بدائم ويسميه العلماء: الحدث.

2 - فاعل هذا المعنى المجرد ويسميه العلماء: الذات]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير