في أنحاء الجزيرة بهذه الجولات ولم يكن عندهم الحكم والقوة، ولم يكن لديهم المال، وإنما كان لديهم فقط هذه الجولات، فحكم الجهاد بالسيف نزل بالمدينة المنورة وبعد الهجرة، ولكن الدعوة في المدينة كيف دخلت، وبقوة أي جيش من الجيوش؟ وأهل المدينة المنورة قاموا لإعلاء كلمة الله تعالى على أساس أي حكومة أو سلطة؟ هل هناك أي دخل غير الجولات في الدعوة إلى الله تعالى؟ فاعتبروا يا أولي الأبصار، اليوم كذلك ينبغي للأمة الإسلامية التربية والتدريب على هذه الجولات وأعمال الدعوة ولكن الجولات التي تقوم على غير أساس الجهد تكون بغير روح لذلك ينبغي تفريغ الأوقات حتى ترسخ قيمة هذه الجولات في قلوبنا، وتصبح أحب إلينا من كل شيء ونضحي من أجلها بأهم الأعمال وأثمنها، فالمقصد من هذا العمل هو التضحية بالمخلوق لإقامة العلاقة مع الخالق، وهذه الرابطة لا تقوم إلا بالمجاهدة على طريق الرسول r فلذلك لما أراد بعض الصحابة اعتزال الناس والانفراد بالعبادة قال لهم r " رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله" أ. هـ.
وهذا آخر ما أردت نقله من البحث المتقدم في بيان وسائل جماعة التبليغ والحمد لله رب العالمين.
وسائل جماعة التبليغ في نقاط:
وبعد هذا البحث للشيخ الأنصاري -حفظه الله- أرى أن ألخص هذه الوسائل في نقاط ثم نبين بعد ذلك اعتراضات المعارضين على هذه الوسائل والله المستعان فأقول: إن من وسائلهم أنهم يقولون:
أولا: نجتهد للدعوة حتى نتحصل على بعض الصفات وهي ليست كل الدين وإنما نتدرب عليها ومن ثم نصل إن شاء الله إلى الدين كله، وهذه الصفات هي:
1 - اليقين على كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
2 - الصلاة ذات الخشوع والخضوع.
3 - العلم مع الذكر.
4 - إكرام المسلمين.
5 - إخلاص النية.
6 - الدعوة إلى الله والخروج في سبيل الله.
ثانياً: نجتهد في هذا العمل بالدعوة إلى الله والعلم والتعلم والعبادات والخدمة والدعوة على أربع وجوه.
1 - دعوة اجتماعية.
2 - دعوة فردية.
3 - دعوة عمومية.
4 - دعوة خصوصية.
والدعوة لأربع طبقات:
- العلماء وذلك بمحبتهم وإكرامهم.
- الوجهاء وهم أصحاب الجاه كالأمراء والحكام.
- القدماء وهم الذين خرجوا في الدعوة.
- عامة المسلمين.
والعلم والتعلم في الخروج يكون في الفضائل فقط، والاعتماد في ذلك على كتب الفضائل كرياض الصالحين للنووي، وحياة الصحابة للكاندهلوي، والترغيب والترهيب للمنذري، والأدب المفرد للبخاري.
ويدخل في العلم والتعلم مذاكرة العشر سور الأخيرة من القرآن بين الخارجين، والآداب العامة كآداب الطعام والشراب والمنام وقضاء الحاجة .. إلى غيرها من السنن.
وأما العبادات فيكون التركيز على المحافظة على جزء من القرآن في اليوم، والصلاة المكتوبة والسنن، وقيام الليل والأذكار الصباحية والمسائية.
وأما الخدمة فيدخل فيها خدمة النفس وخدمة الجماعة الخارجة وخدمة الأمير وخدمة أهل البلدة "أي المسلمون عامة".
ثالثاً: ونخرج بأربعة: "النفس، المال، الوقت، الافتقار إلى الله.
رابعاً: ونلتزم بطاعة الأمير في غير معصية، والصبر والتحمل، وحرمة المساجد وتقديم العمل الجماعي على الانفرادي "أي تقديم أعمال الجماعة العامة على عمل الفرد الخاص أثناء الخروج".
والأعمال الجماعية هي:
1. حلقة التعليم. 2. بيان الفجر.
3. بيان المغرب أو العشاء. 4. حياة الصحابة.
4. آداب الطعام والشراب. 6. آداب السفر.
7. المشورة 8. النوم.
خامساً: ونقلل من أربع: الطعام، المنام، قضاء الحاجات، الخروج من المسجد.
سادساً: ونترك في الخروج أربعة أمور: الإسراف، الإشراف، السؤال، استعمال حاجة الغير إلا بإذنه.
ونجتهد بالخروج على الترتيب التالي:
- أربعة أشهر في أقرب فرصة.
- أربعون يوماً في السنة.
- ثلاثة أيام في الشهر.
- جولتان في الأسبوع (جولة مقامية أي في نفس منطقة ومحيط الداعي وجولة انتقالية إلى القرى المجاورة).
- حلقتان في اليوم (حلقة في المسجد من الفضائل وحلقة في البيت).
- تفريغ ساعتين ونصف لعيادة المرضى وزيارة الأرحام والأذكار .. إلى غير ذلك.
- حضور المشورة وحضور يوم الخمسين ليلة الجمعة لفكر الدعوة.
¥