تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تهذيب المسالك في نصرة مذهب مالك]

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[26 - 09 - 09, 07:17 م]ـ

كتاب: تهذيب المسالك في نصرة مذهب مالك

على منهج العدل والإنصاف في شرح مسائل الخلاف

http://www.malikiya.ma/medias/galeries/Photo%20019.jpg

إسهاما في خدمة الفقه المالكي وإحيائه، أقدم الأستاذ الدكتور أحمد البوشيخي، أستاذ الفقه المقارن بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، شعبة الدراسات الإسلامية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله /فاس، على تحقيق ودراسة كتاب: "تهذيب المسالك في نصرة مذهب مالك"، لأبي الحجاج يوسف ابن دوناس الفندلاوي ت 543هـ.

في ظل ما يشهده بلدنا من بوادر نهضة علمية مباركة وسعي جاد من أجل تأكيد الذات، وإثبات الكينونة، يقول محقق الكتاب، أنه قد أصبح من اللازم العمل بكل سبيل من أجل إنجاز هذه المهمة، ومن خير ما يقرب طريق الوصول إلى ذلك، تحقيق ونشر تراثنا الفقهي المالكي وعيونه، وإخراجها إخراجا يكشف لأمتنا عن ذخائره وكنوزه، ويوقفنا على مكامن قوته وريادته.

ويضيف: وفي مقدمة ما يجب أن تصرف له العناية في هذا المجال، كتب الخلاف الفقهي العالي، المصنفة على طريقة المناظرة والاستدلال، خاصة منها ما التزم فيه الإنصاف في مناقشة أرباب الخلاف.

وقد دفعه إلى اختيار هذا الكتاب ـ زيادة على ما ذُكر- عدة اعتبارات، منها:

أهمية متن الكتاب

وذلك لأنه:

أولا: نص في الفقه الذي لا تقوم الأمة الإسلامية حق القيام إلا به، ولا تتأسس حضارتها، وعمرانها إلا عليه وفي ظله، ولا يصح لأي فرد منها أن يقدم على تصرف حتى يعلم حكم الله فيه منه، لأنه وحده القانون المنظم لحياة المسلم وتصرفاته، والمتكفل الأجدر بإيجاد التشريع المناسب، والحل الملائم، لكل ما يستجد من تطورات وأحداث في حياته.

وثانيا: نص في الخلاف العالي الذي لا تتقرر الأحكام فيه في الغالب مجردة عن أدلتها، ولا مفصولة عن عللها، ولا منظورا إليها من زاوية نظر واحدة، وإنما تتقرر في سياق الأدلة، ومقاصد التشريع، ومن خلال أنظار، ومناهج تشريعية، يمنح تنوعها وتعددها من القدرة على الفهم السليم، والاستنباط الصحيح، ما يجعل الناظر فيها أقرب إلى ولوج باب الاجتهاد.

وثالثا: نص يتناول بالتحليل الفقهي المقارن 347 مسألة خلافية في أحكام العبادات والمعاملات، التي الناس في أ مس الحاجة إلى معرفتها اليوم.

ورابعا: نص ينصر المذهب المالكي بالأدلة والاستدلال، فليس فيه منتهى الحجة أن يقال هذا الذي استظهره، أو شهره، أو نصه فلان، وإنما ما ثبت وصح من ذلك بالحجة والبرهان، ومعلوم أن العلم عنده أهله، هو معرفة الحق بدليله، وكل ما لم يثبت بدليل، فليس من العلم بسبيل.

خامسا: نص يشتمل على مئات القواعد الفقهية والأصولية التي قد يعز وجودها في أمهات الكتب غيره، ولا غرابة في هذا، فإن للشريعة كما قال الإمام القرافي: "قواعد كثيرة جدا عند أئمة الفتوى، والفقهاء، لا توجد في كتب أصول الفقه أصلا" (الفروق: 2/ 110) ومعلوم أنه بمعرفة هذه القواعد، يعرف قدر الفقيه ويشرف، ويظهر رونق الفقه ويعرف وتتضح مناهج الفتوى وتكشف".

وسادسا: نص مالكي تراثي قديم نادر فذ، لا يعرف من نسخه إلا نسخة واحدة محفوظة في الخزانة الحمزية بناحية الرشيدية، جنوب المغرب، ولا يعرف لمالكية المغرب غيره في موضوعه ومنهجه ومستواه فيما انتهى إلي علمه، والله وأعلم.

أهمية منهج تأليفه

وتتجلى هذه الأهمية في:

أ- دقة وصرامة تنظيمه في عرض المسائل، وسوق الأدلة، ومحاجة المخالفين، بحيث يسلك مؤلفه في ذلك كله منهجا محددا واضحا مطردا، لا يكاد يحيد عنه من أول الكتاب إلى آخره.

ب- إنصاف المخالفين بعرض أقوالهم، وأدلتهم، كما هي مقررة عندهم كاملة واضحة مفصلة، مع بيان الاستدلال بها، ومحل الشاهد منها، والإقرار بصحتها إن لزم الأمر، ومناقشتهم مناقشة علمية نزيهة، لا تكاد تحس فيها أثر تعصب أو حب غلاب.

ج- ربطه أحكام المسائل بأدلتها من الكتاب والسنة والإجماع والقياس وغيرها من الأدلة المعتبرة.

د- اختصاره في القول مع الوفاء بالمراد، فلا يطيل إطالة القاضي ابن القصار في: "عيون الأدلة ولا يوجز إيجاز القاضي عبد الوهاب في: "الإشراف"، وإنما هو وسط بين ذلك، مع اشتماله على خير ما هنالك.

هـ - يسر عبارته، ودقة تعبيره، ووضوح استدلالاته، واعتراضاته، ونقوضه في الغالب الأعم.

أهمية مؤلفه الإمام الفندلاوي ـ رحمه الله-

وتتجلى هذه الأهمية في:

أولا: في قدرته العلمية العالية التي أهلته للتأليف في الخلاف العالي الذي لا يقدم على التأليف فيه إلا أكابر العلماء وجهابذتهم، بل وإلى وضع منهج متفرد فيه، لم يسبق إليه، كما أشار إلى ذلك في مقدمة كتابه.

ثانيا: في وقوفه الصلب في وجه الباطنية المخربين، المدعين اختصاص أئمتهم بدرك أسرار الدين، ودحض مزاعمهم، وكشف أباطيلهم، وتحذير الناس من موالاتهم، وإصداره فتوى خاصة بهم.

ولأهمية الكتاب وقيمته العلمية، واحتياج الفقهاء إليه، بله الباحثين في الفقه المقارن عموما، قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية بطبعه منذ سنة 1998 وأخرجته في خمسة أجزاء، أولها عبارة عن دراسة موسعة، وخامسها للفهارس العامة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير