تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإذا تقرّر أنها لهذا المعنى في لغة من لغات العرب كانت ظاهرة المعنى واضحة الدلالة خارجة عن فواتح السور التي قدّمنا بيان كونها من المتشابه في فاتحة سورة البقرة، وهكذا إذا كانت لهذا المعنى في لغة من لغات العجم واستعملتها العرب في كلامها في ذلك المعنى كسائر الكلمات العجمية التي استعملتها العرب الموجودة في الكتاب العزيز، فإنها صارت بذلك الاستعمال من لغة العرب.

وفي تأويل [يس] قال الشوكاني:

فتح القدير - (ج 6 / ص 150)

واختلف في معنى هذه اللفظة [يس]، فقيل: معناها: يا رجل، أو يا إنسان. قال ابن الأنباري: الوقف على يس حسن لمن قال: هو افتتاح للسورة، ومن قال: معناه: يا رجل، لم يقف عليه. وقال سعيد بن جبير، وغيره: هو اسم من أسماء محمد صلى الله عليه وسلم دليله {إِنَّكَ لَمِنَ المرسلين}، ومنه قول السعد الحميري:

يا نفس لا تمحضي بالنصح جاهدة ... على المودّة إلاّ آل ياسين

ومنه قوله: {سلام على إِلْ يَاسِينَ} [الصافات: 130] أي: على آل محمد، وسيأتي في الصافات ما المراد بآل ياسين. قال الواحدي: قال ابن عباس، والمفسرون: يريد يا إنسان: يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم. وقال أبو بكر الورّاق: معناه: يا سيد البشر. وقال مالك: هو: اسم من أسماء الله تعالى، روى ذلك عنه أشهب. وحكى أبو عبد الرحمن السلمي عن جعفر الصادق: أن معناه: يا سيد. وقال كعب: هو: قسم أقسم الله به، ورجح الزجاج أن معناه: يا محمد. واختلفوا هل هو عربيّ أو غير عربيّ؟، فقال سعيد بن جبير، وعكرمة: حبشي. وقال الكلبي: سرياني تكلمت به العرب، فصار من لغتهم. وقال الشعبي: هو بلغة طيّ. وقال الحسن: هو بلغة كلب. وقد تقدم في طه، وفي مفتتح سورة البقرة ما يغني عن التطويل ها هنا {والقرءان الحكيم} بالجرّ على أنه مقسم به ابتداء. وقيل: هو معطوف على يس على تقدير كونه مجروراً بإضمار القسم. قال النقاش: لم يقسم الله لأحد من أنبيائه بالرسالة في كتابه إلاّ لمحمد صلى الله عليه وسلم تعظيماً له وتمجيداً، والحكيم المحكم الذي لا يتناقض، ولا يتخالف، أو الحكيم قائله، وجواب القسم {إِنَّكَ لَمِنَ المرسلين}، وهذا ردّ على من أنكر رسالته من الكفار بقولهم: {لَسْتَ مُرْسَلاً} [الرعد: 43]

ـ[محمد الجبالي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 10:46 م]ـ

جزى الله أخوي الكريمين خيرا، وكساهما فضلا وعلما

أما عن استفسار أخينا محمد عن [طه] و [يس] وهل قال المفسرون بما ذهب إليه المطعني من أنها أسماء وقعت منادى حذفت أداته [يا] فهذا صحيح وقال به الكثير من المفسرون وهو احد تأويلات [طه]، [يس] إلا أنه أحب إلينا أن نركن إلى ما ركن إليه صحابة رسول الله فلم يسألوا عنها وأدركوا أنها بعض أسرار الله في كتابه العزيز لا يعلم كنهها إلا الله، فهي من المتشابه

وهذا بعض ما ورد لدى الشوكاني في:

فتح القدير - (ج 4 / ص 486)

وقد اختلف أهل العلم في معنى هذه الكلمة - طه - على أقوال: الأوّل أنها من المتشابه الذي لا يفهم المراد به. والثاني: أنها بمعنى: يا رجل في لغة عكل، وفي لغة عكّ. قال الكلبي: لو قلت لرجل من عك: يا رجل لم يجب حتى تقول: طه، وأنشد ابن جرير في ذلك:

دعوت بطه في القتال فلم يجب ... فخفت عليه أن يكون موائلا

ويروى مزايلاً وقيل: إنها في لغة عكّ بمعنى: يا حبيبي. وقال قطرب: هي كذلك في لغة طيّ أي بمعنى: يا رجل، وكذلك قال الحسن وعكرمة وقيل: هي كذلك في اللغة السريانية، حكاه المهدوي. وحكى ابن جرير أنها كذلك في اللغة النبطية، وبه قال السديّ وسعيد بن جبير. وحكى الثعلبي: عن عكرمة أنها كذلك في لغة الحبشة، ورواه عن عكرمة، ولا مانع من أن تكون هذه الكلمة موضوعة لذلك المعنى في تلك اللغات كلها إذا صح النقل. القول الثالث: أنها اسم من أسماء الله سبحانه. والقول الرابع: أنها اسم للنبيّ صلى الله عليه وسلم. القول الخامس: أنها اسم للسورة. القول السادس: أنها حروف مقطعة يدل كل واحد منها على معنى. ثم اختلفوا في هذه المعاني التي تدل عليها هذه الحروف على أقوال كلها متكلفة متعسفة. القول السابع: أن معناها: طوبى لمن اهتدى. القول الثامن: أن معناها: طأ الأرض يا محمد. قال ابن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير