1. إقامة التوحيد الخالص لله -تبارك وتعالى-، ونفي العبودية لغير الله -تبارك وتعالى- سواء نفي العبودية عن ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو صنم أو حجر أو ... الخ
2. الدعوة إلى الفرائض، والنهي عن المنكرات والبدع والخرافات.
ونستطيع أن نلخص النقطة الأولى بقولنا: أ- دعوة عقائدية.
والنقطة الثانية بقولنا: ب- دعوة عملية.
يقول ابن تيمية () رحمه الله:
(فالرسل متفقون في الدين الجامع للأصول الاعتقادية والعملية) أ هـ.
فهذا سيدنا نوح يدعو قومه دعوة عقائدية حيث يقول لهم:
قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3)
فهذه دعوة عقائدية.
ثم في موضع آخر يدعوهم إلى الدعوة العملية فيقول لهم:
] فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً [… الآيات) ()،
ففي الأولى يأمرهم بعبادة الله، وترك غيره من المعبودات وفي الثانية يأمرهم بالاستغفار، فالأولى دعوة عقائدية، والثانية دعوة عملية.
وهذا إبراهيم -عليه الصلاة السلام-، يدعو قومه إلى حقيقة التوحيد فيقول لهم:
] ما تعبدون * قالوا نعبد أصناماً فنظل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون * قال أفرءيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدوٌّ لي إلا رب العالمين * الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين * رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين [().
فهذه دعوة عقائدية من إبراهيم لقومه، في أنه لا رب سوى الله رب العالمين، وأنه لا خالق إلا هو، ولا هادي إلا هو، ولا مطعم ولا مسقي إلا هو، ولا شافي إلا هو ولا محيي ولا مميت إلا هو، فهذه دعوة عقائدية، دعوة إلى التوحيد الخالص النقي من شوائب الشرك والكفر، وعبادة غير الله، دعوة إلى أنه لا يملك النفع والضر إلا الله -تبارك وتعالى- دعوة إلى أنه لا يستحق العبادة سوى الله.
وهكذا كان هم إبراهيم مع قومه، ومع والده آزر، حيث يقول له:
] يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً [().
ثم هو يتجه إلى الله -تبارك وتعالى- أن يحفظ الله له نفسه على الدعوة العقائدية فيقول:
] رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام [().
فهذه دعوة عقائدية.
وهو يتوجه إلى الله في دعاء آخر فيقول:
] رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاءِ [().
وهذا دعاء منه للأعمال الموصلة إلى الله -تبارك وتعالى- وهذه دعوة عملية.
وهذا إبراهيم في موضع آخر يحاجّ قومه، ويناظرهم بالحجة الداحضة لشبههم فيقول لهم:
] أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعلمون [().
وهكذا جرى على سنة الوالدِ الابنُ، فهذا نبي الله يعقوب يقول لأبناءه:
] يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون [().
وهذه وصية من يعقوب لأبناءه، وهي للدعوة الإعتقادية.
وفي موضع آخر يقول لهم:
] ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آباءك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون [().
فيعقوب وهو على فراش الموت يوصي أبناءه بالدعوة العقائدية والدعوة العملية، حيث إن العبادة تنتظم كلا الأمرين.
يقول ابن تيمية في تعريف العبادة لله:
"والعبادة: اسم يجمع غاية الحب له وغاية الذل له" ()، أهـ.
قلت: ولا يكون ذلك إلا بكلا الأمرين، أقصد الدعوة العقائدية، والدعوة العملية.
وهكذا لو تتبعنا بقية دعوة الأنبياء الآخرين نجدهم أنهم سلكوا نفس مسلك أبيهم إبراهيم.
فهذا يوسف في شدة الكرب، وفي غيابات السجون، ولكن مع ذلك كان همّه إقامة الدعوة العقائدية، والتي هي توحيد الله في (ربوبيته، وألوهيته، وأسماءه وصفاته).
فهذا هو http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif يقول لمن معه من المسجونين:
] يا صاحِبَيِ السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار * ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون [()،
¥